بوش ومساعدوه.. قاب قوس من التحقيق
بوش ومساعدوه.. قاب قوس من التحقيق
جاسم الرصيف
[email protected]
(
لايعرف المرء الى أين تؤدي هذه الأمور .. وهي قد تطال مسؤولين كبارا في الحكومة )
هذا ماقاله العميل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيتر بروك للصحفي
جونثان مان في السي ان ان تعقيبا على سؤال طرحه الأخير : ( هل يمكن أن ينتهي جورج
بوش أو أي من مساعديه في السجن ؟! ) على ضوء المخالفات للقوانين الأمريكية بصدد طرق
التعذيب التي إستخدمتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مع المعتقلين بعد أحداث
11 سبتمبر 2001 .
وبطبيعة الحال فان فتح إدارة أوباما لهذه التحقيقات لاقى إنتقادات حادة وإعتراضات
من قبل الجمهوريين ، يرى المراقبون أنها إحترازية ، أكثر مما هي تعبيرات عن حرص
أمني ، لئلا تطال التحقيقات بوش ومساعديه الذين خرقوا القوانين الأمريكية صراحة
لإنتزاع إعترافات بوسائل وحشية من المعتقلين ، مما دعى المدعي العام الأمريكي ،
أريك هولدر ، الى إعلان ( قناعته ) بأنه هذه الإنتهاكات ( تستدعي التحقيق بها )
إتحاد الحريات المدنية الأمريكي يرى في ماجرى من إنتهاكات أن : ( أي تحقيق يأتي
وفقا لحقائق يتم الكشف عنها يؤدي الى إدانة مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى ) ، على
معنى ضمني لايستبعد إدانة بوش وبعض مساعديه من ذوي العلاقة بهذا الأمر ، دون تسمية
صريحة بإنتظار نتائج التحقيقات وفقا للأدلة التي ستطرح على مناضد التحقيق الذي
أقرته إدارة أوباما ، والتي قد يطول بحثها ، أو يقصر ، وفقا لمعطيات وحراك الشأن
الداخلي الأمريكي .
وفي
هذا الإطار يقول المستشار القانوني في إدارة بوش ، جاك غولد سميث ، أنه وزملاؤه : (
يدركون بأن الرئيس ــ بوش ــ ومساعديه المباشرين يمكن أن يخضعوا للتحقيق يوما ما
بسبب الخطوات التي إتخذوها بعد أحداث سبتمبر 2001 ) ، كما حصل مع الرئيس بيل كلنتون
الذي إستجوب بسبب كذبه في فضيحة علاقته الجنسية مع مونيكا لوينسكي ، وهذه السابقة
الرئاسية الأمريكية تمنح المحققين بابا واسعا لتصديع رأس بوش ومساعديه بموضوع
مخالفتهم للقوانين الأمريكية .
نعم
..
هناك إمكانية اذا للزج ببوش وبعض مساعديه خلف القضبان ، مع أن هذا الأمر يبدو غير
مرجح للوهلة الأولى ، ولكنه ( ليس مستحيلا ) كما يرى المراقبون اذا ما تضافرت جهود
تحقيق أمريكية نزيهة بالتوازي مع خرق القوانين الأمريكية ذاتها في سجن أبو غريب
بشكل خاص ، خاصة وأن لاأحد يمكنه التنبؤ بمجريات الشأن الداخلي الأمريكي الحساسة
جدا والتي غالبا ما تتخذ صفة فضائح فجائية لاأحد يتكهن بنتائجها .
ومن
المؤكد بموازاة كل تلك الحيثيات التي قد تقود بوش وبعض مساعديه الى السجن أن هذه
الحيثيات ستكون محط ّ متابعة صارمة ، وعن كثب ، من بعض الشخصيات الأمريكية التي
وصفت ( كبيرة ومتنفذة ) حسب ما يتسرب من أقوال ، ومن قبل طرفي المعادلة في آن :
ديمقراطيين وجمهوريين ، من حيث أن نتائج هذه التحقيقات ستؤثر وبشكل كبير جدا على
مستقبل الحزبين في البيت الأبيض .
وبهذا الصدد يرى المراقبون أن مسألة التحقيقات في إنتهاك القوانين الأمريكية مع
المعتقلين ، وأكثرهم عرب ، سواء بسبب أحداث سبتمبر 2001 أو سجن أبو غريب ، لن تتم
إنعاكاساتها بمعزل عمّا يجري في الشرق الأوسط بشكل عام ، وفي العراق وأفغانستان
بشكل خاص ، خاصة وأن دافعي الضرائب الأمريكان ماعادوا
وبطبيعة الحال ستكون التحقيقات سرية ، وقد تستغرق مدة طويلة ، ولكن أيام أميركا
حبلى بالمفاجآت دائما ، فهل ترى ضحايا أبو غريب الأصفاد في يدي بوش ومساعديه ؟! .
قولوا إن شاء الله !! .