حتى لا ننسى فلسطين
حتى لا ننسى فلسطين
محمد هيثم عياش
يعتبر الاعلام العربي في مقدمة من اعترف باسم /اسرائيل / اسما جديدا لفلسطين السليبة وذلك من خلال ذكرهم هذا الاسم بدل الكيان الصهيوني أو إضافة كلمة المحتلة على فلسطين بالرغم من عدم اعتراف رسمي من قبل بعض الدول العربية بهذا الكيان واستعدادهم للاعتراف بفلسطين دولة للصهاينة اذا ما قررت حكومة الكيان الصهيوني الانسحاب الى حدود ما قبل 5 حزيران من عام 1967 اي الى ما قبل حرب النكسة التي استطاع الصهاينة من خلالها السيطرة على القنيطرة والجولان وسيناء والضفة الغربية بأكملها مع القدس الشريف .
كان الاعلام العربي وبالرغم من انه اعلام مقيد غير حر اول من اعترف بفلسطين دولة للصهيونية وذلك من خلال السماح لمحرري الصحف العربية وبدون رقيب ان تتمادى بكتابة هذا الاسم /اسرائيل/ الذي يعتبر صاحبه بريئا من الصهيونية ومن اليهودية وهو سيدنا يعقوب عليه السلام وذلك من خلال قوله تعالى : كل الطعام كان حلا لبني الا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة / ونفي الله تعالى بأن يكون ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط يهودا أو نصارى الا أن عدم التحري والمراقبة سمح للصحافة العربية إطلاق اسم /اسرائيل/ على فلسطين الحبيبة .
وقد حرصت منذ سنين من خلال تقاريري ومقالاتي الصحافية أن لا أذكر هذا الاسم المبارك على المفسدين في الارض كما طلبت من أولئك الذين أعمل معهم عدم إحراجي بكتابة هذا الاسم وقلت لهم وقتها بأنني صحافي مستقل بآرائي ولا أحب شتم أحد وانا ان ذكرت /اسرائيل / مكان فلسطين فأنا أشتم سيدنا يعقوب عليه السلام وارتكب بذلك إثما وبقي الامر على ذلك الى أن كتب لي قبل أيام أحد محرري وكالة أنباء عربية أعمل لها من المانيا معتاظا بضرورة أن أكتب /اسرائيل/ مكان الكيان الصهيوني مشيرا الى أن منظمة الأمم المتحدة كانت قد اعترفت بهذا الاسم قبل أكثر من 50 عاما وقد أصابني الحرج فقلت له ان دولتكم لا تعترف بهذا الاسم ويجب علينا أن نتحرى أن نكون إمعة نقول اذا أحسن الناس أحسنا واذا أساؤا أسأنا وأنا ما ذكرت /اسرائيل/ في تقاريري وتحاليلي السياسية فانني سأضطر الى الاستغفار مرات عديدة وشكوت ذلك الى رئيسه فانتصر لي . وأنه اذا ما تمادى الإعلام العربي بذكر /اسرائيل / بدل الكيان الصهيوني أو فلسطين المحتلة والمغتصبة فان الأجيال التي ستأتي بعدا ستنسى ان هناك بلد عربي مسلم اسمه فلسطين من خارطة العالم الاسلامي .
وبعد فان فلسطين دولة اسلامية عربية يجب العمل على تحريرها ولكن تحريرها لن يتم على يد بعض حكام الدول العربية الذين جعلوا من تحرير فلسطين بادئ الامر قضية عربية ثم أصبح تحريرها واجبا اسلاميا ثم اقتصر الأمر على أن تكون قضية وطنية بحتة ، فقد جمعني حفل أقامته وزارة الخارجية الالمانية للصحافيين بسفير سوريا لدى المانيا الذي ذكرت له بأن النظام السوري يعتبر نظاما فاسدا استطاع أن يجعل من الشعب السوري شيعا استضعف طائفة على طائفة فقال لي وهل استطاع الفلسطينيون تحرير فلسطين ؟ فقلت له وهل سمحتم لهم بتحرير فلسطين ؟
فعلى مراقبي الصحافة في العالم العربي أن يراقبوا وضع اسم /اسرائيل / مكان الكيان الصهيوني أو فلسطين المحتلة وذلك حتى لا ننسى فلسطين .