حلم الطاولة المستديرة مازال يلاحقني

حلم الطاولة المستديرة مازال يلاحقني

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

قبل هزيمة حزيران ,حلم بعض القادة العرب بحوار مباشر على طاولة مستديرة في محادثات مباشرة مع العدو الصهيوني .ومن تجرأعلى النطق بها أصبح خائنا من الدرجة الأولى في نظر الشعوب العربية , كما وصف بذلك الرئيس التونسي الحبيب بورقيبه .

وبعد حرب ال73 خرق القاعدة علنا ووضعها تحت أنظار العالم أجمع أنور السادات , وانكشف الغطاء بعدها لنرى الجلسات السرية والتي كانت موجودة حول تلك الطاولة أصبحت غير مخزية ولا يخاف منها الزعيم فلان وفلان , فالشقيق الأكبر أصبح قدوة علنية للكل , ومع هذا فالسادات ماكان ليجتمع مع العدو الصهيوني إلا علنا , و قال هذا مبدأي وسنتي فسيروا عليها , وسار عليها الجمع من القادة , ولا ندري هل تخلف عن ذلك أحدا أم لا ؟ والذين مازالت مصالحهم تعطيهم الحق في السرية .

في التاريخ اليوناني القديم عندما طالت الحرب بين اسبارطه وأثينا , وملت النفوس من الحروب والدماء , عقدت النساء في أثينا مؤتمرا نسائيا بقيادة الملكة , وجدول عمل المؤتمر ينص على :

الوسيلة الناجحة لوقف هذه الحرب اللعينة .

 وكانت الخطة في أن تتزين النساء الزوجات والخليلات بأحلى زينة عند عودة أزواجهن من المعركة ليأخذوا قسطا من الراحة ,بكل أنواع الزينة والدلال وغنج النساء للإيقاع بالرجل وفي قمة الرغبة تمتنع المرأة على زوجها وإن خرج إلى بائعات الهوى سيجد نفس المعاملة , ليكون شرط المرأة على الرجل أن لايحارب تلك المدينة . وكان الأمر منسقا مع نساء المدينة الثانية , وبهذه الوسيلة أوقفت النساء تلك الحرب .

في بلادنا العربية تسلط علينا طغاة مستبدين منذ زمن بعيد وشتتوا شمل الأمة ووضعوها في ذيل دول العالم .

 والكل حيارى من الشعب في الوطن العربي , يجب أن يفعل شيء واجب عليه التخلص من هذا الذل والظلم والخذلان أمام العدو اللدود اسرائيل , ورضخوا للأمر الواقع بحثا عن الأمان المفقود فعلى الأقل لن يكون فريسة للذئاب المفترسة والمتربصة في كل زاوية بيت من بيوت المواطنين ومراكز الحكام ,جلادين وسافكي الدماء ويبحثون عن هدية تعطى لهم لأنهم اعتادوا على امتصاص الدماء وسلخ الجلود بالعصي والكرابيج وشيها بالكهرباء . وكل من يقول لا يكون هذا مصيره , واختلف المفكرون وانقسموا

 منهم مع الحكام, ومنهم على الحياد, ومنهم من عارض. ولكن القوة المضادة متربصة له في كل مكان .

 ومع هذه الفئة والتي قالت لا انقسمت وتجزأت  إلى ثقافات شتى. ويبحثون عنها في كل مكان كالذي يحمل الماء على ظهره وهو يموت عطشا .

أعود إلى حلمي الكبير والذي يراودني منذ زمن طويل ألا وهو:

 هل يمكن أن نجلس كمعارضة لهؤلاء الحكام على طاولة مستديرة؟

 نناقش فيها القضايا التي تهم الوطن للخروج بنتيجة يكون الهدف فيها الأمة وتحسين وضعها والخروج من هذا الحال المهترئ لهذه الأمة العظيمة والتي أصبحت (ارحموا عزيز قوم ذل) . مجموعة من مثقفي الأمة والذين يحملون ثقافتها في عقولهم وقلوبهم وهموم وطنهم في وفد يمثلهم لكل بلد مفكريه للجلوس على هذه الطاولة وجها لوجه مع الحاكم والتحاور معه للوصول إلى الهدف المبتغى .

فقد جلسوا مع اسرائيل وتحاوروا معها وأعطوها ماتريد , وينأوا عن الجلوس معنا كمعارضين نبغي مصلحة أهلنا وديننا ووطننا ,بينما العدو الصهيوني هدفه تحطيم الأمة كلها .

فمن يسعى معي لتحقيق هذا الحلم ؟