الموافقة الأمنية تقطع أرزاق الناس وأعناقهم.. اسرائيل السبب طبعاً

الموافقة الأمنية تقطع أرزاق الناس وأعناقهم..

إسرائيل السبب طبعاً

فراس سعد*

[email protected]

بأي حق يتم تقسيم الناس على أساس موال غير موال معارض وغير معارض للوطن للسلطة للدولة بأي حق دستوري أو طبيعي أو إلهي أو.

وكيف يمكن قطع أرزاق الناس بهذه السهولة والمزاجية التي أسمها موافقة أمنية, بل موافقات أمنية خمس أو ست أو عشرون موافقة أو لا موافقة من جهات تنصب نفسها قيمة على البشر والوطن وتعطي لهذا دون ذاك ولذاك دون ذياك, على هوى الهوى والطقس ونشرة الأحوال الجوية, من يعطي الموافقة أو غير الموافقة وعلى أي أساس وأي مبدأ, من خرج بهذه البدعة الأسوأ من محاكم التفتيش الارهابية في القرون الوسطى حيث كان يحاكم من كان ليس مسيحياً كفاية - برأي أعضاء تلك المحاكم- بالموت حرقاً أو شنقاً وحال السوري مع الفروع الأمنية التي تمنح موافقات أمنية كحال من كان ليس مسيحياً كفاية مع محاكم التفتيش في عهود الظلام تلك ترى هل وصل بنا الحال في سورية إلى تلك العهود من الظلام في وضح النهار والعصر العولمي دون أن ندرك ونحن »نايمين على ودانا« بحسب التعبير المصري الشائع.

هل أضع الحق على أميركا التي أذعنت أخيرا لحيلة الأنظمة العربية في مؤتمر المستقبل المنتهية أعماله في المملكة المغربية, وقبلت بمبدأ »الأصلاح من الداخل« فيما يمكن اعتباره إعادة تكيف أميركية مع الأنظمة العربية التقليدية والديكتاتورية ونصف الديكتاتورية بضغط اسرائيلي, اسرائيلي لأن الطرف الاقليمي الوحيد المتضرر من الأصلاحات الحكومية العربية هو اسرائيل لأن ذلك سيفتح عليها أبواباً جديدة لم تكن معتادة عليها. فمن غير المعتاد اسرائيليا خروج حركة مجتمع مدني سورية واحزاب وحركات غير حكومية تطالب وتندد وربما تعمل في اتجاه لا تستطيع اسرائيل هضمه أو ملاحقته أو ضبطه في المستقبل لذلك ندعو حركات

وأحزاب سورية لعدم إثارة المخاوف الاسرائيلية, بسبب أن اسرائيل وحدها من يملك القرار

في المنطقة ولا سيما الدول المحيطة بها طبعا عبر القوة الأميركية, فما لا ترضى عنه اسرائيل في سورية لن يكتب له الحياة, ومن لا يصدق فليقرأ ما فعلته اسرائيل بالحزب القومي السوري عبر عملائها وعبر بريطانيا وأميركا لدرجة تحريمه نهائيا من سورية الشام التعبير القومي لمحبب.

لكن ما علاقة اسرائيل بالموافقة الأمنية?!لها علاقة يا أخي بل هي السبب قلي كيف?كيف?

طيب أليست حالة الطوارئ في سورية أعلنت بسبب و حجة الحرب مع اسرائيل ? نعم صحيح!

أليست كل ممارسات الحزب في سورية و الأجهزة الأمنية قائمة على أساس قانون الطوارئ أو قانون اللاقانون? صحيح نعم.

إذاً فبدعة الموافقات الأمنية و سواها من بدع اللاقانون سببها اسرائيل و هي بحاجة لموافقة منها لالغائها, فهل يكون شارون أفندي أحن من قطاع الرزق الذين يفقعونا التقرير وراء الآخر, و هل يكون الحاخام الفلاني في الهيستدروت أحن وأرحم من قطاع الطرق ومانحي صكوك البراءة وبائعي أمتار الفردوس عندنا?

هذا ما سوف نعرفه غداً بعد أن يجف حبر مقررات مؤتمر المستقبل بعد أن يجف جيداً ويتحدد وضع العراق بعد الانتخابات.

بركاتك يا عزمي بشارة آمين

   

* كاتب وشاعر سوري