الإرهاب الألماني

بأي ذنب قُتلت المحجبة مروة الشربيني؟!

فيصل الشيخ محمد

ألمانيا بلد يدعي الحضارة والتقدم والتسامح، وتصول وحدات جيشها وتجول بكل تقنيات العصر التسليحية المتطورة فتكاً وتدميراً في ساحات دولنا الإسلامية والعربية بحجة مكافحة الإرهاب وضربه واستئصاله.. سقط القناع عن وجهها القبيح - وهذا ليس جديداً - الذي أرادت لسنين طويلة أن تخفي ملامح النازية العنصرية من ورائه، مقدمة للدولة العنصرية اليهودية النازية مليارات الدولارات تكفيراً - بزعمها - عن فواحش وجرائم ارتكبتها النازية - فيما يسمى بالحرقة اليهودية (الهلوكست) - بحق اليهود أثناء نشوب الحرب العالمية الثانية.. وقد راحت هذه تلعب دور البديل لألمانيا النازية، فتذبح وتحرق وتقتل وتسجن وتعتقل وتجرّف الأراضي وتقطع الأشجار وتغير معالم الأرض وتسمم الهواء وتحاصر وتجوع البشر والحجر والشجر والحيوان في فلسطين المحتلة.

هذه الدعيّة الكاذبة ألمانيا لم تحتمل وجود قلة من المسلمين على أرضها، فراحت فرق الموت النازية تطارد كل مسلم موحد أو مسلمة محجبة على أرضها، وتضيق الخناق عليهم في عيشهم، وتحيل حياتهم إلى بؤس وضنك وخوف ورعب.

وكانت ذروة فعال النازية المشينة قتل (مروة الشربيني) المرأة المسلمة المتحجبة يوم الأربعاء الماضي.. وللغرابة كان مقتلها في قاعة المحكمة حيث كانت تنتظر عدالة قاضيها لينصفها من شاب نازي إرهابي حاول الاعتداء عليها مرات ومرات.

وتفاصيل الجريمة تعود إلى مشادة كلامية بين مروة (33 عاماً) ومواطن ألماني، يُدعى أليكس (28 عاماً)، في حديقة للأطفال قبل عام، عندما طلبت منه أن يترك الأرجوحة لابنها الطفل، إلا أنه قام بسبها واتهامها بأنها "إرهابية" بسبب ارتدائها الحجاب.

وقد اعتاد هذا الإرهابي التعرض للزوجة ونزع الحجاب عن رأسها"، مما اضطرها إلى تقديم شكوى ضده، حيث قضت المحكمة أواخر العام الماضي، بتغريم المتهم، الذي استأنف الحكم، وفي قاعة المحكمة أخرج هذا الإرهابي سكيناً كان بحوزته وقام بطعن مروة عدة طعنات فأرداها قتيلة على الفور، كما وجه بعض الطعنات إلى زوجها وشخص آخر.

وحاول أفراد الشرطة التدخل لفض الاشتباك، من خلال إطلاق عدة أعيرة نارية، لكن إحداها أصابت الزوج الذي سقط مغشياً عليه، ويرقد حالياً في غرفة العناية المركزة بمستشفى جامعة دريسدن، ولم يعلم حتى اللحظة بوفاة زوجته.

وكان علوي يقيم مع زوجته مروة وطفلهما مصطفى، البالغ من العمر ثلاث سنوات، في دريسدن منذ عام 2003، بعد حصوله على منحة شخصية لدراسة الهندسة الوراثية بمعهد "فاكس بلانك"، وكان من المقرر أن يناقش رسالة الدكتوراه بعد أيام.

هذه حقيقة الغرب العنصري الذي يدعي الحضارة والتقدم والمدنية والرقي والتسامح بين مواطنيه والمقيمين على أرضه..ولعلَّ ألمانيا هي النموذج لهذه الحضارة والتقدم والتسامح القائم على العنصرية والكره والحقد والنازية، التي تستبيح دم كل من هو ليس أوربياً عِرقاً ومنبتاً ولغة وديناً وتفكيراً!!

لعلّ مقتل مروة الشربيني بهذه النذالة والخسة تحرك مشاعر حكام العرب والمسلمين فيأخذوا موقفاً صلباً ومتشدداً تجاه هذه الممارسات الإرهابية الغربية، ويرفضوا ادعاءات الغرب على أنه يحارب الإرهاب ويريد استئصاله في بلداننا، وهو أعجز من أن يحمي القلة المسلمة على أرضه ويحول دون الاعتداء عليها من قبل إرهابييه، الذين يلاحقون المسلمين ويعتدون عليهم في رابعة النهار وفي قاعات المحاكم وعلى مرأى من قوى الأمن المتواطئة معهم في كثير من الحالات، وقد شاهدنا ذلك في حوادث متعددة على الفضائيات، في أمريكا وإنكلترا وبلجيكا وهولندا وفرنسا وألمانيا.. وأخشى ما نخشاه - إذا لم تقم الحكومات العربية والإسلامية بفعل شيء تجاه هذه الممارسات الإرهابية - أن تقوم بعض المجموعات غير المنضبطة بردة فعل نحو من يقيم في أوطاننا من الغربيين ويرتكبوا ما ارتكبه الألماني الإرهابي النازي بحق مروة المسلمة، ويشوهوا مبادئ ديننا الإسلامي السمحة، وقيمنا الإنسانية التي تحرم مجرد التفكير بالاعتداء على من يفد إلى أرضنا، دون النظر إلى عرقه أو لونه أو دينه أو لغته، زائراً وليس محارباً أو معتدياً.