الجـولان  بعضُ مـا فـات المـؤتـمر !!

الجـولان  بعضُ مـا فـات المـؤتـمر !!

  خالد الأحمـد *

أتعبت نفسـي وأنا أبحث في مواقع الانترنت السورية ، أبحث عن توصيات المؤتمر العاشـر لحزب البعث العربي الاشتراكي . وقد وجدت في أكثر المواقع توصيات قرأتها وأعدت قراءتها ولم أصدق أن هذه توصيات مؤتمر حزب وطني سـوري ، يدعي أنه قومي عربي ، ويطرح منذ خمسين سنة شعار [ أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ] ويقول أهدافنا : [ وحدة ، حرية ، اشتراكية ] ، وكان يؤكد لنا نضاله وكفاحه من أجل تحرير فلسطين واسكندرون وعربستان وساقية الذهب وطنب الكبرى وطنب الصغرى ..... وغيرها ..

لم أصـدق أن هذه توصيات المؤتمر العاشر القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي السـوري ، لأنني لم أجد ذكراً للجـولان ، ولم أقرأ مصطلح الجولان ، وكأن الأعضاء [ المنتخبين ] مسـحت كلمة الجولان من ذاكرتهم ... حتى في أسلوب المزايدة الذي عودونا عليه ؛ لم يذكروا الجولان بـه ، بل وحتى في أسلوب [ غمز على اليسار واذهب يمين ] لم يذكروا الجولان البتـة ... فسبحان الله ، كيف أصدق أن هذه توصيات المؤتمر القطري لحزب البعث ، وقد تصدر هذه التوصيات إقامة الحـوار مع أمريكا ، وتبادل الزيارات معها ، تصدرت التوصيات الثلاثة للمؤتمر ... أما الجولان فكأنه مسـح من ذاكرة الرفاق أعضاء المؤتمر [ المنتخبين ] .

واتفق أن نشر موقع ( كلنا شركاء ) موضوعاً عن الجولان في (12 /6/2005) لذلك أحببت أن ألخص بعضه مع التعليق عليه كي أذكر الرفاق البعثيين أعضاء المؤتمر [ المنتخبين ] بالجولان .

وهذه أهم العناوين :

 ـ حملة جديدة استيطانية في الجولان لجلب مئات العائلات اليهودية .

ـ استقطاب ( 300) عائلة يهودية ضمن عام (2005) .

ـ عنوان الحملة : الجولان مشرع أبوابه لكم وهو مفعم بالحياة .

ـ وجاء في الحملة : الجولان يتميز بالهدوء الأمنـي ، ومستوى المعيشة المرتفع لدى المستوطنين .

ـ الطبيعة الخلابة والهـدوء والأمـان ينتظرونكم في الجولان .

ـ (21) مستوطنة ممتدة من جبل الشيخ وحتى بحيرة طبريا ؛ فتحت أبوابها لاستقبال القادمين الجدد .

ـ ازداد الاستيطان في الجولان في السنوات الأخيرة بنسبة (400 % ) .

ـ (700) عائلة يهودية استوطنت الجولان في السنوات الأربع الماضية .

 ـ (97 % ) من القادمين للجولان  من أراضي (48 ) و (3 % ) قادمون جدد .

 وهذا يبين عظم هذه الجريمة ، التي جعلت الجولان ملاذاً آمناً للصهاينة الذين يهربون من انتفاضة حماس والجهاد الإسلامي [ الإخوان المسلمون في فلسطين ] ، بينمـا يوفـر البعثيون السوريون  لهـم ملاذاً آمناً  في الجولان .

ـ ارتفعت نسبة السياحة عام (2002) بنسبة (7 % ) ، وفي عام (2003 ) ارتفعت بنسبة ( 15 % ) ويبلغ متوسط السياح الذين يزورون الجولان سنوياً ( 3 ) ملايين سائح .

 وهذه العناوين لاتحتاج إلى تعليق ، سوى أن نذكر بما كررته إذاعـة دمشق بعد نكسـة (1967م ) ، حيث أجبرت الشعب العربي على أن يفهم أن الصهيونية لم تنتصر ، صحيح أنها احتلت سيناء ، والضفة الغربية ، والجولان ، ولكنها كانت تهدف إلى إسقاط ثورة الثامن من آذار التقدمية ، ولم تستطع ، ولذلك لم تنتصر ، أما الأرض فإعادتها أمر هين .

 وأخيراً كنت أتمنى أن أقرأ كلمة واحدة في مؤتمر حزب البعث العاشر عن الجولان ، يقولها بأي صيغة شـاء ، فنعرف أن البعثيين مازالوا يفكرون في تحرير الجولان .. ولكن مع بالغ الأسـى ومزيـد الأسـف لم أجـد كلمة واحدة عن الجولان في توصيات المؤتمر ، وأتمنى لو قرأت كل الكلمات والمداخلات التي قيلت في المؤتمر ، لعلي أجد فيها كلمة واحدة عن الجولان ...

           

كاتب ســوري في المنفـى