حتى تكون معارضتنا للنظام السوري إسلامية وطنية صادقة
حتى تكون معارضتنا للنظام السوري إسلامية وطنية صادقة
محمد هيثم عياش
ابتليت سوريا ومنذ انفصالها عن دولة الخلافة الاسلامية وجلاء الاحتلال الفرنسي عنها بأحزاب منها وطنية نادت بالحرية والأخاء كان منهاج نظام الذي حكمت به سوريا نظاما عادلا شهد من خلال الشعب الحريات والرخاء الاقتصادي والاجتماعي فالشعب السوري كان معروفا بالعطاء والغنى والصدق في القول والعمل ويشهد لهم على ذلك أهل الخليج العربي اذ ساهم اهل العلم من بلاد الشام وخاصة السوريين ببناء دعائم لدول عديدة في منطقة الخليج العربي في مقدمتها المملكة العربية السعودية فالسوريين يختلفون عن غيرهم من العرب فهم معروفون بالجدية وعدم الخنوع لأحد وهناك وثائق في سجلات السياسة الاوروبية تثبت انه من الصعب إخضاع أهالي بلاد الشام وخاصة اهالي سوريا للاحتلال وغيرهم ممن يريد استغلال خيرات هذا الشعب مقابل مصلحة ما .
وقد استطاع الاحتلال الفرنسي وقبل ان يغادر سوريا أن يجعل له قدما راسخة في الشعب السوري هذه القدم تكمن في إقامته دويلات طائفية في سوريا فقد كان في نية فرنسا قيام دويلة للدروز وقيام دويلة مسيحية الا ان الاحتلال الفرنسي فشل في ذلك نظرا لتكاتف ابناء هاتين الطائفتين مع اهل السنة الذين يمثلون السواد الاعظم من الشعب السوري ، الا أن الاحتلال الفرنسي نجح في تحقيق مآربه بتقوية الطائفة النصيرية بشكل خفي بادئ الامر ولكنها صريحة في النهاية فهو قد قام بتشجيع زعماء تلك الطائفة على تشكيل دويلة لهم بزعامة شيخها سلمان مرشد الذي ادعى الالوهية وحكم مناطق اللاذقية وأبيدت تلك الدويلة يوم إعدامه الا أن هذه الطائفة استطاعت وعلى حين غفلة من أبناء الشعب السوري وخاصة المسلمين السنة منهم التوغل في الجيش وحزب البعث هذا الحزب الذي جاء من أجل القضاء على الاسلام والحريات العامة في سوريا وجعل هذا البلد يعيش في فقر مدقع كما جاء هذه الحزب ليكون قوة للطائفة النصيرية واسمها الحقيقي / القرامطة / هذه الطائفة التي ارتكبت في التاريخ الاسلامي أبشع الجرائم فقد عمد رئيسهم أبو جعفر القرمطي بمهاجمة مكة زمن الدولة العباسية وسرقوا الحجر الاسود وقتلوا حجاج ذلك العام وجلس القرمطي على ظهر الكعبة وهم يشرب الخمرة ، هذا الطائة التي تحكم سووريا تحت اسم حزب البعث حاليا جاءت من أجل تتمة هدف القرامطة الاوائل وهو القضاء على الاسلام والحيلولة دون تحرير فلسطين السليبة . فقد استطاع الغرب بعد مساعدته الصهاينة من اليهود باحتلال فلسطين زرع دويلات في منطقة الشرق الاوسط للحيلولة دون تحرير فلسطين .
وليس مقالتي عن هذه الطائفة المعروفة بكفرها بالرغم من أنه يجب عليَّ أن أذكر قارئ هذه المقالة موقفا وقفه أحد علماء العالم الاسلامي أمام الطاغية حافظ أسد الا وهو أستاذنا الشيخ الجليل حسن حبنكه الميداني رحمه الله ، فقد طلب اسد من الشيخ أن يصدر في عام 1975 فتوى بأن الدروز كفرة وذلك أثناء الحرب اللبنانية والخلاف الذي كان بين الظام السوري والحزب التقدمي اللبناني الذي كان يرأسه الزعيم الدرزي كمال جنبلاط الذي قتلته المخابرات السورية فأجاب الشيخ وقتها بأنه مستعد على إصدار هذه الفتوى ولكن بشرط ان يكون ضمن الفتوى بأن جميع الفرق الباطنية هي كافرة أي أن تدخل الطائفة النصيرية ضمن فتوى الشيخ رحمه الله الا أن أسد رفض ذلك ورفض الشيخ اصدار فتواه . .
وقد كثرت في ايامنا هذه التقارير التي تشير الى تأسيس جبهة وطنية للمعارضة السورية منها منبر التضامن من اجل الحريات في سوريا وذلك في الولايات المتحدة الامريكية الى جانب حزب الاصلاح الذي خرج رئيسه فريد الغادري من تلك اللجان ، وانه وإن كانت هذه المبادرة تأسيس هذه الجبهة وهذا المنبر يعتبر خطوة رائدة طيبة الا ان تأسيسها تحت إشراف واشنطن التي تكن العداء للاسلام والمسلمين تعتبر ظاهرة خطيرة ، اذ ان لنا في العراق اسوة حسنة فقد عمد زعماء المعارضة لعراقية الذين كانوا يعيشون في الولايات المتحدة الامريكية على حث الادارة الامريكية باحتلال بلادهم وتخليصهم من ظلم السفاح صدام حسين وقد وقعت الحرب بتدخل غربي من بريطانيا وايطاليا وغيرها من الدول بضغط من واشنطن بحجة ان الطاغية يمتلك أسلحة خطيرة ثبت بأن تلك الحجج كانت واهية وقد احتل الامريكان العراق ولن يخرجوا منه الا أن الله تعالى لم يكن ليمهل الظالم والخائن لبلاده ونحن نرى ماذا يجري في العراق فأكثر الخونة من العراقيين الذين رجعوا الى العراق تحت راية امريكا قتلوا او سجنوا واتهموا ايضا بالاختلاس والاحتيال وصدق الله الذي حذر ووعد من الخيانة حيث قال : ( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا ) وقد نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم الاستعانة بمشرك على كافر والذي يطلب العون من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا كمثل الشاعر الذي قال :
المستجير بعمرو عند كربته كالمستجير بالرمضاء من النار
اذن فعلى المعارضة السورية وخاصة اولئك الذين يعيشون في الولايات المتحدة الامريكية مثل منبر التضامن من اجل الحريات أن يكونوا على صحوة من اتصالهم مع الادارة الامريكية ، فالإدارة الامريكية وان كانت توجه الانتقاد تلو الانتقاد للنظام السوري الا انها ترى بقاء النظام السوري لمصلحتها ومصلحة الكيان الصهيوني فهي تخشى بأن يتولى حكم سوريا مخلصين لقضايا العالم الاسلامي ، كما أن الشعوب العربية والاسلامية كلها لن ترضى على المعارضة السورية وتدعمها اذا ما كانت تريد خلاص سوريا وانقاذ شعبها من خلال قوة تمنحها واشنطن لها باستبعاد الاسلام من العملية السياسية في بلادنا لإبعاد الشبهة عن ان المعارضة لا تريد نظاما اسلاميا في سوريا حتى تستطيع كسب الدعم المعنوي لمعارضتها ضد النظام السوري بل تريد نظاما علمانيا يرضي الغرب مقابل الدعم التي تنتظره منه ضد هذا النظام الذي عاث في الارض فسادا . اننا بحاجة الى معارضة تكون نيتها خالصة لله تعالى من أجل إنقاذ الشعب السوري من ظلم النظام النصيري وحزب البعث والعمل على إعادة كرامة الشعب السوري التي فقدها من جديد .
وانني على يقين من أن هناك شخصيات مسيحية لا تعادي الاسلام وترى أن العيش في ظل حكم اسلامي في سوريا يحقق للمسيحيين في سوريا وغيرهم الكرامة والازدهار الى جانب الحرية وانها على استعداد لدعم المعارضة السورية التي تملك رؤى اسلامية لنظام جديد في سوريا والعمل مع المعارضة السورية من أجل خير الشعب السوري بجميع طوائفه والتاريخ السياسي الحديث لسوريا منذ قيامها مليء بالأمثلة عن تلك الشخضيات التي كانت تحبذ الاسلام كنظام حكم في سوريا والعالم أجمع .