ذهبت زين وبقي غراب البين

قيس السلحوت

محلل اقتصادي

 رأي الكثير منا بعض دعايات شركة زين للاتصالات منتشرة على الشاخصات  في انحاء الضفة الغربية المحتلة لفترة طويلة . وقد رأينا هذا الاسم يختفي من الدعايات مرة واحدة ايضا قبل بضعة اسابيع بدون ان يلاحظ او يسأل أيّ منا عما حدث، لأنه وبحق  لا يوجد أيّ مصلحة ظاهرية لنا في ذلك .

ان انسحاب شركة زين من السوق الفلسطينية نتيجة للرسوم المرتفعة التي طلبتها حكومتنا الموقرة من الشركة، وكأن الضغوطات والتعقيدات الاسرائيلية على الشركات ليست كافية، وقد تسأل الآن: وماذا يعني دخول شركة لا مصلحة لي فيها الى السوق؟ والجواب على ذلك اذا نظرنا اليه بعمق هو: ان كل شخص في فلسطين يستفيد ومع الأسف حكومتنا اضاعت هذه الفرصة ودعوني أوضح كيف:

هنالك منطق في النظرية الاقتصادية يقول ان الامور المربحة تبقى تجذب اشخاصا جددا اليها الى ان يصبح الربح المحصول عليه منها مساويا للربح المحصول عليه في الصناعات الاخرى، ودعوني اشرح ذلك والمصلحة المترتبة عليه في حالة الاتصالات:

ان الارباح التي تجلبها شركة جوال(على حسابكم) خيالية في سوق صغير كسوقنا، مما استدعى الى جذب شركة اخرى تدعى الوطنية، للمشاركة في حصة من هذه الارباح، ويترتب على هذا الدخول خلق وظائف جديدة ومنافسة بين(عملاقي) السوق ستؤدي الى نزول الاسعار. ولو ان زين دخلت السوق لخلقت وظائف اكثر ونزلت الأسعار اكثر لينتقل جزء كبير من هذه الارباح الخيالية ولو قليلا الى جيوب حضراتكم .

ان سعر استخدام الهاتف النقال في هذه البلد أعلى بكثير من كل الدول المتقدمة، والسبب هو ليس أن دخلكم أعلى من مداخيل تلك الدول، بل لأن مخططينا الاقتصاديين،أو بالأحرى المسؤولين عن هكذا أمور بعيدون عن الاقتصاد بعد الارض عن السماء، ولا يرون أبعد من أنوفهم في الاقتصاد،ونحن لا نسأل. وعلى سبيل المثال كنت ادفع مئة دولار امريكي في الشهر لخط هاتف محمول كجوال لأحصل على مكالمات غير محدودة لكل مكان في الولايات المتحدة الامريكية، وهنا ادفع اكثر من ذلك سعر " كروت " والسبب لا يحتاج الى ذكاء لمعرفته.