أصحاب الرأي والمسؤولية
في المعارضة السورية
د.عبد االغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
تدور في مختلف صنوف المعارضه هذه الايام ومن قبل ليس بالزمن القليل .امور يمكن ان تقسمها الى ثلاثة اقسام:
الاول:تجاوز الماضي والعمل على خطاب جديد يظهر فيه اصحاب هذا الرأي ,مافات قد مات ونحن ابناء الحاضر.
الثاني:وقف كافة اشكال مهاجمة النظام في سوريه.وإعطائه الفرصة لكي يشعر بحقيقة التغيير الحاصل والهدف هو الصلح معه.
الثالث:لايوجد اي امل من النظام او امكانية الصلح معه .ويجب استخدام كافة الاساليب الممكنه للتغيير في سوريه.
فمع معرفتي للواقع الراهن وانطلاقا من هذه المواقف الثلاثة ,ارى لابد من البحث عن ملتقى واحد تجتمع فيه هذه الآراء لتصب في مجرى واحد يصل بنا الى هدفنا المنشود وهو تغيير الواقع الحالي الى الأحسن.
فعادة اي معارضه لاي نظام تأخذ مراحل متعدده في مسيرتها حتى تصل الى هدفها التي انطلقت من اجله .وهذه المراحل جربتها المعارضة كلها ولم تصل الى نتيجة ولو كانت ادنى فرص النجاح لها.
فلا بد من البحث عن حلول اخرى:
الغالبية على ماأرى يؤيد تجاوز الماضي.إذا سلمنا جدلا بذلك ماهي الخطوة القادمه ,وهل الطرف الآخر يهتم لهذا الأمر ام انه غير مهتم اصلا؟
هو على الأغلب غير مهتم ولكن لابد من الحراك لمن يتبنون هذا الرأي.ومن الضروري لهؤلاء ان يبدؤا بخطوات عمليه تؤكد ان مايتبنونه هو الصحيح ولا يمكن ان يتم ذلك الا :
أصحاب هذا الرأي لاينتمون الى حزب واحد او اتجاه واحد .ولكن يلتقون في هدف واحد هو التغيير عن طريق تجاوز الماضي والبديء من جديد.
معهم شخصيات وأحزاب معروفه على مستوى العالم فما عليهم إلا ان يجبروا النظام للقبول بموقفهم هذا ويتم ذلك بان يبدأوا نشاطهم على مستوى العالم أجمع.
( نحن من تعرض الى الظلم في الماضي وما زال من قبل هذا النظام ونحن مستعدون لتجاوز مآسي الماضي وما فيه شرط ان نعود الى بلادنا مقابل ان يستجيب النظام لطلبنا وهو حقوقنا المهدوره في سوريه)ويتمثل ذلك بلجنه سياسيه واعلاميه من الشخصيات المعروفه تبدأ بها من الأمم المتحده,منظمات حقوق الانسان كافة ,الدول التي تربطه بالنظام علاقات طيبه,المنظمات والاحزاب المختلفه,والشخصيات المؤثره في العالم اجمع,منظمة المؤتمر الإسلامي الجامعه العربيه بشكل عام وبعض الدول العربيه.ليكون الهدف مختصرا ويتضمن فقط (الحوار مع النظام برعاية هؤلاء).
الفريق الثاني لايختلف كثيرا عن الفريق الاول ولكن هدفه الإنتظار في انه استجاب لرأي بعض السياسيين (عن إعطاء فرصة للنظام من ان هذا الطرف سكت بالكامل عن مهاجمته وماد يده للصلح ,ولا حجة للنظام امام ذلك).
وهو فريق منتظر النتيجه.
اما الفريق الثالث:والذي لايجد استخدام الوسيلتين السابقتين .وإنما يجب استخدام القوه وبالقوة وحدها يمكن تغيير الواقع .
بنظرة بسيطه الى التركيب الداخلي في سوريه الآن نجد ان النظام الحالي اتجه بالكامل الى تكوين الدوله الطائفية القائمة على ابناء طائفته فقط .
فقد كان وزير الدفاع لايمثل الطائفه والآن وضعت بأيديهم .
رئاسة الأركان والمخابرات والأمن وكل القيادات المؤثره صارت لرجالات الطائفه فقط
فهم الاكثرية وبقية الطوائف الأقلية في سوريه.
من النادر ان تجد سفيرا لسوريه ليس من الطائفه.
الامر الخطير جدا في الموضوع :
في بلاد الشام اصبح قيام دولتين على اساس مذهبي وديني
دوله يهوديه ودوله علويه.
اخشى كل ماأخشاه ان يأتي اليوم الذي يرى فيه المواطن السوري والذي لاينتمي الى هذه الطائفة ان يصبح إما مقتولا أو لاجئا كما حصل للفلسطينيين من قبل.