قال لي ، وقلت له

قال لي ، وقلت له

بدر الدين الحسن/ كندا

قال محدثي: هل سمعت عن الجديد في الأخبار السورية؟ أجبته بالنفي. قال: فاسمع – يارعاك اللـه-:

الاصلاحات قادمةٌ قادمة، والحلول الجذرية للعديد من المشاكل والاشكالات القائمة في الوضع السوري مقبلةٌ مقبلة ،  والغاء القوانين الاستثنائية والأحكام العرفية واغلاق ملف الاعتقال السياسي واطلاق سراح جميع المعتقلين والسماح للمبعدين والمنفيين - طوعاً أو قسراً – الى وطنهم وأحضان أهلهم ، والغاء القانون 49 ، واخلاء العديد من القيادات الحالية لمواقعها كما أخلت القوات السورية والمخابراتية مواقعها في لبنان كل ذلك آتٍ آت لامحالة. فلا يغرنّك تقلب الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد.

واستأنف محدثي قائلاً: يعني بالعربي الفصيح وبالقلم العريض (ثورة الياسمين قادمة) ، ولن يستطيع أحد – كائن من كان – أن يقف في طريق الياسمين الا متعلماً على مبدأ ( شوف الياسمين وتعلم).

قلت: ان كنت ناقلاً فالدليل؟

قال: اذا بدّك أدلة وبراهين فاقرأ ماشئت واترك ماشئت وانقل ماشئت من رسائل الأخت البهية مارديني التي تكتبها من داخل سورية الى مواقع الصحافة العربية خارجها.

قلت معقباً: لعلّه من مكرور الكلام الذي نسمعه في السنوات الأخيرة من حكم الأسد الابن ولكن الجديد فيه -والحق يقال- هو تفكير العديد من القيادات الحالية باخلاء مواقعها وهو ماأصابني بالمغص والقلق حقيقةً على مصير الأمّة.

قال: كيف؟

قلت: هو أمر جلل لاريب. لأنهم يعتقدون أنه لايوجد أناس يستطيعون شغل مواقعهم وتحقيق النجاحات والانجازات والانتصارات التي حققوها ويحققونها. 

قال لي صاحبي: أنا لاأخالفك الرأي كثيراً ، فأنجس خنزيرٍ أطهر من أطهرهم ، ولكنهم بلغوا من العمر أرذل أرذله ، وما عاد في اليد حيلة ، والناس ضاقوا بهم ذرعاً ، والمعارضة طوّلت لسانها كثيراً ، وساعة الحساب اقتربت ، وملفاتهم باتت جاهزة ومجهزة ، وحسابات بنكوهم وأرصدتهم تحركت ، وبركان الوطن يكاد يثور بهم.  وبعدين – تعال أقل لك – يعني خيوو هم مجبورين يشيلوا همّ البلاد والعباد الى متى؟  والناس مو عاجبها العجب ، فهم حيشيلوا ويمشوا وأنا معاك بالذي قلته: دخول الحمام مش زي خروجه.

ثمّ أردف محدثي قائلاً: شد الحزام وخليك جاهز للاقلاع ونسيان ماسمعت. قلت: ويحك ماتقول !

قال: كل الذي سمعت لن يكون الا بعد انعقاد المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث الحاكم في أواخر مايو المقبل.

قلت:أصبتني بالغثيان. فماذا فُعل بنا وماذا كان من المؤتمر الأول والثاني والثالث..... حتى يكون من المؤتمر العاشر؟

أجابني مبتسماً ومتقعراً: على ذمة جريدة ( المحرر العربي) في الأسبوع الأول لشهرابريل 2005 فان الرئيس بشـار الأسـد يستعد لقيادة ثورة الياسمين في سوريا اذا ماقررت الولايات المتحدة الأمريكية تطبيق وتكرار نفس السيناريو العراقي ضد سوريا.

علقت عليه ضاحكاً: طالما أن الوضع وصل الى الياسمين فما عليه الا أن يعدّ العدّة جيداً ويرجع لنا وزير دفاعه السابق وزير الياسمين لتحقق الثورة أهدافها. ثمّ كلمـةأخيرة –لامؤاخذة - ، اذا الولايات المتحدة مابدها تطبق وتكرر السيناريو العراقي ضد سوريا يعني مافي اصلاح ولاتغيير ولاهم يحزنون؟ ومنّا الى من يسمعون ويقرؤؤن تصريحات حكام الياسمين.