النظام السوري وفن المراوغة
النظام السوري وفن المراوغة
ناصح أمين
المتابع لسياسة النظام السوري يجده نظاما يستحق وبكل جدارة أن يحصل على براءة اختراع في عالم المراوغة والخداع بالنسبة لقضية الاستبداد والقهر والظلم.
فهذا النظام استطاع وبكل دهاء أن يحول الاستبداد الى ديمقراطية وعملية اصلاح وكيف لا وهو المنتج والمالك لما تسمى (الجبهة التقدمية المملوكة لحزب البعث العربي الاشتراكي ).
لقد أفرط في الاستبداد حتى أصبحت هناك في كل شئ خطوط حمر واصبحت المحرمات في كل شئ فمن انتقد السياسة أو انتهاك حقوق الأنسان أو الاداء الاقتصادي أو أداء مؤسسات الدولة فانه بفعله هذا ارتكب السبع الموبيقات وخرج عن اطار الو طنية ويعمل على نشر الفتنة داخل المجتمع ويعمل في الخفاء مع الدوائر الأجنبية التي تتآمر على الوطن وبالتالي فانه لم يعتبر من عشرات الالوف من المعتقلين والمفقودين وعشرات الالوف من المنفيين وعشرات الالوف الذين لقوا حتفهم بالمجازر الجماعية على يد عصابات الاجرام (سرايا الدفاع – الوحدات الخاصة – الأجهزة الأمنية – المؤسسة العسكرية) .
وبتلك السياسة من الخداع تمكن هذا النظام الأفاك من الغاء فاعلية الدستور والقانون وأدار ظهره للشعب, ويتعامل مع هذا الدستور فقط عندما تدعو الحاجة الى تزويره كما حصل في عملية توريث الاستبداد بعد موت الدكتاتور ( حافظ الأسد ) .
فاستطاع الديكتاتور الشاب أن يدغدغ عواطف الشعب بما يسمى خطاب القسم الذي علف به الاستبداد المرتقب فغلفه بغلاف الاصلاح والشفافية ومازال هذا الشعب المسكين ينتظر وبين الحين والأخر يقوم
الديكتاتور الصغير بنتر الشعب خطابا آخر وهو عبارة عن حبة مسكن بينما الاصلاح الحقيقي غائب
عن ساحة سورية .
نعم انه نظام أتقن فن المراوغة فرغم أن الشعب يحمل جبالا من الغضب لكن أجهزة الأمن ومؤسسات
البعث استطاعت أن تروض الشعب لينتخب الريس بل تجد بعض المواطنين يكتب نعم بدمه فنجد مئات
الالوف يخرجون للشارع يهتفون بالروح بالدم نفديك يابشار وبعد الانتهاء من الأنتخابات نجد النتيجة
النسبة العالية والتي أصبحت تسعيرة موحدة للانتخابات بينما الله جل جلاله خالق الكون والمنعم والمتفضل على بني البشر لم تؤمن به هذه النسبة .
وعندما نسمع لخطابات السيد الريس أتذكر حكايات الجدات والأمهات فعندما يريد الأهل أن ( يطهروا
ولدهم – أي الختان ) فيأتي المطهر وبعد أن يجهز عدته وفي لحظة قطع الجلدة يقول للولد انظر للحمامة أو إلى العصفورة فيلتفت الولد فيقوم الرجل بشغله أثناء تلك اللحظة , وهكذا نظام سورية عندما يشعر بالضغوطات عليه سواء من الشعب أو من الخارج فتراه يطلق الشعارات الإصلاحية والشفافية
وما إلى ذلك ليلفت أنظار الشعب عن المأساة الحقيقية التي يعيشها .
والأغرب نجد وسائل الإعلام لدى هذا النظام تتكلم عن الظلم والقهر وانتهاك حقوق الانسان في كل اصقاع الدنيا ويتجاهل ما يعانيه شعب سورية على يد جلاديه وكأن هذا الشعب يعيش في المدينة الفاضلة .
ان هذا الاسلوب من الخداع والمراوغة والاستخفاف بالعقول يدعونا جميعا شعبا وتيارات معارضة
للتفكير جديا في طريقة التعامل مع هذا النظام بما يستحقه ونبتعد عن أسلوب المجاملة والدغدغة ,
بل لابد من الدعوة الى اقتلاع هذا النظام من جذوره لنخلص البلد من شروره وشرور استبداده .