خبر صحفي

في استطلاع رأي أجراه مركز الدراسات العربي الأوروبي

 60.2 % لا يعترفون بدولة اسرائيل و لا يؤيدون اقامة أي تطبيع مع اسرائيل

 15/8/2009

 باريس - العرب اليوم - خاص

 طرح مركز الدراسات العربي - الأوروبي من 2 /8/2009 الى 9/8/2009 سؤالاً فحواه : " هل تؤيدون التطبيع الدبلوماسي والإقتصادي مع إسرائيل قبل قيام الدولة الفلسطينية, وفي ظل بقاء الأراضي العربية المحتلة تحت الإحتلال ? "

ساهم في الرد من جنسيات مختلفة من العالم العربي والغرب , وممن ينتمون الى شرائح اجتماعية متنوعة.

وبنتيجة الأراء التي ابدوها تبين ان هناك عدة وجهات نظر يمكن الإشارة اليها وفق التالي :

 1 - ما نسبتهم ( 60.2 % ) لا يعترفون بدولة اسرائيل و لا يؤيدون اقامة أي تطبيع معها لا قبل اقامة الدولة الفلسطينية ولا بعد اقامة الدولة الفلسطينية . واعتبروا ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة .

ورأوا ان اسرائيل لا تريد السلام ولا ترغب به وستعرقله مهما مورس عليها من ضغوط . وليس من المستبعد ان تلجأ الى القيام بمغامرة عسكرية حمقاء لخلط الأوراق في المنطقة وجر العالم إلى الإهتمام بنتائج المغامرة بدل الإهتمام بحل المشكلة الأساسية للصراع المستمر منذ اكثر من ستين عاما .

 2 - ما نسبتهم ( 33.3 % ) لا يؤيدون أي نوع من التطبيع مع اسرائيل قبل ايجاد الحل الشامل للصراع العربي الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين الفلسطينيين والاعتراف بحدود 1967 والانسحاب من الاراضي العربية المحتلة .

واعتبروا الموقف السعودي الرافض هو الصواب وانه لا تطبيع قبل تحقيق المبادرة العربية للسلام التي هي قاعدة مسيرة السلام الذي إختاره العرب كخيار إستراتيجي . ورأوا ان التطبيع يوفر لاسرائيل الظروف المناسبة للتخلص من امكانية قيام دولة فلسطينية ومن اعادة الاراضي العربية المحتلة .

3- ما نسبتهم (6.5%) ايدوا التطبيع مع اسرائيل قبل اقامة الدولة الفلسطينية واسترجاع الاراضي العربية المحتلة . واعتبروا سبب المشكلة في قيام الدولة الفلسطينية وفي الوضع الفلسطيني ليس اسرائيل بل هم الفلسطينيون انفسهم وبالتحديد فتح وحماس اللذين هما السبب الرئيسي في مأساة فلسطين .

 رأي مركز الدراسات العربي - الأوروبي :

تمارس الولايات المتحدة الأمريكية ضغوطاً على الدول العربية والإسلامية ليقوموا بتطبيع العلاقات الإقتصادية والدبلوماسية مع اسرائيل والسماح للطيران المدني الإسرائيلي بعبور الأجواء العربية .

وتعتبر واشنطن ان مثل هذه الخطوة كفيل ببناء مساحة من الثقة بين العرب والإسرائيليين كما من شأن ذلك ان يساهم في فتح افاق واسعة للسلام في منطقة الشرق الأوسط .

وتأتي الدعوة الأمريكية في وقت اعلن فيه رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو انه لن يتفاوض مع العرب إلا على اساس :

- اعترافهم بيهودية اسرائيل

- تعهدهم بقيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح

- خضوع فلسطين للسيادة الإسرائيلية

كما المح الى انه ضد النظر في هوية القدس وضد عودة فلسطينيي الشتات .

اما عن الأراضي العربية الأخرى المحتلة فإنه لم يتطرق اليها لا من قريب ولا من بعيد . وبناء على ذلك يتبين ان واشنطن لا تريد توظيف التطبيع من اجل ايجاد حل نهائي لأزمة الشرق الأوسط بل تريد التطبيع كمكافأة لتل ابيب في حال موافقتها على تجميد الإستيطان لمدة عام . فيكون بذلك العرب قد دفعوا اغلى الأثمان وتخلوا عن اهم ورقة لديهم لقاء تجميد الإستيطان لمدة عام دون أي ضمانة من ان هذا الإستيطان لن يعاد استئنافه وبقوة بعد انقضاء العام . والمؤسف ان بعض الدول العربية تجاوبت مع الطروحات الأميركية لا بل ذهبت الى ابعد من ذلك عندما طالبت بتنظيم لقاءات بين الشعوب العربية والإسرائيلية وبإقامة تكتل شرق اوسطي يضم العرب وإسرائيل وتركيا وإيران , أي انها تبنت مشروع شيمون بيريز الذي طرحه في التسعينات من القرن العشرين . هذا الواقع هو الذي استنفر الدبلوماسية السعودية قبل غيرها وهوالذي دفعها الى الإسراع في اصدار تصريحات كان الهدف منها فرملة الهرولة العربية عبر تأكيد الرياض على ثوابت لا يمكن التخلي عنها والتي تقوم على اساس لا تطبيع لا دبلوماسي ولا اقتصادي ما لم تلتزم اسرائيل بنيتها الأكيدة الإنسحاب من الأراضي العربية المحتلة , وما لم تعترف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف . وكان من الطبيعي ان يؤدي هذا الموقف الى احداث فتور في العلاقات مع واشنطن وأن يلزم الوسيط الأمريكي للشرق الأوسط بأن يجري تعديلات على خطته وفق منطلقات جديدة اقلها ما ينسجم مع المبادرة العربية للسلام . 0