استطلاع رأي حول اتهامات القدومي لعباس
عادل محمود
طرح مركز الدراسات العربي – الأوروبي من 19 /7/2009 الى 26/7/2009 سؤالاً فحواه : " ما مصداقية ما زعمه فاروق القدومي بشأن اتهامه الرئيس محمود عباس بالمشاركة بالتخطيط مع الإسرائيليين لقتل الرئيس ياسر عرفات ؟ "
ساهم في الرد من جنسيات مختلفة من العالم العربي والغرب ، وممن ينتمون الى شرائح اجتماعية متنوعة .
وبنتيجة الأراء التي ابدوها تبين ان هناك عدة وجهات نظر يمكن الإشارة اليها وفق التالي :
- مانسبتهم ( 33 % ) اعتبروا انه لو لم تتوافر لفاروق القدومي الدلائل الكافية لما تجرأ على توجيه الاتهام الى الرئيس محمود عباس بدليل اصرار عباس على عدم تشريح جثة عرفات الأمر الذي يدعو للريبة . ومن المؤشرات لمصداقية القدومي هي تصرفات السلطه الفلسطينيه التي يتزعمها عباس المريبه والغريبه والتي فيها رائحة المؤامرة على القضيه الفلسطينيه . واوضحوا ان عدم مطالبة عباس بفتح تحقيق في اتهامات القدومي يضعف موقفه في مواجهة اتهامات القدومي. كما ان الحس الوطني التاريخي لفاروق القدومي هو بمثابة دليل على مصداقيته في أي موقف يتخذه على صعيد القضية الفلسطينية .
- ما نسبتهم ( 23.9 % ) اعتبروا الاتهامات مجرد ادعاء يحتاج القدومي الى بينة كما ان انكار عباس يحتاج الى دليل اقوى . وذكروا ان الاتهام يحتاج الى فتح تحقيق دولي تشرف عليه لجنة طبّية محايدة تعيّّنها هيئة طبيّة دوليّة عليا أو منظّمة الصحّة العالميّة أو محكمة لاهاي لمعرفة الحقيقة والكشف عن الجناة الحقيقيين وتقديمهم إذا لزم الأمر إلى محكمة دولية .
- ما نسبتهم ( 20.8 % ) اعتبروا اتهامات فاروق القدومي للرئيس محمود عباس كما تم تداولها في الاعلام لا مصداقية لها وانها خلافات شخصية بين الطرفين . وقالوا ان هدف فاروق القدومي من الاتهامات هو هدف سياسي محض يبتغي من ورائه تعطيل مؤتمر فتح القادم .
- ما نسبتهم( 13.01 % ) اعتبروا ان المتستر على الجريمه كفاعلها لذلك سواء كانت المعلومات صحيحه أو غير ذلك ففاروق القدومي مدان في الحالتين .
- ما نسبتهم ( 8.5 % ) اعتبروا ان اسرائيل هي المنفذة لعملية دس السم لعرفات وهي المستفيد الاول . ورأوا انه لا داعي للاتهامات دون دليل قاطع لأنها تضر بالقضية الفلسطينية في الوقت الراهن .
رأي مركز الدراسات العربي – الأوروبي :
كانت مفاجأة كبيرة تلك التي اعلنها السيد فاروق القدومي والتي اتهم فيها الرئيس محمود عباس والقيادي في فتح محمد دحلان بالتنسيق مع الإسرائيليين لقتل الرئيس ياسر عرفات .
وأبرز فاروق القدومي امام وسائل الإعلام مستندات تفيد انه تلقاها من عرفات نفسه وهذا ما نفته قيادات في حركة فتح معتبرة ان فاروق القدومي لم يكن في يوم من الأيام مؤتمن على اسرار ياسر عرفات .
وسواء كانت معلومات فاروق القدومي صحيحة او هدفها افشال المؤتمر العام لحركة فتح – على حد قول البعض - إلا ان ما يمكن تسجيله هو ان الشارع الفلسطيني يذهب بإتجاه المزيد من الإنقسام في صفوفه ، إذ بعد الخلاف بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة حماس والذي لم تتمكن بعد كل الوساطات العربية من انهائه وصل الخلاف الى داخل بيت حركة فتح التي تعتبر من اكبر وأهم التنظيمات الفلسطينية .
وليس بوسع احد القول ان حركة فتح هي تنظيم متجانس ومتوافق في كافة الطروحات بل هي كناية عن تيارات متعددة منها ما هو موالي بالكامل للرئيس محمود عباس ومنها ما معارض بالكامل له . وهذا ما امكن لمسه عندما ادلى فاروق القدومي بتصريحاته إذ ايدته قيادات من داخل فتح وعارضته قيادات من داخلها ايضاً .
يضاف الى ذلك ان كل الوقائع تفيد أن أي تيار داخل فتح لا يمكن له ان يختصر التيارات الأخرى او ان يدعي ان هو من يمثلها خاصة وأن لدى حركة فتح تيارات سياسية كما لديها تيارات عسكرية .
والمؤسف ان المستفيد الوحيد من كل ما يجري داخل الصف الفلسطيني هي اسرائيل التي تفتش دائماً عن ذرائع لعدم الإنصياع لأي ضغوطات دولية تطالبها بالجلوس الى طاولة مع الفلسطينيين لبحث كيفية اعلان دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة .
ومن يتابع تصريحات نتنياهو الأن واولمرت من قبله يلاحظ كيف ان هناك جملة واحدة يرددها الجميع في تل ابيب ومفادها ان الإسرائيليين لا يجدون امامهم مفاوض فلسطيني حتى يتباحثوا معه ، كما ان الإسرئيليين يستفيدون من حالة التشرذم الحاصلة في الصف الفلسطيني ليعتقلوا او يقتلوا من يشاؤون من الضفة الغربية او للقيام بعدوان على غزة دون ان تتضافر جهود الفلسطينيين لمواجهة قوات الإحتلال .
وأغلب الظن ان الفلسطيني سيكون عاجزاً عن الدفاع عن قضيته المحقة لطالما انه يعيش هذا الواقع الإنقسامي ، كما سيعجز من ان يفرض اي شروط لمصلحته لطالما ان تيارات فلسطينية تقول شيئاً وتيارات اخرى تقول اشياء مخالفة .
والغريب ان المجتمع الدولي مستعجل الأن لحل قضية الشرق الأوسط بينما القيادات الفلسطينية مستعجلة لتحسن مواقعها السلطوية او امتيازاتها الخاصة .
المصدر:
مركز الدراسات العربي الاوروبي
باريس