رسالة إلى السيدة أسماء الأسد

رسالة إلى السيدة أسماء الأسد

تحية إنسانية في زمنٍ قد فقدت فيه الإنسانية معناها.......أما بعد

لم أجد أحداً أكتب لها لأخبرها عن الكارثة التي تحل بنا, سواكِ , متمنيّةً من الله أن تدركِ ما أعنيه , وتساعدي من هم  بحاجتكِ...-أو إن صح التعبير-أن تقومي بواجبك من موقعك المسؤول كونك إمرأة متحررة ومثقفة ..  وكانت هذه من الأسباب التي شجعتني على كتابة هذه الرسالة( أو الترحّم بمعنى أصح) لأنقل لك صرخة فتياتٍ كورديات قابعاتٍ تحت همجية  و وحشية الجلادين....

هاهي ذا الأنوثة تغتصب ....تنتهك الأعراض و الحرمات في مدينة القامشلي....ولكن لا مغيث ....وها هم الكورد يقتلون ويسجنون بدون ذنب ...هؤلاء الكورد الذين طالما أكدوا إخلاصهم ووطنيتهم ككوردٍ سوريين مستعدين للتضحية بأرواحهم في سبيل بلدهم سورية....ها هم أحفاد صلاح الدين الإيوبي وإبراهيم هنانو يودعون السجون ويتعرضون للقتل والتعذيب والإهانات.....قولي لي بحق السماء, كيف ترفع البندقية في وجه المواطن الذي يعشق وطنه!!؟؟....كيف يتم تعذيب من يطالب بحق؟؟!!نعم يا سيدتي ,هذا مايحصل في الوطن؟!!

ليس هذا فقط ...لقد إغتصبوا فتاةً.....نعم ...إغتصبوا فتاةً من تلك الفتيات المعتقلات واللواتي يتعرضن للتعذيب الجسدي والنفسي ....نعم...  وصل بهم الأمر إلى إغتصاب واحدة منهن...تلك الفتيات اللواتي زغردن في ميسلون وهللّن في تشرين.... اللواتي يُضطهدن من المجتمع و السلطة الأبوية ويمُتن مرتين..مرةً بامر الله وهذه سنة الحياة ومرةً يقتلهم المجتمع...والآن يُقتلن على يد الجلادين ويُغتصبن.....!!؟؟ أليست هذه كارثة يا سيدتي؟؟!!

أُعتقلت تلك الفتاة مع صديقاتها واعترضت للتعذيب لأنها اشتركت في مسيرة سلمية للتنديد بمقتل الشيخ محمد معشوق الخزنوي...وتم إغتصابها على يد جلادها...أليست هذه جريمة في حق الإنسانية والمرأة يا سيدتي؟؟

كيف ستكمل هذه المنكوبة حياتها من جديد في ظل هذا المجتمع؟؟!!.....بل كيف ستعشق سورية!!!كيف وكيف وكيف؟؟؟ بينما يقهقه الجلاد بأعلى صوته , متحدياً الإنسانية والعدالة ....
السيدة أسماء الأسد الموقّرة :

المرأة الكوردية تناجيكِ كإمرأة.....تناشدك كإنسانة.....تناشدك وتناشد ضميرك الذي يجب أن يبقى حياً لنرفع السيف عن رقاب تلك النسوة المعتقلات وتلك الفتيات المنكوبات ولنرفع الظلم عن الكورد حتى تنعم سوريا بالخير والسلام ....

الفتيات الكورد يناشدن ضميرك ,مستغيثات...فارفعِ صوتكِ وقولي كلمة حق من أجل حقٍ زُهق....لندخل الطمأنينة إلى قلب تلك الفتاة التي فقدت عذارتها وفقدت أملها في الإستمرار في الحياة ....إرفعِ صوتكِ لنشعر ولو للحظة بأن الضمائر مازالت حيةً ترزق وبأن الإنسانية ستعيد معناها.....

التوقيع : ميديا  دل برين
فتاة كوردية        
7 / 6 /2005