متى تنتهي أزمات النظام السوري مع جيرانه
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
منذ أن استلم حزب البعث السلطة في 1963 وحتى الآن مازالت الأزمات قائمة بين النظام السوري وجيرانه .ومن ثم تمتد أبعد من ذلك لتصل إلى اليمن على سبيل المثال .
وأصبح النظام السوري أو قل سوريه بالذات شماعة تتعلق عليها أحداث واضطرابات المنطقة .وتلعب دورا أكبر من دور إسرائيل في تلك الصراعات في الوطن العربي.
فلا بد من مناقشة ذلك الأمر وهل هذه الشماعة حقيقية أو وهمية ؟ وما حقيقة النظام السوري ومدى قدرته القوية والتي من خلالاها يستطيع لعب الدور الكبير والمؤثر في المنطقه العربية والشرق أوسطيه .
فهل يعي النظام مايفعل؟
أم أنه لايعي حقيقة ذلك ومقدار الخطر القادم عليه في المستقبل ؟
من الأمور البديهية والمسلم بها: إذا كان لك تأثير في أي مكان ما ,ويقف ضد تأثيرك أعداء كثر ,فأول مايجب عليك القيام به هو تقليل الأعداء والوصول إلى حالة التأثير الضعيف للعدو عليك .
وهنا لابد من طرح السؤال الآتي :
هل أن النظام السوري يحفر قبره بيديه أم لا؟
قبل الإجابة على هذا السؤال أو الأحرى بنا أن نصنف من هم أعداء النظام السوري من وجهة نظر النظام ؟
1-غالبية الشعب السوري لأن الغالبية هي التي تشكل الخطر الحقيقي عليه لأنه قد اعتمد في حكمه على الطائفية المجزأة والتي اختزلت في العائله .
2-عندما التقى غازي كنعان بعد سقوط العراق ببعض القيادات السياسية البعثية المعارضة والتي عادت إلى سوريه ,فقد اقتنع غازي كنعان بضرورة الوحدة الوطنية والسعي إلى المصالحة مع أبناء الشعب السوري وسعى لذلك وقدم بعض الوعود .وعندما اشتم النظام العائلي رائحة ذلك قام بتصفيته خوفا من أن تتشكل صحوة جديدة في سوريه تضم الأغلبية لتنقلب على النظام . والذي أعقبها الإغتيالات العلنية والسرية في أركان النظام ذاته
3-بعد إنسحاب الجيش السوري من لبنان انتقل النظام بكامله الى الحضن الإيراني ليتخلى عن الدول العربية بالكامل ليكون العدو الجديد بعض الدول العربية بالإضافة إلى الدول السابقه .
4-كان ألد أعداء النظام السوري السابق واللاحق هو نظام صدام حسين وعندما تغير الأمر وتبدل النظام بقي العراق العدو اللدود للنظام . مع أن قيادات النظام الحالي كانت في سوريه كما كان صدام حسين. فهل العداء بين النظام السوري والعراق هو عداوة متمثلة بالأنظمة أم أن النظام السوري لايحب العراق ؟
5-من المواقف الإيجابية التي فعلتها القيادة السورية تجاه الأزمة العراقية الأخيرة أنها دعمت المقاومه العراقية .وشجعت على الجهاد في العراق .موقف رائع.وجعلت الشيخ أبو القعقاع هو المحرض والمستقطب بخطبه الرنانة للقاعدة في سورية وخارجها .فقتلت الشيخ المجاهد بعد أن تخلصت من الذين تبنوا الفكر الجهادي للدعوة المستمرة داخل سورية لتتخلص منهم بالعمليات التفجيرية والتي تحصل في العراق بغض النظر عن الهدف .
6-لبنان وشعبها أخرجو النظام وسيطرته من لبنان فلا بد من الإنتقام ليتحول فوق النهب والظلم السابق إلى اغتيالات منظمة ومخطط لها من القيادات والصحفيين اللبنانيين ولكي يزداد العداء بين الشعبين ولا يستقر الأمر في لبنان أبدا أعطت سلاحها لفئة من فئات لبنان قبل الإنسحاب.
لم يتبق أي نظام عربي من المحيطين بسوريه مع النظام .وحتى بدأ يفتك بطائفته التي مكنته في هذه المكانة كما فتك من قبل بأصدقائه صلاح جديد وعمران وغيرهم .
فلم يبق أمامه إلا تركيا وإسرائيل . ونتيجة الإرتباط الأمني والإستراتيجي بين تركيا وإسرائيل فمن السهل الإنقلاب عليه من أي طرف منهما ليتبعه الآخر لتصبح سورية جزيرة معزولة في المحيط الدولي كله . وخير دليل على ذلك الأزمة الأخيرة بين العراق وسوريه .وكأنه لأول مرة تحصل هذه التفجيرات في العراق متهمين فيها سوريه.
مع أن المنفذ الحقيقي لهذه التفجيرات هو إيران ومجموعة الحكيم .وليس بغريب أن تكون للمخابرات السورية علاقة بها مع أنهم يضخمون دور سوريه في العراق . وحسب معلوماتي أن النظام السوري ليس له تأثير يذكر على الساحة العراقيه .
والذي يثير السخرية أن وزير الخارجية الإيراني هو من يحاول الصلح بين النظام السوري والحكومة العراقية . لأن نظام حال الباطنيين هكذا .فهوشيارزيباري يبدو أنه لايعرف حقيقة الباطنية فعبر عما يعرفه .ولكن الباطنية قلبت الأمور على زيباري وسورة مع ان النظام السوري من نفس الصنف الإمام متصل مع الله ولا يمكن أن يخطيء أيخطأ لوعليه لايمكن الإقتراب من الرب خامنئي و لايمكن أن تمس إيران . وحتما عندما اجتمع المالكي والإيراني بعد كلام وخضوع واستسلام إياك أن تذكرنا بسوء .فقل سوريه من فعلت ذلك نحن عندنا مشاكل الآن في الداخل. وسورية تعودت على الكفخ وهي مفتوحة الآن أمام الغرب .فما هم إيران عرب يقتلون بعضهم.
والأمريكان وبخوا المالكي على موقفه ضد سوريه ولا أرى في هذا الموقف إلا تصعيد من إدارة أباما على سوريه لتنفيذ الشروط والتي قدمت من قبل أمريكا . وإلا المحكمة الدولية الأخرى قادمة إليك يانظام .
وأمام هذه الظروف والتي تحيط بالنظام السوري فقد أصبح قد لايعي حقيقة مايجري من حوله ولعله فقد أعصابه .وليس أمام النظام من الإنهيار التام إلا:
1-أن يعرف حده فيقف عنده وأن دوام الحال من المحال وسياسة الدول ودعمها يتعلق بالمصلحة الآنية أو المستمرة وعندما تتبدل المصلحة تتبدل المواقف ومهما كانت الروابط التي كانت بينهما روابط قوية ومتينه.
2_الشيء المضمون للنظام هو محيطه العربي
3-والأكثر ضمانا هو الوطن السوري وشعبه والصلح معه ومراضاته برفع الظلم عنه والعودة إلى حرية العيش وحرية الكرامة في وطن فقد فيه حرية العيش وحرية الكرامه.