علامات قيامة نظام الاستبداد في سورية
علامات قيامة نظام الاستبداد في سورية
طريف السيد عيسى
لكل حدث علامات وارهاصات تدلل على حدوثه وبقدر حجم الحدث تكون هذه العلامات .
وكذلك هي علامات سقوط أنظمة الاستبداد والطغيان , وقد تكون هذه العلامات منها ما هو حتمي ومنها ماهو متوقع من باب التخمين والتحليل , ولكن بكل الأحوال فان هذه العلامات تؤشر على أن ساعة السقوط قادمة .
والنظام السوري هو أحد هذه الأنظمة الشمولية الاستبدادية بما يحمله من أيديولوجية بعثية استبدادية واستئصالية واقصائية ويتم تنفيذ هذه الأيديولوجية بأجهزة استخبارية وميليشيات عسكرية خارج المؤسسة العسكرية الرسمية , ولقد ثبت فشل هذه الأيديولوجية وفشل مؤسسات المافيا الاستخبارية والميليشيات المسلحة .
وان كان لابد من تحديد العلامات الفارقة والتي ستؤدي الى سقوط هذا النظام ان عاجلا أم آجلا فيمكن تحديدها بالنقاط التالية :
1- سياسة التفرد بالحكم حتى أصبح رأس الدولة صنما يعبد من دون الله وأصبح هو القائد الضرورة مبعوث العناية الالهية , فهو معاند ومعتد برأيه يتفرد بالسياسة الداخلية والخارجية باعتباره صاحب الالهام الأوحد الذي يجب أن تبح الحناجر وهي تهتف له بالقوة والاكراه بالروح بالدم نفديك ياقائدنا الأوحد, وهكذا كان فرعون موسى وهكذا هو فرعون سورية السابق والحالي , وستكون نهايته كما كانت نهاية فرعون موسى.
2- منذ أكثر من أربعة عقود وهذا النظام يتاجر بالعروبة والقومية وتبين على أنها شعارات يتكأ عليها ليبرر حكمه البوليسي , فلقد ثبت أنه يقامر بكل المصالح الوطنية والقومية ومستعد للتنازل عن كل الثوابت فتارة يجعل من الثوابت متغيرات وتارة يجعل من المتغيرات ثوابت فتراه يلعب على كل الحبال في سبيل ترسيخ حكم الاستبداد فلا مانع لديه من بيع الشعب وقضاياه لأنه مقامر من الدرجة الأولى فعندما يخوض حربا يسلم قطعة من الأرض ثم يدعي النصر المؤزر وعندما يعقد سلما فانه يفرط بالثوابت .
3- ألغى كل صور وقيم الحرية والتعددية عندما أقر قوانين الطوارئ والأحكام العرفية وأنشأ المحاكم الأمنية الاستثنائية بعيدا عن القضاء المدني وتوج كل ذلك بمبدأ أن حزب البعث هو القائد للدولة والمجتمع وبذلك همش دور الشعب في المشاركة بالحياة العامة من خلال أكثر من سبعة عشر جهازا أمنيا وظيفتهم احصاء الأنفاس والهمسات ففتح السجون والمعتقلات على مصراعيها ليزج بها مئات الالوف من المواطنين عبر أكثر من أربع عقود كما أتبع سياسة الابعاد والنفي وسياسة القتل والاغتيال .
4- ترسيخ مبدأ الوراثة للحكم من خلال ما اعتمده من تأهيل لباسل الأسد الذي عاجلته المنية فانتقلت عملية التوريث الى الأبن الدكتور بشار والذي حاز على أعلى المناصب خلال ستة سنوات ووصل للقصر بأبشع مسرحية من خلال تزوير الدستور , ولم يقف الأمر عند ذلك بل نجد أن المجرم والسفاح رفعت الأسد في منتصف الثمانينات دس أنفه ليصل الى القصر لكن منصب الطغيان حرمه من تلك الفرصة .
5- ادارة الظهر للشعب السوري وأغلق أذنيه لكل نداء غيور على الوطن ولم يعترف في يوم من الأيام بوجود هذا الشعب بل انه باستمرار يحقر المعارضة في الداخل والخارج وينكر وجودها وفي حال اعترف بها فهو من باب ذر الرماد في العيون والظهور أمام وسائل الاعلام والرأي العام أنه نظام ديمخراطي .
6- اتساع دائرة الهاجس الأمني مما يجعله يقرب ويعين كل الموالين والمؤيدين وخاصة في المناصب المهمة والحساسة كما حصل بتعيين غازي كنعان وزيرا للداخلية وأخيرا تعيين زوج شقيقة بشار آصف شوكت رئيسا للمخابرات العسكرية وتدقيق في مثل هذه المناصب نجد أن كل مسؤوليها هم من العائلة الحاكمة أو من المقربين .
7- حالة الفقر والفوضى الاقتصادية التي يعيشها معظم هذا الشعب المسكين مما يضطره للهجرة بحثا عن لقمة العيش المغمسة بالذل فلبنان لوحدها فيها أكثر من مليون عامل ناهيك عن دول العالم الأخرى .
8- والعلامة الفارقة القديمة الجديدة هي العبث بأمن لبنان وارادة الشعب اللبناني حتى غدا هذا النظام هو الحاكم المطلق فكان غازي كنعان ومن عنجر يقرر سياسة لبنان ثم جاء من بعده رستم غزالة بل الممارسات الخاطئة للجيش السوري بحق الشعب اللبناني فكم حاجز عسكري سوري أذاق الأمرين للمواطنين اللبنانيين وكم سرق الضباط وهربوا من مواد عبر الخط العسكري , كل ذلك جعل صبر الشعب اللبناني ينفذ فكان لابد من انتفاضة شعبية تقول على الجيش السوري وأجهزة المخابرات الخروج من لبنان حيث تمكنت المعارضة اللبنانية من توجيه ضربة وهزة عنيفة وصلت شظاياها للقصر الرئاسي في قاسيون علها تؤدي الى صحوة لهذا النظام .
9- حالة العزلة التي يعاني منها هذا النظام فلقد استثني هذا النظام من كثير من المؤتمرات الخاصة بالمنطقة وكان آخرها مؤتمر شرم الشيخ وهاهو يستثنى من مؤتمر لندن ثم خسارته للموقف الأوربي ثم سحب السفيرة الأمريكية من دمشق وكذلك الضغط الذي يمارس عليه من قبل الدول العربية .
ان كل هذه العلامات وغيرها تعني أن سقوط هذا النظام أمر حتمي وما الغيوم الموجودة في سماء الطقس السوري الا أنذار بتطورات سريعة ستجعل هذا النظام غير قادر على الرد بل ستجعله يترنح ويسقط كما سقط صنمه في قانا .
ويتوهم هذا النظام أنه بقبضته الأمنية سيحافظ على حكمه لكنه يجهل أنه بقدر مايتوسع بالظلم والقهر والاستبداد فانه بذلك يوسع دائرة الاحتقان وكما هو معلوم أنه كلما تطاولت قوائم الاستبداد كلما ضعفت قدرة هذا النظام على حمل هذا الجسم المترهل المملوء بألام وعذابات ودماء الأبرياء وعندما ينوء عن حمل هذا الجسم فانه سيسقط بلمحة بصر , وهذا الزلزال قادم وسيكون تيار الشعب جارفا لكل مبادئ البعث وكل مبادئ وأسس الاستبداد .
1-3 - 2005