برقيّة للجيوش الإسلامية من ساحات المسجد الأقصى
برقيّة للجيوش الإسلامية
من ساحات المسجد الأقصى
عبد الرحمن المقدسي
في الجمعة الثانية من شهر رمضان المبارك
14 من رمضان 1430
أخوكم: عبد الرحمن المقدسي (تراب)
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يُضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله, أدى الامانة وبلّغ الرسالة ونصح الامة وكشف الغم واذهب الهم, وجاهد في الله حق جهاد حتى أتاه اليقين صلى عليك الله يا علم الهدى ما هبت النسائم وما ناحت على الايك الحمائم, أما بعد- أيها الناس:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن لله ملائكة فضلاء سيارة، يلتمسون مجالس الذكر، فإذا مروا بقوم يذكرون الله، يحفون بهم بأجنحتهم، فإذا انصرفوا عرجت الملائكة إلى السماء، فيقول لهم ربنا تبارك وتعالى، وهو أعلم: من أين جئتم؟ فيقولون من عند عبادك ، يسبحونك ويحمدونك ويهللونك ويسألونك ويستجيرونك. فيقول، وهو أعلم: وما يسألون؟ فيقولون: يسألونك الجنة، فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا. فيقول: كيف لو رأوها؟ ويقول : مم يستجيرون - وهو أعلم - فيقولون: من النار. فيقول: وهل رأوها ؟ فيقولون : لا . فيقول : كيف لو رأوها ؟ ثم يقول: فإني أشهدكم أني قد أعطيتهم ما سألوا ، وأجرتهم مما استجاروا. فيقولون: أي رب، فيهم عبدك الخطاء ليس منهم، إنما مر بهم فجلس إليهم، فيقول: وفلان قد غفرت له، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم.
اللهم لا تجعل بيننا شقيّاً ولا محروماً
فهلمّوا إليّ عباد الله
هلمّوا إلى رياض الجنة ... تعالوّا ارتعوا فيها يرحمكم الله...
أيها الناس:
كم كنت أتمنى من مقامي هذا وفي شهري هذا , شهر رمضان المبارك, أن أتحدث وإياكم عن ليلة النصر التي ستسبق يوم تحرير المسجد الأقصى المبارك, أو فتح روما!
وكم كنت أتمنى أن نشاطر بعضنا بعضاً هذه الفرحة, لنطوي معاً حقبة من الزمان كانت الأسوأ والأمرّ في تاريخ المسلمين, وذلك بتعطيلهم الحكم بما أنزل الله... ويبقى الأمر في التمني, وما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
لكني أحمل في جعبتي نداءً موجهاً إلى أبناء الأمة الإسلامية
وإلى جيوشها وجنودها وضباطها في الجيوش عرباً وعجماً:
أسأل الله سبحانه أن يوصل نداءاتنا إلى أسماعهم فما علينا إلا البلاغ وعلى الله الإسماع:
فالى قوات الامن ورجال المخابرات العامة والشرطة.
الى قوات الكوماندوز وقوات الضفادع البشرية.
الى قوات الوحدات الخاصة والسرية.
الى فرق الحماية الشخصية وقوات الطيران وقوات المشاة والبحرية وفرق المدفعية وفرق راجمات الصواريخ.
الى من يجلس في القواعد العسكرية خلف لوح كهربائي وبواسطة ضغطة على زر إلكتروني تنطلق الصواريخ المبيدة للدول والصواريخ العابرة للقارات والأرض ارض, والجو ارض.
الى كل رجل وليس ذكر, (يكفينا ذكور فقد كثر الذكور وقل الرجال)
الى كل من سمع او صم اذناه عن سماع نداءات وتوسل وصرخات المغتصبات والثكالى والأرامل.
الى كل من راى النساء العراقيات وهن يقبلن أيادي الجنود الامريكان ويتوسلن لهم كي لا يعتقلوا ازواجهن.
الى من سولت له نفسه من رجال الامن في البلاد العربية والاسلامية رفع يده على اخ له في الله, لا لسبب الا انه قال
" الخلافة الخلافة ايها المسلمون".
الى ما يُسمى بوحدات مكافحة الشغب... وفرق قمع المظاهرات.
الى من نفخ البطون والكرُش وتمتع بالنساء على الفُرش.
الى كل من غرته الحياة الدنيا ورضي بها, وترك ما عند الله وما عند الله خير وأبقى.
إليكم صحابي جليل, لم تغرّه النياشين على صدره, لم تغرّه الملايين في حسابه, لم يغره المنصب ولا الجاه, انه الصحابي علباء بن حجش رضي الله عنه وأرضاه, حيث ورد في تاريخ الطبري - برز رجل من المجوس أمام صفوف بكر بن وائل, فنادى: من يبارز؟ فخرج له علباء بن جحش العجلي, فنفحه علباء, فأصابه في صدره وشق رئته, ونفح المجوسي علباء في بطنه فانتثرت أمعائه, وسقطا على الأرض. أما المجوسي فمات من ساعته, وأما علباء فلم يستطع القيام, وحاول أن يعيد أمعاءه إلى مكانها فلم يتأتّ له, ومر به رجل من المسلمين, فقال له علباء: يا هذا, اعنّي على بطني, فادخل له أمعاءه, فاخذ بسيفه ثم زحف نحو صف الكفار ليقاتل دون أن يلتفت إلى المسلمين وراءه, فأدركته الشهادة على ثلاثين ذراعا من مصرعه وهو يقول: أرجو بها من ربنا ثوابا... قد كنت ممن أحسن الضّرابا. وفاضت نفسه رضي الله عنه.
تكبير
ألا تتوقون لمثل هذه المواقف ايها الناس؟!
ألا تتوقون ليوم عز يمشي فيه المسلم مرفوع الراس مهاب الجانب؟!
بالله عليكم... استحلفكم بالله الذي لا اله غيره, ألا يكفيكم ما لاقيتموه من ذل ومهانة؟!
ماذا بقي لنا بعد كل هذا؟!
لم يبقوا لنا مالا الا سلبوه, انتهكوا اعراضنا وسبوا نساءنا وقتلوا اطفالنا واذلوا شيوخنا واغتصبوا ارضنا ، فلسطين قد طوبت ليهود من قبل حكام المسلمين وبقي التفاوض على معبر هنا او هناك وجدار فاصل، والعراق وافغانستان مستعمرتان امريكيتان، والشيشان والقوقاز بيد الملحدين الروس، وكشمير بيد الهندوس عبدة البقر, والصين كشّرت عن أنيابها وذبحت مسلمي الإيغور ذبحاً,
افبعد كل هذا وذاك ايرى احدكم لنفسه حاجة في مثل هذه الحياة مع كراهية تمني الموت؟
افلا تتوقون الى يوم تحيون فيه اعزاء تُصان فيه اعراضكم وتُُحفظ فيه دماؤكم وتفتخرون بدينكم؟!
الا تتوقون الى يوم تكونون فيه أسودا أشداء تغيظون فيه الكفار كموطن سيدنا عمرو بن معد يكرب رضي الله عنه؟!
حيث يروي قيس بن ابي حازم رضي الله عنه, يقول:- شهدت القادسية فكان سعد رضي الله عنه على الناس, فجعل عمرو بن معد يكرب يمرّ على الصفوف ويقول: يا معشر المهاجرين! كونوا أسودا أشداء, فان الفارس اذا ألقى رمحه يئس. فرماه رجلا من الاساورة بنشابه (سهم). فأصاب سرجه, فحمل عليه عمرو فأخذ الرجل كما تؤخذ الجارية, فوضعه بين صفيّ الجيش, ثم احتز رأسه وقال: اصنعوا هكذا.
هكذا كنا يوم كانت لنا دولة... يوم ان اعتز المسلمون بدينهم وطبقوا شرعة الله وحملوا رسالته فأعزهم الله ورضي عنهم وقذف في قلوب أعدائهم المهابة منهم... فأصبحوا سادة الدنيا تهابهم الامم وتحسب لهم ألف حساب.
لما أقحم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه الناس في نهر دجلة جعل كل اثنين يسبحان سويا ليعين كل صاحبه, والغريب العجيب في تلك الحادثة أنه إذا تعب أحدهم واوشك على الغرق تخرج له تلعة من التراب فيستريح عليها كأنه على الأرض, حتى سمي ذلك اليوم بيوم الجراثيم ( والجرثومة هي التلّة من التراب) . لما عبر المسلمون دجلة نظر إليهم الفرس بغرابة واندهاش تام, حين رأوا جيشا بأكمله يقطع النهر فتخرج لهم من الماء تلك التلال الترابية ليستريحوا عليها. عندها صرخوا بالفارسية: ديوانند ( أي عفاريت) فقال بعضهم لبعض: إنكم ما تقاتلون الإنس وما تقاتلون إلا الجن! فانهزِموا.
إني تذكرت والذكرى مؤرقة * مجداً تليدا بأيدينا أضعناه
أنَّى اتجهتَ للإسلام في بلدٍ * تجْده كالطيرِ مقصوصًا جناحاه
يا من يرى عمرا تكسوه بردته * الزيت اُدْمٌ له والكوخ مأواه
يهتز كسرى على كرسيه فرقا * من خوفه ، وملوك الروم تخشاه
يا رب فابعث لنا من مثلهم نفرا * يشيّدون لنا مجدا أضعناه
أيها الناس:
هذا الزمان الذي قال عنه رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمُرَّ الرجلُ عَلَى الْقَبْرِ، فَيَتَمَرَّغَ عَلَيْهِ وَيَقُولَ: يا ليتني كُنْتُ مَكَانَ صَاحبِ هذَا الْقَبْرِ. وَلَيْسَ بِهِ الدَّينُ. إِلاَّ الْبَلاَء).
نعم أيها المسلمون إن البلاء قد وصل بنا ما وصل حتى ان المرء إن استرجع شيئا منه تمنى ان تبتلعه الأرض خيرا له من هذه الحياة وفضّل باطن الأرض على ظاهرها.
وإني مذكركم بحوادث من مئات, بل قل من ملايين الحوادث، فإن الذكرى تنفع المؤمنين:
فلسطين وما أدراكم ما فلسطين... حفيدة عمر وابنة صلاح الدين.
فلسطين التي لا يُعمّر فيها ظالم مها طال ليل ظلمه واشتد سواده.
فمن قتل وتشريد يهود, إلى ظلم واعتقالات السلطة الفلسطينية الظالمة, وما الاحداث المأساوية التي شهدتها المدن والقرى الفلسطينية عنكم ببعيد في ذكرى هدم دولة الخلافة..
قدري بأنْ تبكي العُيونُ دُموعها = والقلب يبكي غصةً من غصتيي
قالوا أتبكي؟ قلت عيني لا أنا = عيني عصتني والجفون ومقلتي
وبعدها غاب عن الدنيا حكم الله وتعطلت احكامه فأصبح لا يُعرف من الاسلام الا اسمه ومن القران الا رسمه, بل اصبح الاسلام لا يتعدى كونه في المساجد.... وولينا حكام رويبضات صعاليك,
وعلماء سوء تمسحوا بنعالهم واعتابهم, ساعدوهم بالفتاوى المطليّة بطلاء الشرع ليس اكثر, نافقوا وداهنوا, قدموا الينا ثقافة الغرب الكافرة وقالوا خذوها من باب الحوار والسلام وعدم التقوقع والانغلاق, حتى أصبحت نسائنا عاريات سافرات, وأولادنا جهلاء لا يعرفون عن تاريخهم وخلفائهم إلا الصور المظلمة او ذوي ترف ولهو ومجون.
قلّدوا الغرب الكافر وقالوا حريةحرية, وخلعت النساء الحجاب وسافرن إلى مسابقات العهر والخلاعة وقالوا حرية, شُتم حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم واستهزأ بديننا وسُخر بأمهات المؤمنين وقالوا حرية, وحملت وزيرة العدل الفرنسية من اصول عربية وهي عزباء وقالت حرية,,,, هل أصبحت القرود تغار على أعراضها أكثر من القوم؟!! فعن عمرو بن ميمون قال : "كنت في اليمن في غنم لأهلي وأنا على شرف , فجاء قرد مع قردة فتوسد يدها , فجاء قرد أصغر منه فغمزها , فسلت يدها من تحت رأس القرد الأول سلا رفيقا وتبعته , فوقع عليها (وأنا أنظر), ثم رجعت فجعلت تدخل يدها تحت خد الأول برفق , فاستيقظ فزعا , فشمها فصاح , فاجتمعت القرود , فجعل يصيح ويومئ إليها بيده , فذهب القرود يمنة ويسرة , فجاءوا بذلك القرد (أعرفه) , فحفروا لهما حفرة فرجموهما. فلقد رأيت الرجم في غير بني آدم". صحيح البخاري
ونشرت صحيفة نيجيرية حاقدة مقالا تقول فيه: إن الرسول محمد لو كان معنا اليوم, كان سيفضل الزواج من إحدى ملكات الجمال المشاركات في مسابقة ملكة جمال العالم بنيجيريا, وقالوا حرية!!!
ومن العجب أيها الكرام في رمضان:
1. ما قامت به الحكومة المصرية من خيام رمضانية مستضيفة المطربين والمغنيين كهيفاء وهبي لتحيي لهم ليالي رمضان في طاعة الشيطان وقد بلغ أجرها لليلة الواحدة 60 ألف دولار بحسب إدّعاء أصحاب الخيام.
2. وفي مسابقة قامت بها قناة روتانا لأجمل شعار على حد تعبيرها, إحدى هذه الشعارات والتي صممت لقناة روتانا أخذت المركز الرابع من بين 1376 تصميم, لكن القناة لم تعلن عنها بشكل رسمي, وكان الشعار:
(مع روتانا سينما مش هتقدر تصلي الفجر)!!
فكن أخي المسلم ممن يضعون بصماتهم في تغيير هذه الحقبة الزمنية العسيرة وإزالة كل هذه المنكرات..
فهذا الحسن البصري رحمه الله يقول: ( أرى أن الإسلام يوم القيامة ينظر في وجوه الناس ويقول: هذا نصرني, وهذا خذلني, هذا نصرني, وهذا خذلني... حتى يرى عمر بن الخطاب فيأخذ بيده ويقول: يا رب لقد كنت غريبا حتى أسلم هذا الرجل).
فما كان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه أن يشهد له الإسلام يوم القيامة لولا جرأته في قول الحق ولو كان مراً.
وما كان لصهيب الرومي رضي الله عنه ان ينال وسام قول النبي صلى الله عليه وسلم له: "ربح البيع ابا يحي" لولا تضحيات جمّة عظيمة.
وما كان لسمية رضي الله عنها أن تشم رائحة الجنة لولا ثباتها على الحق في وجوه الظلمة.
وما كان لانس بن النضر رضي الله عنه ان يبرَّ الله بقسمه لولا ثباته على تقطيع قريش لجسده الطاهر.
وما كان بلال رضي الله عنه لينال شرف السيادة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بلال سيدنا" لولا صبر على رمضاءٍ حمها اذاب ظهره.
وما كان لسعد بن معاذ رضي الله عنه وأرضاه أن يهتز عرش الرحمن لموته, لولا نصرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاختر لنفسك أخي المسلم، إما أن يُشير إليك الإسلام يوم القيامة فيقول يا رب: هذا خذلني!! أو يقول: يا رب هذا نصرني!!!
-- ------------------------------
فاللهم يا من عزً فأرتفع، وعلا فأمتنع، وذلً كلًّ شيء لعظمته وخضع...
اللهم يا مجيب السائلين، يا مجيب المضطرين، يا مغيث المستغيثين،
يا أمان الخائفين .. اجعلنا ممن يُشير إليهم الإسلام يوم القيامة ويقول: يا رب هؤلاء نصروني..
اللهم عجّل بإقامة خلافة راشدة على منهاج النبوة، يُعزّ فيها أهل طاعتك، ويُذَل فيها أهل معصيتك، يؤمر فيها بالمعروف، وينهى فيها عن المنكر.
اللهمَّ إنك تعلمُ ذنوبنا فاغفرها, وتعلم عُيوبنا فاسترها... وتعلم حاجاتنا فاقضها يا قاضي الحاجات...
اللهمَّ اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك, واتَّبَعَ في الحقِّ رضاك...
اللهمَّ اجعلنا من عبادك الصَّالحين, وأوليائك المفلحين, وجُندك المنصُورين... آمين آمين
حُمَّ الأمر, وجاء النصر, فعلينا لا يُنصرون.