بحجة التطرف والإرهاب يراد مسخ الإسلام

   المهندس طارق حمدي

بحجة التطرف والإرهاب يراد مسخ الإسلام

   المهندس طارق حمدي

[email protected]

" إنها جماعة متطرفة..... إنها ستحجب الأصوات المعتدلة الإسلامية.....لديها صلات مع جماعات إسلامية تسعى لتطبيق الشريعة في البلاد الإسلامية... إنها تحرم الاختلاط بين الرجل والمرأة وتؤيد فرض الحجاب..." الاوبزيرفر البريطانية 14/8/2005

في الآونة الأخيرة اثُيرت ضجة إعلامية ضخمة عندما أعلن رئيس الوزراء توني بلير عن نيته حظر حزب التحرير رغم أن وزارة الداخلية البريطانية قد صرحت بأن الحزب لا يقوم بأعمال إرهابية، ولكن الكلمات المذكورة أعلاه ليست عن حزب التحرير بل هي بداية حملة جديدة ضد منظمة  إسلامية هي: المجلس الإسلامي في بريطانيا بزعامة السير إقبال سكراني الذي يعد أحد المحسوبين على الحكومة البريطانية والذي طالما لقي معاضدة توني بلير. وبهذا باتت وسائل الإعلام تهاجم جميع الأحزاب الإسلامية حتى مؤيدي الحكومة، ناعتة بالتطرف كل من يسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية، ففي 1/8 في التايمز البريطانية وصف أنتوني براون كل من يسعى لإقامة الخلافة ويؤيد الجهاد ويؤيد فرض الحجاب بالفاشية وبأنهم النازيون الجدد.

اما بالنسبة لتطبيق الشريعة الإسلامية فتعتبر مقالات الاوبزيرفر والتايمز أن المسلم المعتدل هو الذي يقبل بالأنظمة الوضعية العلمانية، مع أن تطبيق شرع الله هو مطلب قرآني واضح في العديد من الآيات، فالله عز وجل يقول:"ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون"، والمطالب الاستفزازية لتغيير القرآن "ليواكب العصر" والتي يدعو لها أشخاص كسلمان رشدي في جريدة التايمز في 12/8 ما هي إلا محاولات لمسخ الإسلام لإيجاد "إسلام بريطاني"، وقد غير الغرب المسيحية عدة مراتٍ من قبل لتوائم العصرنة المدعاة حتى باتت بعض الكنائس تبارك العلاقات الشاذة والاجهاض علناً.

ولكننا نتساءل لماذا لا يقبل الغرب أن يختار المسلمون الإسلام ليُحكموا به إذا أرادوا ذلك ولماذا يصر على تطبيق العلمانية عليهم؟ هل يخشون من انقطاع النفط عنهم أم طردهم من بلاد المسلمين واستقلالها الحقيقي عنهم!

 أما بالنسبة للجهاد فيصور الكتاب الغربيون أن الجماعات الإسلامية تتعطش لسفك دماء الكفار وارغامهم على اعتناق الإسلام بينما الواقع يبين عكس ذلك تماما فالغرب باستمرار يستعمر بلاد المسلمين ويرتكب المجازر لفرض قيمه، حيث قام بالحملات الصليبية ضد المسلمين ثم طردهم وقتلهم في الأندلس ثم أخيرا قال بوش إننا ذهبنا وقاتلنا في العراق من اجل الحرية ونشر الديمقراطية المكذوبة. ويهاجم الغربيون الدين ويقولون إنه سبب الحروب ونتساءل هل كانت الحرب العالمية الأولى والثانية حروباً دينية أم حروباً اشتعلت بين أنظمة علمانية؟ وماذا عن حرب فيتنام التي ذبحت فيها أميركا أكثر من مليون فيتنامي وحرب العراق في 91 و 2003 ؟ وقد يشير البعض إلى أحداث 11/9 وأحداث مدريد ولندن والإسلام يدين هذه الأحداث ولكنها ردة فعل للحرب التي يشنها الغرب، وهي لا تقارن بحال مع الفظائع التي تُرتكب ضد المسلمين.

إن الحكومة البريطانية ووسائل الإعلام تقومان بحملة لتكميم الأفواه وجعل الأحزاب الإسلامية تسير على نمط معين من الإسلام البريطاني ولكننا نجد أن شريحة واسعة من البريطانيين قد أدركت ظلم سياسات الحكومة البريطانية وأصبحت تسعى لفهم الإسلام، فلذلك وجب على المسلمين مناقشة هؤلاء الناس وشرح الإسلام لهم، وكمثال على ذلك الاجتماع الذي عقد يوم 12/8 في مدينة بولتون ببريطانيا لمناقشة قضايا الجالية الإسلامية. فقد اشترك في الاجتماع عدد من الجماعات الإسلامية وجمعية حقوق إنسانية والعضو البرلماني من حزب العمل براين ايدون الذي وقع في نهاية الاجتماع على وثيقة تشتمل على مطالب محقة للمسلمين والتي أحد بنودها الأساسية التنديد بحظر حزب التحرير.