وقفة مع البيان الختامي لمجلس شورى الإخوان

د. عبد الله السوري

د. عبد الله السوري

[email protected]

نشر مجلس شورى الإخوان المسلمين في سوريا بيانه الختامي في (13/8/2009) بعد دورته العادية الرابعة ، وضمن البيان توصيفاً دقيقاً لحال المسلمين اليوم ، ومعاناتهم من :

1-  الحرب الساخنة على تركستان وأفغانستان وباكستان والعراق وفلسطين ويرى البيان أنه (( لم يعدْ يكفي في مواجهتها الإدانةُ والاستنكار، إنما المطلوبُ عزيمةٌ صادقة، ومبادرةٌ واعيةٌ راشدة، تردّ المعتدي، وتُلجمُ الباغي، وتنصرُ المظلوم )).  

2-   الحرب الباردة وفيها من أبناء جلدتنا تستهدف بناء الأسرة المسلمة وقيمنا الحضارية في قطرنا السوري ، ويرى البيان أن ذلك  ((يستدعي وقفةً حذرةً جادّةً من كلّ الأخيار الأطهار الأشراف، للتصدّي للمؤامرة، ولوقاية مجتمعنا من شرور هذه الهجمة الظالمة)).

3-مشروع التفتيت العنصري الطائفي الذي تحركه القوى الاستعمارية والصهيونية ، والذي يستهدف وجود أمتنا كله ، ويؤكد البيان ((وإننا إذ نعلنُ إدانتَنا لهذا المخطّط الحاقد على أمتنا وعلى حاضرها ومستقبلها، وإذ نحذّرُ أبناءَ الأمة كافّةً من الانجرار إلى مزالقه، نؤكّدُ في الوقت نفسه إدانتَنا لكلّ أشكال البغي الذي يمارسه البعض، تحت شتّى العناوين والرايات )).  

4-  واستنكر البيان عمليات الإرهاب وقتل الأبرياء فأكد : ((إن مجلس الشورى...وهو يؤكّدُ حقّ الشعوب في مقاومة المحتلين المعتدين، ليدينُ كلّ عمليات القتل العشوائيّ التي باتتْ تشكّلُ خطراً على بلاد العرب والمسلمين، ويرى في هذه العمليات التي تنفّذُ اليوم بدوافعَ ما أنزل الله بها من سلطان، تشويهاً لشعيرة الجهاد، ولمعنى الفداء العظيم )) .

5 ـ  ورفض البيان الاستبداد والفساد وإرادة العلو في الأرض وقال عنه : ((الاستبدادُ الذي حكمَ بلادَنا منذُ عقودٍ طويلةٍ بقانون الخوف والتخويف: حاكمٌ يخافُ من شعبه، وشعوبٌ تخافُ من حكامها!! لتبقى دولُنا بكلّ مقوّماتها رهينةَ المنتفعين، الذين لا همّ لهم إلا تحقيقُ مصالحهم، على حسابِ القِيَم والأخلاق، وبسرقةِ لقمةِ الجائعِ ورغيف الفقير )) .

وخص البيان حال قطرنا السوري فقال : ((أكثرَ من أربعين عاماً والجولانُ ما يزالُ محتلاً.. أكثرَ من أربعين عاماً وشعبُنا يعاني من القمع والإقصاء والتهميش، والاستئثار والتضييع والتفريط.. إنّ التفرّدَ والاستبدادَ لا يحرّران أرضاً، ولا يبنيان وطناً، ولا يحقّقان أملاً. لأن الأوطان إنما تبنيها سواعدُ أبنائها المخلصين، وليس سواعد المنتفعين والمقهورين والخائفين والمستذَلّين )).

 

وختم المجلس بيانه بتثمين قرار قيادة الجماعة القاضي بتعليق الأنشطة المعارضة ضد النظام الحاكم في سوريا ويضعه في سياق الحرب المفتوحة بكل أبعادها  ((  إن مجلسَ شورى جماعة الإخوان المسلمين في سورية، ليضَعُ قرارَ القيادة بتعليق الأنشطة المعارضة، في سياق الحرب المفتوحةِ بكلّ أبعادِها، على أمة العروبةِ والإسلام،  ويثمّنُ المجلسُ هذا القرار، ويرى فيه مبادرةً وطنيةً لإعطاء فرصةٍ حقيقيةٍ وصادقة، لكسر طرف دائرة الشرّ، التي أغلقت على شعبنا منذُ أكثرَ من أربعين عاماً، والتي كانت سوريةُ الدولةُ والوطنُ والإنسانُ.. هي الخاسرَ الأكبرَ فيها.

 وأكد مجلس شورى الإخوان أنه  (( ندعو إلى وطنٍ حرٍّ سيّد، متعاونٍ متراصٍّ أبناؤه، الوحدةُ الوطنيةُ قاعدتُه، ودولةُ السواء والقانون عنوانُه، وطنٍ بلا تمييز، ولا استئثار، ولا معتقلات، ولا خوفَ فيه ولا تخويف..

ونمدّ أيديَنا إلى كلّ الأحرار من أبناءِ وطننا، للتعاون على بناء وطنِ القِيَمِ والحرية والمساواةِ والعدل )) ..

(( ونعلنُ تضامنَنا مع جميع الأحرار، القابعينَ وراء القضبان،  وفي مقدمتهم إخوةُ العقيدةِ والوطنِ من رجالِ التيارِ الإسلاميّ بكلّ ألوانِ طيفه. والمواطنون الشرفاء المعتقلون من قيادات إعلان دمشق، الذي نعتبرُ أنفسَنا عضواً مؤسّساً وفاعلاً فيه، وجميع معتقلي الرأي والضمير في السجون السورية )) .

 ولهذا البيان أهمية خاصة كونه جاء بعد قرار القيادة بتعليق الأنشطة المعارضة ضد النظام السوري منذ _9/1/2009) ، ومازالت الجماعة تنتظر أن يــرد النظام السوري ويعطيها حقوق مواطنيها الإنسانية ، والجماعة لاتطالب بغيرها ، وأولها إلغاء المرسوم (49) القاضي بإعدام كل من انتسب أو فكر أن ينتسب لجماعة الإخوان المسلمين ، وثانيها السماح للمهجرين المنفيين بالعودة إلى وطنهم من غير البوابه الأمنية ، يعودون كغيرهم من المواطنين ، خاصة وأنه لاتوجد ضدهم قضايا جنائية ....

 ولإننا لنسأل الله عزوجل أن يوفق الجميع إلى مافيه مصلحة سوريا ، سوريا المستقبل التي نأمل أن تكون لجميع أبنائها ....