هَذيان الخوَنة
هَذيان الخوَنة
بقلم : ابنة الحدباء
سَوداءُ هي أوجهُ خيانةِ الوطن... تفوحُ منها العمالة وبيعُ الدّين والضمائر..
قبيحةٌ هي ملامحُ المندسّين وهُم يُباركون انتهاكات المحتلّ الذي ينهش جسد وطنهِم، ويلعقُ دماء أطفالهم، ويُسفّهُ دينَهُم، ويقامرُ بثرواتِ شعبهم..
نشازٌ هي أصوات المعمَّمين من أحفادِ العلقميِّ وهم يَقمعونَ تابعيهم وعبيدهم إرضاءً لِسادتِهم..
كُفرٌ أن يحكموا بلداً هُم أول من باعهُ وتآمر على شعبهِ، وأباحَ للمحتلِّ الساديِّ مُمارسةَ ساديّتهِ وإجرامهِ على مَن يدّعون إنّه شعبهم، وهم يبيحون بكل الوسائل حَرباً صليبيةً تأكل شظاياها أجسادَ الأطفال الغضّة منذ عقودٍ، ويُطلقونَ الفتاوي التي ما أنزل الله بها من سلطان، ويغوصون ببحارٍ من دماءِ الأبرياءِ لتحقيق أطماعهم..
قاتلةٌ هي تصريحاتُ الساسةِ المُستعربين وهم يبتهجون بحربٍ سريعةٍ يزعمون أنها نظيفة تُبشّر لفجرٍ جديد، تنهشُ آدميةَ البشر دون وخز الضمير، ويَخطّون بدماءِ شعبهِم قرارات الأعداء، ويسجّلون سقوطهم بأتون الخيانةِ على جدرانِ الوطن المغتَصَب، وينتشون ويُفاخرون بطائفيّتهم وبتفتيتِ بلدهم، ويُمجّدون حربَ ربّهم البوشي وهي تُسقِطُ حُمَمَها على الفقراء والمظلومين، وتدكُّ كُلَّ ما هو عراقيّ أصيل.. ويُجاهرون بهذيانِهم في اعتلاء سدّةِ حُكم عِراقنا!.. ويزوّرون التاريخ تحت إشرافِ أربابِ الدجلّ مِن مُغتصبي أرضنا، ويكرّرون الأسطوانة المشروخة ليلَ نهار، عن حقوقٍ ما كانت يوماً لهم، حتى لو زادَ عددهم وزوّروا التاريخَ والواقعَ بمساندة سادتهم!.. ولِمَ لا؟!.. فالعملاء قد عايشوا الديمقراطيّة الغربيّة وآنَ الأوان لتنفيذها على شعبنا. أما مُفتيّوا البيت الأسود، فقد أصبحوا أكثر عولمةً وينفّذون أوامر الرَّب البوشي، إذ أصبحوا يقدسّونهُ بِفتاويهم التي تخدمهُ وتخدم كلَّ مخططٍ صهيونيٍّ يُمارَس على أرضنا وشعبنا.
ألا تبّاً لكم.. أوَ يحكمُ الأوطان مَن يحملونَ الدونيّةَ بِكلّ المقاييس، ويُتركُ المجاهدُ والمُقاومُ والمُدافِعُ عن أرضهِ جائعاً أو في زنزانةٍ يُشرف عليها الغاصِب وعبيده من بائعي الوطن العراقيِّ، ويُمارَس بحقهِ أبشع أنواعِ التعذيبِ وامتهانِ كرامةِ الإنسانِ!.. أوَ يعتلي سدّة الحُكم مَن باعَ بلدهُ وتفنّنَ بتلفيقِ الأكاذيب لتمريرِ حربٍ صهيونيةٍ صليبيةٍ، هدفها الأول والأخير تمزيق البلاد وإبادة العباد وممارسة الساديّة خدمةً لسدنة البيت الأسود من أحفاد نيرون وبني صهيون!...
اصمتوا.. فإن كان الكلام من فضةٍ.. فالصمتُ لأمثالكم مِن الذهبِّ، أوَ ظننتُم أنَّ العراقيّ الغيور سيغفرُ لكم؟!.. أوَ حَسبتم أنَّ جُرمكم ستمحوهُ المناصبُ والكراسي والألقاب!؟.. أم تناسيتُم أنَّ العراقيّ الأصيل لا يغفو على ضيمٍ؟!..
مَن يعتلي سدّة حكمِ العراق بعد بحارِ الدم والتضحيات الجمّة.. هُم المؤمنونَ والشرفاء الذين حاربوا وظهورهم مكشوفة للغزاة، والذين وضعوا أرواحهم وأرواح ذويهم وأغلى ما يملكون تحت خطِّ الفقر والنار، الذين مزّقت رصاصات الغدر أجسادهم الطاهرة، الذين تشهدُ مدنهم الخراب بعد أن دمّرها من يدّعون الديمقراطية والحُرية والمساواة!.. الذين اعتبروا تحرير الوطن أسمى أهدافهم، ولم يلهثوا وراءَ كرسيٍّ مهترئ تعتليهِ دمية تُحرّكها خيوط الصهيونية المقيتةِ، وتُملي عليها الأوامر والقرارات، الذين حملوا الحَجر والسكين والبندقية والسلاح، والذين لم يرتضوا لوطنهم هذا الذل والهوان، والذين التحفوا الحقَّ منهاجاً ولا يعترفون بقوانين الغاب الأمريكية، والذين يسيرون على نهجِ الجهاد الأزليّ ضد أرباب الكُفرِ ومنتهكي حقوق الإنسان، والذين أقسموا على أنْ يُطهّرَوا الوطن من رِجس المحتل، وأن يقتطعوا هذا السرطان الذي أصبح مُستشرياً في كل مكان.
لِيهذِ الخونة، فإنما هم الساقطون ليس إلا، وإنما هي أحلام الرّعاع، فيومهم قادم لا محالة، بعد أن سقطت حُججهم وفتاويهم وما يحملون مِن قلبٍ للموازيين وخُطبٍ ما أنزل اللهُ بها مِن سلطان، وليتذكروا أننا كما عهِدونا لن نغادر أو نرحل، فالشرفاء باقون إلى قيام الساعة، وسيدفعُ المتخاذلون أبهظ الأثمان، فقد سَجّلوا بأفعالهم المُشينةِ وثيقة موتهم، وأوغلوا بشِيمهم السوداءَ ما يعجز شياطين الإنس عن الإتيان بما ارتكبوه بحقِّ شعبنا من إجرام، فلم تعد الرحمة أو المغفرة تشملهم.. فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً، فحساب الخونة مهما طالَ سيطالُهم، وليُدوّن التَّاريخ من جديدٍ بأحرفٍ من نورٍ عبارة: (إنَّ دولة الظلمِ ساعة، ودولة الحقِّ إلى قيامِ الساعةِ)، وعهداً منا ومِن المؤمنين والشرفاء ألا نحيدَ عن الحقِّ إلى أن تقومَ دولتهُ، ولنتذكّر قول الله سبحانه وتعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً).
(الكهف : 29 )
(فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)
(يونس : 32 )