ملاحظات تستحق النشر عن كراهية السيد الرئيس بشار للدكتور عارف دليلة
ملاحظات تستحق النشر عن كراهية السيد الرئيس بشار للدكتور عارف دليلة
بقلم : هيثم بسما
قبل أشهر قليلة كنت في زيارة لقرية بالقرب من القرداحة بلد الرئيس بشار الأسد وقد كتبت عن تلك الزيارة في عدة صحف. الأسبوع الماضي دفعني الجو الحار وضجيج المدن إلى زيارة تلك المنطقة الجبلية مرة أخرى.
عرفت من قبل أن تلك القرية ليست من القرى المستفيدة من النظام السوري بالرغم من القرب المناطقي والإنتماء الديني وروابط أخرى، ولكن في هذه الزيارة تجرأت على السؤال بشكل واضح لكبير العائلة التي زرتها وهو رجل دين عن أمور لا أفهمها وكثيرين مثلي يجدونها غامضة. سألته بصراحة: المعروف أن العلويين هم الحاكمين فكيف يفسر أن أولاده عاطلين عن العمل وهم علويون؟ ببعض من عدم الرضى عن سؤالي بدأ العم رجل الدين بتعريفي على جانب من "التكاتف العلوي" إذا صدق التعبير. بدأ العم بشرح استغرق وقتاً طويلاً بالكلام عن الأئمة وسمعت منه الرقم 12 والرقم 13 أكثر من مرة عندما أراد تعريفي بالفروق بين الطوائف والملل ولكن أتذكر أنني سمعت اسم حمدان وأحمد والخصيبي كثيراً منه. وللحقيقة أقول لم أستوعب ذلك لكثرة الأسماء ولكثرة الوقائع التاريخية الدالة. بعدها انتقل العم إلى الكلام عن الطائفة العلوية التي ينتمي إليها فذكر لي أن هناك فرعان رئيسيان يسميان في الديانة العلوية ((كلازي)) و((حيدري)). من هذان الفرعان ظهرت تفرعات عديدة منها العشائر والأفخاذ والبطون: أتذكر منها: ((الحدادي)) و((الخياطي)) و((النميلاتي)) و((الرسلاني))...فسألته بشكل خاص عن عشيرة الرئيس حافظ الأسد فقال: تسمى عشيرة ((الكلبانية)). وأوضح أن هذه العشائر ليست منسجمة تماماً وهناك تفرقة بين بعضها. لكن مايستحق الإهتمام هو أن توزيع العشائر أحياناً يسمى بالمنطقة المرتبطة بها حيث سمعت منه كلمة ((شمالية)) و((قاطع النهر)) و((مواخسة)) التي تعني حسب شرحه أي العلويون الذين يسكنون بعد نهر الشمالي. لا أخفيكم أنني كنت أريد معرفة إلى أي حد هناك ترابط ما بين العلويين والسلطة وأدرك العم ما أرمي إليه فأعاد لي ما قاله سابقاً أن هذا النظام ((لا دين له إلا السلبطة ولا يدعمه إلا الشراذم)). واستمر في شرحه قائلاً أن السلطة حاولت كسب العلويين عامة ولكنها فشلت وهذا ما جعل الرئيس حافظ الأسد يحقد على العلوي المتمرد أكثر من غيره. وقال ما هو أكثر صراحة وأدهشني أن حافظ الأسد غضب كثيراً من علوية ((قاطع النهر)) أو ((الشمالية)) وقال أنه نقل عن ابنه باسل أن اباه حذره دائماً أن ((لا يأتمن إلى هؤلاء الخنازير الشمالية)) لأنهم ((يفضلون السنية علينا)). ثم أضاف ملاحظة أذهلتني حقاً حين قال أن الرئيس بشار الأسد زار الشيخ ((...)) من عشيرة الكلبانية (عشيرة الأسد) بعد موت والده مباشرة وبحضور عدد من الناس قبل الرئيس بشار يد الشيخ ووضع قفاها على جبهته. والشيخ قال للرئيس بشار ((لا تنسى ياعمي بشار وصية المرحوم ولا تأتمن للخنازير الشمالية)) والحضور يستمعون بشكل عادي إلى ذلك. والغريب أن نفس الشيخ التقى بمجموعة من البعثيين في منطقة القرداحة ثم سافر إلى دمشق في أوائل شهر آب 2001 وعاد بعد يومين ليقول ذكرته (أي ذكر الرئيس بشار) بوصية والده ألا يأتمن إلى ((الشمالية الخنازير)) ونبهته إلى عدم رضائي عليه لا في الدنيا ولا في الآخرة إن ترك الشمالي عارف دليلة في عمله أو تركه يسرح ويمرح ويتقرب من السني رياض سيف. هل تصدقون أن يصدر هذا التصرف عن رجل دين؟ أو هل تصدقون أن يكون هناك رئيس دولة درس في الخارج ورأى أحد أهم عواصم العالم في الحرية يتصرف بأوامر شيخ عشيرة؟ لكم أن تحكموا ما هو مصيرنا ومصير بلدنا إذا كان كره رئيسنا بشار للأستاذ الإقتصادي الدكتور عارف دليلة لأنه شمالي من قاطع النهر وحسب علمنا لم يصدر عن الدكتور عارف دليلة أي شيء يوحي بانتمائه لعشيرة أو تمسكه بأي شيء من هذا القبيل! يشهد له زملاؤه وطلابه بذلك.