لنا الأقصى .. ولنا أسماء
عوني وتد - عرب 48
سلامٌ عليك يا جوهرة أرض الرباط، يا عروس الحرية ويا مرساة فلك الثبات..ها هم أبناؤك الأبرار المخلصين. عادوا في ذكراهم التاسعة ينثرون المسك الكرديّ فوق القباب وفي الباحات، يًنْظُمون حول واسطة عقدك سبحةً أيوبية، للدعاء،والصلاة.سبحةٌ حباتها الكريمة من حصى وحجارة أبوابك الصامدة والموصدة،تزيّن نواصي خيول البيارق،وصدر شيخ الأقصى الباسق،وجيد أم ثكلى،وساعد أب صابرٍ واثق.وحبة سبحتنا الأولى أقتطعها الشهيد محمد خمايسه-طيب الله ثراه- من باب الساهرة،وصية للعيون الساهرة والتي ترقب القطعان الواهنة، والبراثن الحاقدة،لتصدّ مآربها بكل كبرياء وعزةٍ وعنفوان.
أما حبة الشهيد رامي غره-كتب الله له الرحمة- التقطها من باب النبي داود عليه السلام،صاحب المقلاع،خذوها هدية رامي،حجرٌ من سجيلٍ يبدد صفوف الخفافيش الطامعة، عن ثالث الحرمين الشريفين. آهٍ يا باب الحديد ثم آه!! يا قضبان الأسرى المنسيين ،ويا معقل زند الغر الميامين،قم يا وعد رامز بشناق-يرحمك الله- وأغرس حبتك بذرة طيبة!تنبت شقائق النعمان،وتبشر بتسامي فجر الحرية المبين. أبْسِم يا باب المغاربة، يا أسير معاول الهدم والدمار!فقد لبى نداءك شهيد واحدٌ ،من امة تعدادها النصف والمليار – رحمك الله - أيها البطل علاء نصار،خذ من ركام الباب حبة حصاةٍ واحدةٍ! أثقل من تيجان العار.
رَ يا باب الأسباط! أسباطك ينصبون لبعضهم العداء، ويتربصون سفك الدماء، يتناحرون على الكراسي الدوّارة، وبعضٍ حقائب الأمارة يحسبها الظمآن ماء،يا حسرة على أسباطٍ دمها واحد ،خاب منها الرجاء. أوقد لهم يا أسيل عاصلة
أيا باب الخليل!يا نفح الحرم الإبراهيمي،ويا نسائم مذبحة المصلين، ومدخل قوافل المحسنين،منك حبة فيروز مباركة يحملها الشهيد عماد غنايم-رحمه الله- للمرضى واليتامى،للأرامل والأيامى، والمطاردين. قِف أيها الشهيد البطل وليد أبو صالح-يرحمك الله- على مشارف باب الرحمة!وأبك على ما آل إليه مجتمعنا من عنف،وإرهاب،من سموم واحتراب،مجتمع ممزق الأوصال،رديء الأحوال،قم يا وليد واضرب "بحجرك" عتبة باب الرحمة ،علها تغدق علينا الماء يغسل ما اعترانا من أدران الفواحش،والقتل والدمار. أيها الباب الثلاثي الموصد! يا أقواس النصر، والمجد والإيثار، رحب بشهداء مدينة الصحوة الأبرار،أفرش أرضك تبراً لأبناء شيخنا رائد المغوار، محمد جبارين وأخيه هاشم جراد وشقيقهم احمد صيام_رحمهم الله- جاءوك يحطمون أغلال الكبت والدمار، فرسان صلاتهم من سكون أم النور،وغضبهم من لظى جبل النار. وعند الباب الأموي المضاعف،وقفا شاعران من ناصرة فلسطين، يعلمون الشعراء الفداء،وقصائد الحماسة والعطاء،عمر عكاوي ووسام يزبك-رحمهما الله- كتبا للأجيال معلقات الصمود والوفاء،خذا حبتين من حجارة الباب المزدوج الأسير،واجعلا احدها شمساً تحرق الحقد والمكائد،والآخر قمراً ينير مآذن الإسراء. أيها الباب البسيط الواحد! أفتح مصراعيك لشهيد أقصاك الأسمر،زغردي يا حجارة لفارس الأبجر، طيب الله ثراك أيها الشهيد أياد لوابنه ،خذ سبحة أخوتك الشهداء!واعتل قبة الصخرة،وعلقها عند الهلال،لتمتزج عطور حباتها بنداء نديٍ..الله اكبر، الله اكبر!
(بلد الشهيد رامي غره)