"التمدد الإيراني" في سورية يقلق المعارضة ويفتح الباب على المجهول

"التمدد الإيراني" في سورية يقلق المعارضة

ويفتح الباب على المجهول

الأسلحة تتدفق على دمشق وسط مخاوف من تفجير الوضع هاجمت المعارضة السورية ما وصفته ب¯ »التمدد الايراني« في البلاد ونددت بالضغوط التي تمارسها السلطة على رجال الدين السنة وذلك في الوقت الذي كشفت مصادر ديبلوماسية مطلعة في واشنطن عن تدفق الأسلحة الى سورية من الدول المحيطة بها وحذرت من عواقب تفجير الوضع الداخلي السوري على المنطقة.

وتساءل رئيس جمعية حقوق الانسان السورية المحامي هيثم المالح في تصريح الى موقع »إيلاف« الالكتروني عن سر افتتاح الكثير من الحوزات الشيعية في سورية واقامة النشاطات واجراء الاجتماعات, مشيرا الى انشطة الكثير من الشيعة الايرانيين في البلاد وتغاضي الحكومة السورية عنهم في حين يستمر الضغط على خطباء المساجد واستدعاء الامن المتكرر لهم.

وتساءل المالح كذلك عن »السر وراء ذلك ولماذا عندما يخرج المعتقلون من التيار الاسلامي يذهبون اسبوعياً الى الفروع الامنية وتطرح عليهم الكثير من الاستفسارات? معتبرا ان هذه وسيلة من وسائل الدولة لتخويف شعبها.

من جهته, قال المحامي عبدالله الخليل الناشط في مجال حقوق الانسان والذي يقطن في محافظة الرقة في الجزيرة السورية ان المعتقل الذي افرج عنه من الممكن ان يستدعى من محافظته الى فرع العاصمة الامني وهذا ما يحمله ما لا طاقة له به من عناء وجهد ومال.

وحول موضوع الحوزات لفت الخليل ل¯ »إيلاف« انه في أول مدينة الرقة وبجانب باب شهير يدعى باب بغداد كانت هناك مقبرة تدعى مقبرة اويس القرني وقد دفن فيها الصحابي عمار بن ياسر وقامت الحكومة السورية بتقديم المقبرة كهبة للحكومة الايرانية وعندما رفض الناس رفع جثث موتاهم اصدر المحافظ امرا تنفيذيا بالزام المواطنين بنقل الجثث واخلاء المقبرة تحت طائلة دثرها, وقد بني على اطلال المقبرة مركز شيعي وجامع كبير وأصبح اسمه مقام عمار بن ياسر وبات مركزا للتشيع ونوه الخليل بأنه بدأ بهذا العمل منذ 15 سنة واكتمل منذ اكثر من سنة كمسجد ومقر وسيتم لاحقا بناء مساكن وسوق تجارية على غرار جامع السيدة رقية في النجف.

وأكد الخليل ان هذا المركز يعتبر اول مركز شيعي في محافظة الرقة بل في منطقة الجزيرة السورية بأكملها.

في غضون ذلك, حذر ديبلوماسي خليجي في واشنطن أمس الجمعة »الجهات الغربية والعربية المعارضة لسورية« من »اللعب بالنار اذا حاولت تفجير الاوضاع الداخلية في سورية كما تسعى راهناً عبر قنوات مختلفة وكثيرة«.. وكشف الديبلوماسي ل¯ »السياسة« في اتصال به من لندن النقاب عن ان »كميات ضخمة من الأسلحة والمتفجرات بدأت تتدفق سراً على الأراضي السورية منذ منتصف الشهر الفائت من كل من العراق وتركيا والاردن وحتى من الحدود اللبنانية الجنوبية الواقعة في سفوح جبل الشيخ المتصل بالجولان«.

وقال الديبلوماسي ان »اي محاولات لتفجير الأوضاع في سورية سينعكس سلباً وبشكل خطير على دول المنطقة وخصوصاً لبنان والاردن والعراق, وأن على اللاعبين الغربيين والاسرائيليين على ساحة الشرق الاوسط ان يمنحوا النظام السوري فرصة لانهاء وجوده في لبنان, ثم يحددون موقفهم بعد ذلك سلباً أو ايجاباً استناداً الى التوجه السوري الجديد الذي ربما سيسلم بالمتغيرات الحاصلة حوله وينضم الى ركب تهدئة المنطقة دون ضغوط واستفزاز«.

كذلك حذر الديبلوماسي الخليجي كلاً من الحكومتين الاردنية والعراقية من مغبة »المشاركة في تهريب اطنان من الأسلحة والمتفجرات الى مناطق واسعة من سورية وخصوصا الى المنطقة الشمالية - الشرقية ذات الغالبية الكردية والمنطقة الشمالية الغربية ذات الغالبية السنية, بهدف تنفيذ مخططات اجنبية مشبوهة لايقاع فتن طائفية دموية في البلاد« كما حذر الحكومة التركية من اعادة السماح لسلاح الجو الاميركي اول من امس باستخدام قواعده الجوية المتاخمة لحدود سورية والعراق في وقت ليس الاميركيين بحاجة اليها لا في العراق ولا في أفغانستان كما ذكروا, بل هم بحاجة اليها من أجل سورية«.

وكانت ليز تشيني ابنة نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني, المسؤولة عن ملف بسط الديمقراطية في الشرق الاوسط في الخارجية الاميركية أعلنت ان الولايات المتحدة تريد تشجيع »الحرية والديمقراطية« في سورية.

وأعربت ليز تشيني التي كانت تتحدث الى قناة »الحرة« الاميركية الناطقة باللغة العربية, عن الامل ايضا في ان تشجع حركة المعارضة في لبنان تطورات اخرى من هذا النوع في هذا الجزء من العالم.

والمحت تشيني الى لقاء عقدته الاسبوع الماضي مع معارضين سوريين في واشنطن, في وقت تضاعف الولايات المتحدة الضغوط لانهاء الوصاية العسكرية والسياسية السورية على لبنان.

وقالت »نتحدث الى كثير من مختلف المجموعات للاطلاع على وجهات نظرها في ما يتعين على الولايات المتحدة او تستطيع القيام به حول ما يحصل ميدانيا في سورية وحول امال الشعب السوري بالحرية والديمقراطية«.

وأعربت عن الامل ايضا في ان تمتد الى اماكن اخرى في المنطقة حركات ديمقراطية مماثلة لتلك التي فجرها في لبنان اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في فبراير.

واوضحت ليز تشيني ان »الامور تتغير بسرعة في المنطقة. ولدينا وضع ينظر من خلاله الناس في كثير من البلدان نحو لبنان ويقولون: لماذا لست انا? لماذا لا يمكن ان يحصل الشيء نفسه عندنا?«. واضافت: »نحاول ان نرى بأي طريقة تستطيع الولايات المتحدة دعم هذه الحركات بالطريقة الأشد فعالية«.

* عن جريدة السياسة