في مؤتمره القادم هل سيعتذر حزب البعث للشعب السوري؟
في مؤتمره القادم
هل سيعتذر حزب البعث للشعب السوري؟
حسن الهويدي
ثمة موعد محدد لمؤتمر البعث في نهاية أيار، هكذا قالوا، والطريف ان بعض الناس وبعض المثقفين الموالين يعلقون عليه الآمال ويدعون انه سيفجر معجزة هذا القرن!.
ان الذي حكم سورية منذ الستينات في القرن الماضي حتى هذه اللحظة تحت شعار (الوحدة....الحرية ..الاشتراكية)، ناهيك عن الديمقراطية المركزية التي لا يعرفها الكثير من منتسبيه الا من لفظها المدون في نظامه الداخلي ومنطلقاتة "النظرية".
كثير من هؤلاء يتقنون التعامل فيما بينهم حسب التسلسل الحزبي، والولاءات (وفق المصالح الشخصية النفعية)، ومحاربة الذين لهم تطلعات أبداعية تخدم الوطن والمواطن تحت أي مسمى، وجعل سمة التقرير سمة طاغية في تنفيذ الامور والتهديد بها دائماً وبث الرعب في صفوف الحزبين والناس العامة
المؤتمر الذي يروج له البعض سيخرج بقرارات هامة ومهمة، والهام والمهم أن يبقى هذا الحزب جاثماً على صدور السوريون أينما حلوا وكانوا مادام..السفير .. والملحق الثقافي...والعسكري.. والمستخدم في دائرة صغيرة شرطه الأول والأساسي ان يكون بعثيا، وكل مواطن خارج البعث اما ان يكون معارضاً.. أو(حياديا إيجابيا "اجباريا") للضرورة الأمنية، فماذا نتوقع من حزب حكم البلاد وجوّع العباد حوالي الأربعين عاماً تحت سطوة الحديد والنار، هذا الذي يتفاخر بعض المسؤولين أن تعداده المليوني منتسب إلى صفوفه (؟؟).
ناهيك عن ذاك الذي يتهم المثقفين بقصر النظر أو العمالة لمجرد انهم يطالبون بفصل الحزب عن السلطة ومنع استغلال الأخيرة ممن يتاجر وينتفع تحت شعار الحزب القومي المدافع عن حقوق الأمة من محيطها إلى خليجها!!، وقد تناسى حزب البعث أنه نمى من خلال الهامش الديمقراطي التي عاشته سورية في فترة الخمسينيات والتي سهلت نشاط الحزب وساعدته على الدخول في الحياة العامة دونما أي قمع من بقية الأحزاب الأخرى التي كانت تتداول السلطة، لينقض عليها وبانقلاب عسكري في الستينات من القرن الماضي ويصادر فيما بعد الحياة السياسية ويتفرد بالمطلق بها ويتخذ اجراءات منها مصادرة الديمقراطية وقمع التيارات المعارضة له وضربها بقوة، فقد شلها تماما: عندما أودع أغلب المعارضين السجن تحت تهمة معاداة أهداف الثورة (الوحدة والحرية)، اضافة الى نهجه الوصائي الأبوي على الشعب ومقدراته تحت شعار تطبيق (الاشتراكية)..
أخيرا وبعد كل نداءات الداخل المعارض هل سيستخلص الدرس والعبرة من شقيقه العراقي.. والتجارب الاشتراكية والشيوعية في بلدان متعددة واعتماد الديمقراطية والتعددية كنهج وطني وقبول الآخر للخروج من كل الأزمات؟ سؤال بالتأكيد ليس برسم المؤتمر القطري .
هل يستطيع أن يخرج في مؤتمره المنتظر بمقررات جرئية – منها:
هل سيعتذر للشعب السوري وسيحاسب المفسدين الذين الحقوا الأذى بالمواطن ومقدراته
هل سيقرر فصل الحزب عن السلطة
اصدار قانون الأحزاب والسماح لها بالعمل ضمن مناخ ديمقراطي حر(بضمانات قانونية وليس قرارات حزبية)
اطلاق الحريات العامة دون أية وصاية حزبية
إنصاف الذين طالتهم(التقارير)والاعتقالات
اعتماد العمل وسيلة هادفة واساسية والابتعاد عن التنظير
فصل المنظمات الشعبية عن الوصاية الحزبية والسلطة
أنا اعتقد ان لا. فما فائدة المؤتمر اذا؟