المزالق الخطرة
الدولة ... المفاوضات ... التطبيع
عبد الله خليل شبيب
لقد تعود [ اليهود المعتدون ] أن يوجدوا وضعا معينا ثم يفرضوه علينا للمساومة !
ففي مناوشات سنة 48 كان شهر هدنة لم يلتزموا به واستغلوه لاحتلال مواقع ومناطق أكثر مما كان قرار التقسيم قد أتاح لهم .. ليساوموا عليه ..لو قبلنا قرار التقسيم .
.. وفي [ تمثيلية 67= حيث كان دور خصومهم الانسحاب أمامهم لا قتالهم ].. احتلوا [ بقية] فلسطين ..و[زيادات البياعين ] في جميع الأقطار المحيطة بهم ..
.. فاحتلوا سيناء من أرض مصر زيادة على قطاع غزة .. والجولان من سوريا – زيادة على الساحل الشرقي من بحيرة طبريا وبعض بقايا لمواقع فلسطينية .. ومن الأردن أرض الباقورة ووادي عربة ..[ وإن كان لم يعلم أحد عن هذه الأخيرة إلا بعد مساومات وما يسمى معاهدة السلام أو اتفاق وادي عربة !!!].. مما يدل على أن النظم [ تستغبي ] المواطن حتى إنها تعتبره صفرا ساقطا أوغير موجود !
وأرجعوا لمصر والأردن أراضيهما مقابل خروجهما من المعركة والصراع نهائيا ..ودخولهما متاهة الصلح والتطبيع التي تفضي بهما إلى وضع منقلب ..وبقي اليهود يحتفظون [ بنوع من السيطرة ] على الأراضي التي [ سُمِّيَتْ] محررة بطريقة أو بأخرى .. هي في حقيقتها إبقاء لها تحت سلطانهم ورحمتهم!
.. وقل مثل ذلك في الاتفاقات والوقائع الأخرى [ مدريد – أوسلو – واي ريفر – جنيف – طابا – أنا بوليس ..إلخ]
.. وطيلة احتلالهم لم يتوقفوا عن الاعتداءات والتجاوزات المختلفة و[ اختلاق الوقائع على الأرض ] من بناء نشآت وجدر و[ بؤر مستعمرات ] وتوسيعها .. ومصادرة أراض – بحجج مختلفة ..وكذلك أعمال التهديم والتجريف ..وحفريات الأقصى وسائر الإجراءات ..حتى احتجاز المزيد من الأسرى يوميا ..– ربما احتياطا لمساومات مقبلة متوقعة !!إلخ
وقد تعودوا أن يتراجع العرب عن مطالبهم و[ لاءاتهم ] كما [ تبجح الخبيث القبيح بيريز ] في طاجكستان .. فألمح إلى [ لاآتهم السابقة ( لاءات الحرطوم ) التي لم يُخفِ سروره لأنهم لحسوها ولعقوها ! ] وأشاد [ بنعماتهم غير المحدودة ] وانبطاحهم الاستراتيجي أمام كل مطلب ورغبة يهودية ..ما دام اليهود لديهم الوسائل والمساعي لفرض وقائع جديدة على الأرض..! ولتحقيق مزيد من المكاسب لهم في الواقع .... لأنهم [ ذاقوا طعهم تنازلاتنا ] وعرفوا كيف يجعلوننا نقبل اليوم ما كنا نرفضه بالأمس .. ونقبل غدا ما نرفضه اليوم !
... ذلك أن الشعوب العربية مغيبة – في معظم المجالات ومواقع القرار – فمعظم ديمقراطياتها ..مفبركة – وديمقراطيات [ بصّيمة ]!.. قد لا يعلم بعضهم ما يقرر أو على ماذا يوافق أو يرفض ... لكنه يعمل حسب الإملاءات .. كأنه مسير [ بالريموت كنترول ]!
.. ولذا غابت الرقابة الحقيقية للشعوب ... وكانت حصيلة مجمل الأوضاع .. سلسلة من التنازلات ..والتراجعات ليس في القضية المركزية الفلسطينية وحدها ..ولكن حتى في معظم الأوضاع الحياتية والمعيشية اليومية لتلك الشعوب [المُغيَّبة ]!
( يقضون بالأمر عنها وهي غافلة )!
فلو كان للشعوب مواقف حقيقية ..لما وصل الأمر إلى ما آل إليه ..! ولما استمرت – مثلا – مفاوضات عبثية في فلسطين ..ومعاول الهدم والقتل والاعتقالات والمصادرات والتنكيلات ..وبناء الجدر والمستعمرات إلخ لا تهدأ ولا تتوقف ولا لحظة واحدة .. فالمفاوض يفاوض ..والأرض والحقوق تنهب من تحته ..وهو يفاوض ليس لشيء ..ولا على شيء ..إلا لمجرد المفاوضة ..فقط ! واليهود يحققون المكاسب اليومية ..
.. حتى حينما أراد [ محمود عباس ] أن يشترط قبل أنابوليس وقف الاستيطان ..أُجبر على [ لحس شرطه ] وتوجه هو وغيره [ صاغرين ] ليعطوا اليهود موافقات جديدة على واقع جديد !.. حتى الإرهابية [ ليفني ] قالت لبعض العرب ..حينما أرادوا أن يتدخلوا .. بين الفلسطينييين واليهود .. : لا تتدخلوا ! لا شأن لكم بالأمر !
.. إذن لماذا [ جلبتموهم ] وجلبتم غيرهم ؟! هل ليكونوا مجرد شهود زور ..على مشاهد وتوثيق الاغتصابات الجديدة .. وأعمال التوسع والاستيطان وسلب الحقوق ؟!
.. من هنا نقول إن على الشعوب أن تجبر [ ممثليها أو المفاوضين عنها ..] إن كانوا حقا كذلك ( يعني عنها أو منها أو باسمها )– أو إن استطاعت ذلك .. أن يلتزموا ( بمطالب معينة أو سقف معين ) لا يتجاوزونه ..وإلا اعتبروا مفرّطين بل ربما متواطئين !
.. صاحب الحق المجروح والمحروم .. لا يتنازل عن ذرة من حقه .. والحل الصحيح العادل معروف ..وأغلبية الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي مع تحرير كل فلسطين ..وتعويض أهلها عن كل معاناتهم .. فلا تنازلات مطلقا ولا قبول بأمور واقعة مفروضة ..مهما كانت الظروف والضغوط والإغراءات !
.. ولكننا هنا نتحدث – مؤقتا – بمنطق الواقعيين الباحثين عن حلول على حد رأيهم .. والخاضعين للظروف والضغوط .. :
وأمامنا ثلاث موضوعات ومفاصل مهمة يجب أن تحدد معالمها وشروطها .. لئلا تكون- كالعادة – مكاسب محضة خالصة للعدو .. تحت مسميات لا تعكس حقيقتها ولا تحقق لنا شيئا يذكر : وذلك – على سبيل المثال = الدولة ؛ والمفاوضات ؛ والتطبيع ..:
1 – الدولة الفلسطينية :
.. منذ حين – وخصوصا منذ دخول ياسر عرفات ومجموعاته [ المنتقاة ]لفلسطين ..ومعظم (المناضلين) ينحصر كفاحهم في [ المطالبة بدولة فلسطينية ]
.. وذلك المطلب الذي [ أختُزل ] فيه الكفاح .. وربما اعتبر آلاف الشهداء والتضحيات [ مهرا له ]أصبح مطلبا رئيسيا لمعظم الفصائل المقاوِمة .. ولربما لشدة الضغوط – أو الإغراءات – أو مللا من طول المعركة وتكاليفها ومغارمها .. أو لتواطؤ [ الأجواء المحيطة والمساعدة ] أو لقلة النصير..حتى يساق [المناضلون] لمثل تلك النهايات !! ثم ذاقوا [ طعم الكراسي ] والمناصب [الوهمية ] والرواتب والمغريات .. بعد حياة التشرد والبؤس.. فاستمرأوا الوضع الجديد ولم يعد لهم منه فكاك !!
.. بالطبع ..المطالب الأساسية كانت بدولة كاملة السيادة على ( جميع أراضي ال67) وعاصمتها ( القدس الشرقية ) .. لا أبو ديس ولا العيزرية ..!!
.. أما المفهوم اليهودي [ للدولة ] فهو كما نرى ونسمع .. لا يتجاوز [قِطَعا ] من الأرض مقطعة متناثرة .. يحكمها [ مخاتير ] يخضعون في كل شيء للدولة اليهودية [ ومزاجها ] ! هذا [ إذا سمحوا ] ! وستبقى مؤقتة لحين الطلب .. ثم يجلى الجميع مما يسمونه [ أرض إسرائيل الموعودة ] ..ومَن وراءهم حسب مزاج ومصلحة وأحقاد [الشعب المختار ]!!!
.. ومهما ذكرنا .. أو وصفنا عن حال تلك [الدولة المسخ ] .. فلن نستطيع تصوير حقيقتها كما يريدها اليهود .. الذين لو وافقوا عليها ..فستكون موافقتهم مؤقتة .. لا يلبثون أن يزيلوها .. ليوجدوا [الوطن البديل ] ثم ليسيطروا على هذا الأخير ..ويلقوا [ بالجميع ] إلى الصحارى .. وليأكلوا الرمال ..ويشربوا السراب !!
.. وقد ظهرت مؤخرا – خارج السياق – منظمات مقاومة جديدة أثبتت وجودها على الساحة – بجدارة – كحماس والجهاد الإسلامي – وأعادت الثقة للشعوب بمطالبتها بالحق كاملا : فلسطين التاريخية كلها من النهر إلى البحر .. وحق العودة للجميع بدون استثناء لوطنهم المسلوب وأراضيهم المغتصبة .. مما يعني عدم الاعتراف بالباطل [ الواقع المفروض على الأرض أي دولة اليهود ].. وارتاح مجمل الشعب ..ومناصروهم من العرب والمسلمين لهذا الطرح الجدي الجديد الذي دُعّم بدماء زكية طاهرة ؛ وتضحيات بالغة ونادرة !
.. وكان طرح ( حماس ) السياسي : هدنة لسنين محدودة معدودة .. – على غرار هدنة الحديبية – يتوقف فيها الطرفان عن القتال ..مما أفضى بحماس لقبول دولة [ مؤقتة ] على أراضي 67 – وهو أصلا مطلب يرفضه اليهود رفضا قاطعا ..وقد أغلقوا دونه أي احتمال وملأوا تلك الأراضي بالمستعمرات [ والخوازيق ]!
وتصورت حماس أنها تستطيع استغلال الظروف والتصرف في دولة ( مستقلة كاملة السيادة ) لتستأنف كفاحها في المستقبل للوصول إلى الهدف الأمثل ( فلسطين كل فلسطين )!
.. وهنا لا يجب ان يغيب عن أذهاننا أن لمفهوم الدولة [ تصورات وتفسيرات متنوعة ] ولا يخفى عنا [ التصور والطرح اليهودي لمفهوم الدولة ] وإن كانوا يوافقون عليه حاليا – تدليسا ولذر الرماد في العيون .. فهم لا يوافقون أصلا على أي دولة فلسطينية – ولو كانت [ جحر ضب ] لأنهم يرتعدون فرقا من كل شيء اسمه فلسطيني أوعربي أو إسلامي .. إذا كان حرا وليس خاضعا لسيطرتهم و[ تسييرهم ]!
.. من هنا نقول إن ( تحديد مفهوم الدولة ) سيأخذ مفاوضات لعشرات السنين ..ولن يفضي إلى شيء .. ويكون حينها العدو قد استطاع أن يغير الوقائع على الأرض وتمكن بشكل لا يمكن زحزحته .. فتبدأ المفاوضات مع – أوعلى بعض الشكليات التي تتعلق بالتسليم بالحقائق الواقعية الجديدة وربما بالوطن البديل .. وعلاقته مع اليهود ..او خضوعه لإملاءاتهم.. ثم كيفية تهجير سكانه- أو من بقي من سكانه بعد عمليات العدوانات والتصفيات التوراتية – تهجيرهم من جديد –المواطنون الجدد والقدماء والأقدم – إلى [ مهاجر جديدة ] ! ليتم توسيع الدولة اليهودية – عمليا وظاهريا – من الفرات إلى النيل ..أما واقعيا ونفوذيا فهي واقعة حاصلة ..كما صرح [ بيريز نفسه ] في إحدى المناسبات !
.. قد تكون ( موافقات حماس على الدولة المؤقتة الجزئية ) مجرد مناورات وتكتيك .. لأنها تعلم أن العدو لا يمكن أن يقبل بدولة فلسطينية كاملة السيادة – حرة التصرف بحدودها وأجوائها ..ولو على ( أريحا ) فكيف على أراضي ال67 التي يمكن أن تهدد الدولة اليهودية [ المؤقتة كذلك ] بالزوال .. بل إن اليهود لا يأمنون لوضع الأردن ..وإن كانوا يعتبرونه [ في الجيب ] ويصفونه [ بالسند والحليف الاستراتيجي – كما ورد حرفيا على لسان بيريز والنتن !] ولكنهم يطمحون للاستيلاء عليه مباشرة ..خشية تبدل أية أوضاع ..ويريدون أن يكون بينهم وبين من يرفضهم ويمكن أن يقاومهم – وهم مجمل الشعب –حدود طبيعية يستحيل اختراقها ..كالصحارى الشاسعة المراقبة بدقة !
.. بقي أن نقول – في هذا السياق – وانسياقا معه – لا إقرارا به- إن قبول أي ( مشروع دولة ) ناقصة مترا واحدا ... أو مظهرا سياديا واحدا .. مرفوض أصلا وفرعا ..حتى من الأطراف الذين مفروض أنهم موافقون على مشروع الدولة أو مطالبون به !
.. وما دام من شروط الدولة المقترحة ( عودةاللاجئين – والقدس - ..إلخ ) فهذه أمور يرفضها اليهود – دائما – وخصوصا أخيرا بكل صراحة وعنف وصلافة وصفاقة..يقولون:
القدس كلها موحدة عاصمتنا الأبدية ..حلوا قضية عودة اللاجئين في مهاجرهم..أي وطنوهم وحلوا مشاكلهم على حسابكم ..وليس على حسابنا ..ولكن[ لحسابنا ]!! وادفعوا أنتم الثمن – كالمعتاد !! .. وزيادةعلى ذلك ..: يجب أن تعترفوا بيهودية دولتنا .. لنلقي إليكم بما بقي عندنا منكم !
كل دولة تنقص – بعض ما قلنا .. مرفوضة ..والقبول بها مرفوض بل ضياع وتضييع – هذاعلى مقاس القابلين .. فكيف بمن يرفض [ المبدأ ] من أساسه.. فكفاح الشعوب لا يتوقف بل يمتد مداه لعشرات السنين .. وأخيرا لا بد من إحقاق الحق و[إزالة الباطل = الدولة الصهيونية] مهما طال الزمن .ومهما كانت التضحيات ..فهذا منطق الحق ومنطق التاريخ ..وحتى مقتضى [ النبوءات وخاصة اليهودية منها بالذات ].
.. ثم وأخيرا – لو فرضنا جدلا- أنه قامت دولة – بأية مواصفات .. فمن يضمن أنها لا تكون كدول المنطقة قمعية دكتاتورية تزيف فيها الإرادات والانتخابات ..ويقال [ديمقراطية ]!..
وهاهي التجربة ماثلة..من يضمن ألا يفرض علينا نظام [ كسلطة دايتون الممسوخة ] ..والأداة الرئيسة للقمع والتزييف والاسترقاق جاهزة [ الدولار والشيكل واليورو]!!!
.. وفي مثل تلك الأوضاع .. لا يكون ( لحماس ) ولا لغيرها دور أو [ خبز] .. ولا بديل إلا الفتن والحروب الأهلية ..وهي مما يتمناه الأعداء ..ويروجون له ويدفعون ثمنه ..كما هو مشاهد ..!
فلنختصر الوقت والجهد ..ولنعمل على رغبة الجماهير .. ليظل السلاح موحد الوجهة والهدف ..إلى صدور الأعداء والمحتلين والمغتصبين وأنصارهم !!
2 – المفاوضات :
من نافلة القول أن نكرر ما قلناه مرارا وما قاله كثيرون غيرنا .. عما رأينا من مفاوضات عبثية ..أضرت بقضيتنا ..ونفعت عدونا .. حيث أنها كانت بلا طعم ولا حدود ولا معالم إلا مجرد المفاوضات ..وما يدخل جيوب المفاوضين من بدلات ودولارات وشياكل ..!
.. وبعد [المواقف المتشنجة ]للطاقم اليهودي الحاكم الجديد ..وبعد [ محاولات التفافهم ] على [الرغبة الأمريكية المعلنة بوقف الاستيطان ] ..ليظهروا الحانب الآخر كرافض ومعوق لما يسمونه السلام وحل الدولتين..إلخ ... يقف [ أنصار وطواقم المفاوضات ] حيارى .. !
.. فهناك [نيات] لمفاوضات جديدة .. [ وجماعتنا ] يتمنعون في البداية ..ثم لا يلبثون أن ينخرطوا في [ دوامة مفاوضات ] بلا حدود..أو شروط أو حتى مطالب !
.. ومن هنا فلا بد ان يعلموا ويعلم غيرهم – وهم يعلمون بالتأكيد ، وإن تعللوا بمعاذير شتى -..أن أية مفاوضات ..أو مباحثات أو اتصالات مع العدو – في الوضع القائم ضياع وتضييع وغباء يصل إلى حد الخيانة والتفريط والتواطؤ مع العدو .. !
.. لا يجوزمطلقا دخول أية مفاوضات ..مالم يعيد العدو الأوضاع التي غيَّرها .. ..يلغي الاستيطان ويسحب المستعمرين من المستعمرات التي في المناطق التي تعتبر – عندهم – محتلة ..ويطلق سراح كل من اعتقل من تاريخ الانتفاضة الأولى –مثلا ..ويزيل الجدار – أو على الأقل – يجمد أعمال إتمامه وآثاره من مصادرة وتنكيل وإيذاء..إلخ.. ويترك القدس الشرقية – على الأقل – للفلسطينيين .. ويقر بحق العودة ..ويرفع حواجز التنكيل ..وإجراءاته التعسفية ويوقف سائر عدواناته .. وهدمه وتجريفاته .. حتى إن اعتقال أو قتل فرد واحد .. أومصادرة متر واحد أوهدم حجر واحد .لا بد أن يعتبر مبررا واضحا لوقف المفاوضات أو إلغائها والتهديد بالعودة إلى السلاح .. الذي أفقد [المفاوضون الأشاوس ] أنفسهم وشعبهم - ( ورقة ضغطه ) !
.. فإن كانت المفاوضات .. ( محاطة بمثل تلك الضمانات ) أو قريبا منها .. فقد تكون مقبولة..وإلا فإنها مرفوضة ..ويجب تدميرها على رأس جميع مفاوضيها..لأنهم حينئذ يكونون فريقا واحدا مع العدو – أي أن يهودا عربا يفاوضون يهوداً آخرين .. !
..وهذا لا ينحصر بالفلسطينيين وحدهم .. ولكنه يصدق على أي متفاوض أو مفاوضات مع اليهود – مباشرة أو بطريق غير مباشر - ..من أيٍ كان .وفي أي مكان !
3- التطبيع:
منذ أن (رجت ) الإدارة الأمريكية الجديدة .. الحكومة اليهودية [ المتشنجة ] وقف الاستيطان..ورفضت الأخيرة -- وأعمال الاستيطان لا تتوقف ليلا ولا نهارا ..بل سُرِّعت وضوعفت وتيرته .. لكسب الوقت والأمر الواقع – كعادة اليهود - ..
وأخيرا [ طلع ] علينا المغتصبون المجرمون [ طاقم نتن ياهو وباراك وليبرمان] ببدعة .. أنهم يوافقون على ( وقف الاستيطان في الضفة مؤقتا ] مقابل [ تطبيع عربي شبه شامل ] يسمح- على ألأقل لطائراتهم بعبور أجواء الدول العربية ..ولشبكات هواتفهم وتجسسهم باختراق الأجواء العربية كلها [ علانية ]!.. وما يتبع ذلك ويشبهه من أعمال[الخدمات لليهود ] بشكل لا رجعة فيه..حتى ولو رجع اليهود عن شروطهم .. لكن غيرهم مأمورون بالالتزام الدائم
..... من هنا نقول .. : إن أي رضوخ لرغبات اليهود وأوامرهم ..سواء بفتح أجواء أو أسواق ..أوموجات أثيرية ..أوغيرها.. أوأية أمور فيها اختراقات ومصالح لليهود وتطبيع معهم .. يعتبر خيانة للإسلام والعرب والمسلمين وردة عن الدين ..وتضييعاً للأقصى وقضية فلسطين..
- وبمنطق المستسلمين أيضا - وأصحاب الخيار الاستراتيجي الانبطاحي الوحيد والمر..والمبادرات التفريطية الكسيحة .. فإن أية [مكاسب تطبيعية للعدو ] مرفوضة مطلقا ..ما لم يقبل وقف جميع أعماله العدوانية والاستيطانية وقفا كاملا و( يزيل ) كل آثاره الهمجية على ما ( تشمله القرارات الدولية – أي أراضي 67 بل وتقسيم 47) فيزيل جميع المستعمرات ..ويترك القدس الشرقية .. ويهدم الجدار العازل ..ويطلق جميع الأسرى ... ويعوض المتضررين من جرائمه جميعا ..ويقر بحق العودة .. وإلا فلا تطبيع ولا مرور ولا غيره ..بل يجب التضييق على تسرب منتجاته التي ملأت الأسواق العربية – وخصوصا بتواطؤ بعض الخونة في الضفتين.. بتغيير شهادات المنشأ ..وتسريب البضائع اليهودية [السامة ] إلى العالم العربي وغيره !
.. فإذا سمح لطائرة يهودية بالتحليق في أية أجواء عربية ..أو لشبكات هواتفهم باختراق الأثير العربي ...أو لبضائعهم [ بتسميم ] الأسواق العربية والإسلامية..قبل إقرارهم ..وتنفيذهم لسائر الحقوق المذكورة – بشكل كامل غير منقوص ..فإن ذلك يعتبر خيانة واضحة وتفريطا وتواطؤا سافرا .. يتحمل أصحابه ومنفذوه والسامحون به ..كامل المسؤوليات أمام الله والشعوب والتاريخ ..
.. أما منطق الحق والعدل فيقول بوجوب عودة الأمر إلى أصله ..وإزالة الكيان الباطل نهائيا ..وعودة كل إنسان إلى دياره ..الفلسطينيون كُلٌّ إلى أرضه وبيته المغتصب ..واليهود كل إلى حيث هاجر .. أي يعود من حيث جاء ؛ أو من حيث جاء آباؤه وأجداده ..إن أرادوا الحل النهائي الصحيح والسلام الحقيقي وحقن الدماء..وإلا فإنها أجيال من الصراع ..وبحور من الدماء ..حتى يُحق الله الحق ويُزهق الباطل .. والمعتدون هم الآثمون والخاسرون ..وعلى الباغي تدور الدوائر .." ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله " ... " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون "