الجماهير الإيرانية

تستحق من المجتمع الدولي الدعم والمساندة

فيصل الشيخ محمد

أثبت الشعب الإيراني أنه شعب حي ينبض بالحياة ويسعى إلى التغيير والانعتاق من قوقعة التخلف والشمولية حيث لبت الجماهير الإيرانية الحاشدة نداء موسوي يوم الخميس الفائت، وعبرت عن غضبها على سلب إرادتها وقنص صوتها وسفح دماء إخوة لهم سقطوا برصاص السلطة، الذين لا يحتملون الرأي الآخر ولا يحترمون إرادة الشعوب وخياراتها.

أمام هذا المشهد المليوني من البشر في شوارع طهران والمدن الإيرانية الأخرى، التي احتشدت لتعبر عن ذاتها وإرادتها بأسلوب حضاري، لابد للإنسان أن يقف باحترام وتقدير لهذا المشهد، الذي افتقدناه نحن في سورية وفي كثير من البلدان العربية والإسلامية.

لقد مجَّ الإيرانيون بعد ثلاثين سنة الحكم باسم ولاية الفقيه، ثلاثين سنة عجاف، مليئة بالحروب والصراعات والقهر والتجويع والتدخل بشؤون الغير والتعديات على دول الجوار، والسياسات الخارجية الحمقاء ومعاداة المجتمع الدولي.

وهي اليوم إذ تنتفض بعد كل هذه السنين فإنها تنشد الانعتاق، متطلعين إلى التغيير وبأسلوب حضاري، عن طريق صناديق الاقتراع، ولكنهم صدموا بالتزوير والتلاعب بأصواتهم، والعبث بالصناديق التي أدلوا بها بأصواتهم.. وجاء رد هذه الجماهير سريعاً، فنزلت إلى الشارع بالملايين تطالب بحقها في التغيير والتداول السلمي للسلطة.

ورد رجال الحكم بالرصاص يوجهونه إلى صدور المحتجين، واعتقال الآلاف من المتظاهرين، وإلقاء القبض على العشرات من رموز الإصلاح والمجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان والنقابات المهنية، لتخويف هذه الجماهير وردعها، ولكن خاب ظنهم. فهذه هي الملايين تتحدى نار السلطة ورصاصها، ولا تخاف عصيّها أو ركلات ولكمات رجالها، وراحت بإصرار تهتف لمرشحها الفائز مير حسين موسوي، الذي لم يخذلهم، بل وقف معهم وفي مقدمتهم.. ليس طمعاً بالمنصب، ولكن أملاً في التغيير الذي تنشده هذه الملايين المحتشدة الغاضبة.

ولابد لهذه الجماهير الغاضبة من أن تجد من المجتمع الدولي التأييد والمساندة والدعم، حتى تصل إلى تحقيق طموحاتها ورغباتها وتحقيق خياراتها في التغيير والتداول السلمي للسلطة.