إيناس الدغيدى وعمرو خالد

محمد شوكت الملط

[email protected]

فتحت القنوات الفضائية أبوابها على مصراعيها للمخرجة  السينمائية إيناس الدغيدى لتقول ما تشاء فيما تشاء ، دون وجود خطوط حمراء توقفها ، بالطبع فى أصول الدين الإسلامى وقواعده الاعتقادية والأخلاقية وشعائره التعبدية وشرائعه وآدابه السلوكية  ، تعلن رأيها فيها على غير علم ، وبلا حياء ، تسخر منها ، تهاجمها وتهاجم المتمسكين بها .

استغل القائمون على هذه الفضائيات قدوم شهر رمضان الكريم ،والناس على أُهبة الإستعداد للتوبة الى الله والإنابة اليه، والعمل بكل جوارحهم لتزداد حسناتهم  ، ويكفر الله عنهم سيئاتهم ، فقاموا باقحام تلك المخرجة على المشاهدين بعرض برنامجها السخيف الذى سموه " الجريئة " ، وياليتها كانت جرأة فى الحق ، أو ضد الباطل ، ولكنها جرأة فى نشر الإباحية والتحرر من أركان الدين والأخلاق .

أراد هؤلاء أن يحققوا سبقا اعلاميا لانظير له ، بعرضهم هذا البرنامج لتلك المخرجة ، التى اشتهرت  بتقديمها الأفلام المليئة بالمشاهد الإباحية ، ومن ثم سيكون الإقبال عليه منقطع النظير - وبالأخص من المراهقين - هذه المخرجة التى لا غرو عندها أن تعلن على شاشة احدى الفاضئيات الملاكى  أن غلمان الجنة ليسوا الا للجنس ،وهى التى لم تمل من المناداة بترخيص ممارسة الدعارة فى مصر  ، فى برنامجها - كما قال من رأوه - السؤال الثابت لأى ضيف ، فنان أو فنانة هو : ماهو رأيك فى الحجاب ، فاذا أثنى عليه - أو أثنت - تقوم بتوبيخه أو توبيخها ، واذا كان العكس ، صفقت   وهى تظهر سعادتها العارمة .

فى احدى حلقات هذا البرنامج سألت احدى الفنانات  سؤالين ، الأول :  هل تقبلين إقامة علاقة عاطفية مع رجل خارج إطار الزواج؟ ، والإجابة كانت بالموافقة ، والسؤال الثانى - والذى خرج عن مجال الجنس الى أركان العقيدة -:هل يمكن أن تغيري دينك من أجل الزواج من رجل؟!' ، وكانت الإجابة أيضا بعدم الممانعة .

لايختلف عاقلان على أن هذا الأمر يعتبر استهانة بمبادىء الدين الإسلامى  ، واستخفافا بعقول المشاهدين المسلمين فى بلاد إسلامية ، ونشرا للرذيلة وحربا على الفضيلة.

وتأكيدا لذلك فإن الداعية عمرو خالد أُغلقت فى وجهه معظم القنوات  الفضائية لعرض برنامجه السنوى فى هذا العام ،  بالرغم من علمهم اليقينى أن نسبة المشاهدة له ليست لها نظير ، وسوف يستفيدون الملايين مقابل الإعلانات ، ولذلك فالمسألة ليست مسألة تحقيق أرباح عندهم ، ولكنها حرب على الدعوة والدعاة ، وينطبق على الداعية عمرو خالد ما ينطبق على معظم الدعاة .

على شاشات معظم الفضائيات يكثر الكلام فى الدين ، ولكن من غيرأهله ، والتركيز على أن يكون المتحدثون من المتمردين على مبادىء الدين ، أو من يعلنون أراء خارجة على اجماع فقهاء الأمة ، وحتى يستفزوا مشاعر الناس عادة ما يأتون بامرأة ترتدى  ملابس خليعة ، لاتفقه شيئا فى الأمور الحياتية أو الأمور الدينية ، وتدلى بدلوها وتعلن رأيها فى الأمور الفقهية ، وخاصة فى الحجاب .

إن القائمين على هذه الفضائيات لايكترثون بما يهم المواطن العربى فى مجالات الصحة والتعليم ورغيف الخبز وكوب الماء النظيف ، وقضايا الحريات العامة وحقوق الإنسان العربى  وغيرها من القضايا المهمة ، وأخطرها  ما يُحاك للعرب والمسلمين  من مؤمرات من قبل الغرب واسرائيل، لأن معظمهم ينفذون أجندة خارجية ، هدفها تدمير الإنسان العربى المسلم وسلخه عن عقيدته ووطنيته .