الوقاية من الحرب الأهلية في سوريه
الوقاية من الحرب الأهلية في سوريه
د.عبد االغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
كنت في العراق عندما احتلت من قبل الامريكان واصبح الشعب يحكم نفسه وانهارت الدوله كلها ولم يبق فيها سلطة لأحد.
الواقع على الأرض كان نقيضا لكل التوقعات والهواجس في نفوس الناس,سوف تندلع الحرب الطائفيه ويعم القتل والثأر في كل العراق.وبدلا من ذلك تطوع الناس لخدمة بعضهم بعضا.فلا قتل ولا حرب طائفيه جرت وقتها واصبح الناس آمنين في شوارعهم وبيوتهم ومدنهم كافه.
الى ان تشكل مجلس الحكم وكانت المقاومه العراقيه متجهة فقط الى المحتل والتعاون بين كل فئات الشعب بطوائفه المتعدده.
وبعد مجلس الحكم تم تشكيل حكومه وطنيه بقيادة علاوي وكانت بعيدة عن الطائفيه ولم يحصل اثناء حكمه اي شيء مما جرى بعدها.من تصفيات وحروب اهليه.
وكانت بداية الحرب الاهليه في زمن الجعفري عندما استلم وزير الداخليه صولاغ الإيراني الأصل وفيلق بدر فارسي صفوي التوجه والمنشأ.
لست في سبيل استعراض أحداث العراق ولكن علينا ان نستلهم من تلك الأحداث اسباب الحرب الأهلية التي جرت في العراق لكي لانقع فيها مرة أخرى.
حيث ان السبب في تلك الحرب والتي مازالت مستمرة حتى الآن كان سببها المباشر وغير المباشر بعض فصائل المعارضه للنظام السابق,والتي استفادت من توجه الفكر القاعدي بقيادة الزرقاوي عندما توجه بكلمته المشهوره عبر وسائل الإعلام من تكفير الشيعة واستباحة دمهم والمرتدين من السنه والاكراد.
وكانت النتيجه ان انقسم الشعب الى فريقين وأصبح القتل على الهويه كما هو معروف للجميع.
من هذه التجربة المريرة يمكن ان نستخلص الطرق والوسائل والتي من خلالها نتجنب الوقوع في جحيم الحرب الأهليه ذات المنحى الطائفي او القومي.
1-الحمد لله لايوجد فريق في المعارضه يديه مكبلة مع النظام الفارسي او صنيعة إيرانيه وبالتالي نحن عندنا ورقة قوية تحد من اشتعال نار الطائفيه
2-المعارضة السورية على تعدد قومياتها ومشاربها الفكرية والفلسفية لايمكن ان تصل الامور بينهم الى الحرب والقتل إذا بدأنا من الآن بالعمل على:
اولا: طبيعة التغيير المنشود في سوريه والهدف من هذا التغيير وما طبيعة النظام الذي يمكن ان تتفق عليه كل الفئات المعارضة للنظام الحالي.
ثانيا: لايمكن ان يكون اي نظام بديلا عن النظام المدني وتداول السلطه وسيادة القانون ولا احد فوقه
ثالثا: الاهتمام بالناحية الاقتصادية والتنميه
رابعا:مد اليد لكل من يؤيد هذا الاتجاه بغض النظر عن ماضيه
خامسا :وهو الأهم.تشكيل جبهة مفتوحة لأي صوت ينادي بالتغيير وهذه الجبهة تضم جميع فصائل المعارضه .
ان استطعنا تشكيل هذه الجبهة عندها نكون قد تجاوزنا حدوث اي حرب اهليه او طائفيه وتكون الفئات الطائفية والعرقية في سوريه جميعها خارج أهداف التصفية الجسدية.ونستطيع بذلك تفريغ حجة النظام المعتمد على الطائفيه بأن الطائفه الحاكمة لن تكون معرضه لأي حرب من أي طرف آخر.