على أمريكا والغرب إيقاف ثيران إسرائيل عند حدهم وإلا!!

على أمريكا والغرب

إيقاف ثيران إسرائيل عند حدهم وإلا!!

فيصل الشيخ محمد

العنصرية الإسرائيلية وجدت منذ وجود يهود..فتاريخهم يروي حكايات وحكايات عن العنصرية المقيتة التي تسير في شرايين دمائهم منذ ولادتهم من أرحام أمهاتهم.

فما تفعله اليوم حكومة بنيامين نتنياهو اليوم وما تطالب به الفلسطينيين والعرب حلقة متصلة من حلقات العنصرية التي أصبحت عند كل أمم الأرض من الماضي، وهي عند الصهاينة ابتكار متجدد فيه كل الحداثة الغريبة عن إنسان القرن الواحد والعشرين.

فقد طلع علينا نتنياهو بفصل درامي عنصري جديد مبتكر يدعو إلى إزالة الأسماء العربية للمدن والبلدات والمناطق، وإحلال تسميات عبرية محلها.. فالناصرة - على سبيل المثال - تحمل اسمها منذ أكثر من ألفي سنة، وستظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، في حين أن دولة إسرائيل العنصرية مشكوك في بقائها بين دول المنظومة الدولية لخمسين عام أخرى، وهذا الشيء نفسه ينسحب على كل المدن والبلدات والمناطق الفلسطينية التي وجدت قبل أن يعبر إبراهيم الخليل عليه السلام الفرات إلى بلاد الشام، وقبل أن يعبر موسى عليه السلام ببني إسرائيل سيناء إلى أرض فلسطين الكنعانية.

كما قلت فإن الصهيونية العنصرية لا تعترف بغير شعب يهود، فالسيدة غولدا مائير رئيسة وزراء الكيان الصهيوني السابقة نفت وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني...

والحركة الصهيونية التي استعمرت فلسطين واحتلتها وطردت الفلسطينيين منها بمؤامرة دولية رخيصة، بعد ارتكاب عصاباتها مجازر بشعة في قبية ودير ياسين واللد والرملة، ادعت دائماً أن هذه الأرض كانت صحراء قاحلة خالية من السكان، وأن يهود استولوا على أرض خالية من السكان، فجعلوا منها - بزعمهم - واحة للسلام والحرية والديمقراطية والتقدم والحضارة، وصدق مغفلو الغرب وأمريكا هذا الادعاء.

إن ما تقدم عليه حكومة نتنياهو العنصرية من تصرفات طفولية عبثية غير مسؤولة وغير مدركة لأبعاد ما تفعل، من نيتها تغيير أسماء المدن والبلدات والمناطق العربية الفلسطينية إلى أسماء يهودية تلمودية، لن يغير حقيقة تضرب جذورها في عمق التاريخ الإنساني والحضاري آلاف السنين.

حكومة نتنياهو بعملها هذا تريد إشغال العالم وحرفه عن المضي في السعي إلى تحقيق سلام شامل وعادل في منطقة الشرق الوسط التي تمثل قضية فلسطين فيه بؤرة الصراع العالمي وفوهة بركانه.. وقد وعى الرئيس الأمريكي الجديد أوباما ما تشكله قضية فلسطين من فتيل قد يشعل حريقاً لا تقوى كل دول العالم على إخماده إذا ما اشتعل، وقد أعلن صراحة وبكل وضوح أن الحل لهذه القضية هو في إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وإلا فإن المنطقة بما تمثله من موقع حيوي وخزان نفطي ستجر العالم بأسره إلى أتون صراعات دموية ومدمرة لا يُعرف لها نهاية.. فهل يعي أوباما وقادة الغرب هذه الحقيقة ويوقفوا ثيران يهود الصهاينة عن حيوانيتهم وعنجهيتهم وعنصريتهم ويفرضوا عليهم الحل الذي فيه سلامة المنطقة واستقرار العالم؟!