فذلكات انتفاضية(2)
فَذلكاتٌ انتفاضيّة (2)
(من وحي انتفاضة الأقصى المبارك ، التي تدخل عامها الخامس)
بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف
(5)
رعبٌ .. وزلازل .. وبراكين !..
طاشَ حجر الأفّاكين !.. وازداد حجرُنا وَعْياً !..قتلوا .. ذبحوا .. هدموا .. جَلَدوا .. ضربوا .. استدعوا أمهر قنّاصيهم !.. استخدموا أحدث ذخائرهم .. وأدقّ أسلحتهم !.. لكنّ الصدر العاري كان أقوى من أفضل نتاجٍ تكنولوجيٍ، وضعه مشعوذو النظام العالميّ الجديد في أيديهم !.. وكان حُبّ الشهادة في سبيل الله، أبلغ من جبروتهم !.. فاخترق ضوء الدم دخانهم !.. وأرعب هدير الحجر أشجع شجعانهم !..
القضية – ببساطة – هي : إنّ الأرض أرضُنا، والوطنَ وطنُنا، والرحيلَ غيرُ واردٍ في أذهاننا، ولا في قاموسنا !.. أما هم .. فلصوصاً كانوا .. وما يزالون، وغرباء مُسْتَوْرَدين خِصّيصاً، لصالح الغرب المنافق، وأميركة المجرمة !..
اشتدّ أوار الصدام !.. نحن نقدّم الشهداء .. وهم يقدّمون الغدر، والدّنس، وخرافات التلمود !.. وفي اللحظة التي تذكّروا فيها (منجزاتهم) في جنوب لبنان .. ارتعدت فرائصهم، وارتجفت سيقانهم، وخارَت قُواهم !.. فالتهموا كلّ أدوية (الدُوار والصداع) الموجودة في مستودعاتهم !.. لكنّ ذلك لم ينفعهم !.. فاستنجدوا بأبناء عمومتهم من (العُربان) .. وبأولياء نعمتهم من (الأوروبيين) و(الأميركان) .. فكانت (حفلاتهم) .. على أنغام هدير دباباتهم، التي حاصرتنا شبراً إثر شبر، وطائراتهم التي تحوم فوق رؤوسنا، وانفجارات قنابلهم المسيّلة للدموع .. والدّماء !..
لم يكن المدعو (جورج دبليو بوش) أفضلَ حالاً منهم !.. لذلك لم يتمكّن من التخلّي عن حبوب (الدُوار)، وبعض المهدّئات !.. والحقّ -كلّ الحقّ- معه !.. فالحلقة الأولى من مسلسل : (الزلازل والبراكين)، عُرِضَت بالصوت والصورة والألوان، في نيويورك وواشنطن !.. وهناك من الأخبار التي (لا تسرّ الخاطر) تقول : إنّ المسلسل طويل .. وربما لن تكون له نهاية !.. أما المخرِجون، فهم كلّ المستضعفين في الأرض، الذين لفحتهم نار (حريّة) الأميركان، ومبادئ (حقوق الإنسان) على طريقة يهود، ومفاهيم (الإرهاب) .. الإرهابية، على طريقة العم (سام)، وابن العم (صهيون)، التي تجعل الجاني المجرم .. ضحيّة !.. حسب أحدث ابتكارات (البيت الأبيض)، الذي سيُطلَق عليه اسم : (البيت الأسود) أو (البيت الكحلي) !.. وفق تطوّرات المرحلة المقبلة، وفاعليّة حبوب (الدُوار)، القابعة في جيوب سيّد البيت .. الأبيض حالياً !..
أمّا شاهد الزور : (بيبسي أنان) !.. الذي كان يُطلَق عليه اسم : (كوفي أنان) .. زعيم عصابة : (الأمم المتّحدة) .. علينا !.. فلن نتناوله في هذا المقام، لأنه (دُمية) الأميركان !.. وله مقام قادم، خاصّ بالدّمى والأصنام !..
لا تسألوا عن (العُربان)، أو عن (الإمّعة سولانا) أو صاحبه (موراتينوس)، الذي لا (يهشّ) ولا (ينشّ) !.. تماماً مثل قارّة البلاد الأوروبية التي يمثّلها، التي تزعم أنها ستسدّ الفراغ الكبير، الذي تركه (الدّبّ السوفياتي) لصالح (الكاوبوي) الأميركي .. ابتداءً من الذنب (بريطانية)، وانتهاءً بالقزم (لوكسومبورغ) .. فهؤلاء كلّهم، لا يستحقّون قطرةً من مِداد، تُصرَف على وصف شناعة فِعلهم، وقباحة تاريخهم، وقزامة حجمهم !.. ولن نَشغلهم عن مهمّتهم، التي أنعم الله بها عليهم، في تلميع (البسطار) الأميركيّ، الذي يقبع فوق رقابهم !.. أو في (التبرّك) بموبقات اليهود، المتساقطة على رؤوسهم !.. فيزيدهم الله بذلك، نِعمةً على نِعمة !.. ونعيماً مُقيماً، على نعيمٍ قائمٍ !..
(6)
كابوسٌ دُقَّ بأمّتنا !..
مَنْ يصدّق أنّ (شرْم الشيخ) تحرّر من رِجْسِ اليهود ؟!.. مازال هذا (الشرْم) مثل كلّ (أشرام) العُربان .. وَكراً للهرطقة والتآمر .. والهَذَيان !.. فهل تحرّر حقاً (شرْم الشيخ) ؟!.. أليس هو الموقع الذي يستنجد به أساطين الشعوذة، لإنقاذ أبناء صهيون، كلما التفّ الحبل حول أعناقهم ؟!.. ولم يكن في يومٍ من الأيام إلا مركز الإنعاش، الذي يطيل عمر الغاصب المحتلّ !.. ألا تتذكّرون عصابة ما يسمى بـ (مكافحة الإرهاب) .. الإرهابية !.. التي عقدت مؤتمرها (الإرهابي) الموسّع فيه منذ سنوات ؟!.. لنفخ الحياة في أوصال الكيان المصطنع والمصنّع !.. وإعادة ماء الحياة .. والوجه، إلى زعيم الكيان الصهيونيّ السفّاح، وكلّ المجرمين من أمثاله !..
هذا (الشرْم)، جعل (دهاقنة) صهيون (ضحيّةً) مسكينة !.. ومجرمي (الكاوبوي) الإرهابيين -أبطال هيروشيما وناغازاكي- الذين لم يسلم شعب في الدنيا، من إرهابهم وعدوانهم وجبروتهم وغطرستهم، وأولهم شعبنا العربي في فلسطين والعراق وشعبنا المسلم في أفغانستان .. هذا (الكاوبوي) الإرهابيّ المجرم .. جعلته عصابة (شرْم الشيخ) يومئذٍ، (حَمَلاً) وديعاً، وزعيماً تاريخياً، للديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان!..
أما أطفالنا العُزّل، فهم الإرهابيون !.. لأنهم لم يمكّنوا (الضحية) المسكينة (رابين)، من تكسير كلّ عظامهم، فكان يضطرّ لتكسير بعضها فحسب !..
لا بورِكَت هزيمة (الجلاّدين) في عام سبعةٍ وستين وتسع مئةٍ وألف، ألا تتذكّرون .. كيف قَذَفْنا اليهود يومها إلى البحر، فلم نُبْقِ منهم قِرداً واحداً ؟!.. على أيدي (عرّابي) هزيمة الخامس من حزيران، من الحكّام (التقدّميين)، الذين قدِموا إلينا على ظهر دبّابة، وتربّعوا على رقابنا، فصنعوا لنا الهزيمة المنكرة، في (مطابخ) صهيون، و(بارات) أميركة، و(كاباريهات) الاتحاد السوفياتي، ظهيرنا الذي لا ظهر لنا قبله، ولا بعده، كما كانوا يزعمون !..
لا فُضَّ فوه، القائل يومها، بلسانٍ مكلومٍ، وقلبٍ مقهورٍ :
خــازوقٌ دُقَّ بـِأَسْــفَـلِـنَـا مِن ( شَرْم الشيخ ) إلى ( سَعْسَعْ )
أما الآن، فبإمكاننا القول بثباتٍ وثقةٍ :
كـابـوسٌ دُقَّ بِـأُمَّـــتــنَـا مِن ( شَرْم الشيخ ) إلى ( سَعْسَعْ )
لكن من الواضح تماماً أنّ بداية (الكابوس) ما تزال في (شرْم الشيخ)، أما وسطه ونهايته، فقد تفرّعا إلى فروعٍ كثيرةٍ، فلم تَعُد (سعسع) نهاية المطاف، لهذا (الكابوس) الحُزَيْرَانيّ اللّعين !.. أو ربما انزاحت (سعسع) مع كابوسها، وتوزّعت أشلاؤها إلى : تركية شمالاً (مروراً بتدمر وحماة وحلب)، والعراق شرقاً، وموريتانية غرباً (مروراً بكلّ الشمال الإفريقي العربي)، والسودان جنوباً .. حتى آخر موقعٍ من إمبراطورية (جون غرنق) الصهيونية-الصليبية الغربية !..
أما نهايات (الكابوس) العتيد !.. الواصلة إلى عواصمنا العربية الخليجية وجاراتها، فلن نتعرّض لها، ولا لمستوطنات (القُطْعان) الأميركية فيها، درءاً لمقصّ الرقيب، الذي ينفِّذ قواعد حرية الرأي والتعبير والنشر والقهر .. الأميركيّ، التي تنعم بها كلّ معابر (الكابوس)، الذي مزّق أحشاءنا، وبدأت تظهر رؤوسه المدبّبة الحادّة في غُرَفِ نَوْمِنا!..
أما جماعة (سعسع) وزعماؤها الأشاوِس، فهم مثل كلّ زعماء (السعاسع) من (العُربان) .. مناضلون من الدرجة الممتازة، على شاشات التلفزيون، وفي محطّات البثّ الفضائية، وموجات الـ (إف-إم) وصفحات الجرائد، ومنابر الوحدة والحرية والاشتراكية !.. ألسنا جميعاً أمّةً عربيةً واحدةً، ذات رسالةٍ خالدة ؟!.. فلتُسفَح كلّ الأموال، وأرصدة النفط المستوطنة في بنوك سويسرة وأوروبة وأميركة .. بين أقدام القضيّة .. في محافل الغرب وأميركة !.. للوصول بأسرع وقتٍ ممكنٍ (أو غير ممكن)، إلى خرافة (التوازن الاستراتيجيّ) !.. المؤجّل حالياً إلى إشعارٍ آخر، لصالح أسطورة (الخيار الاستراتيجيّ)، القائم على العدل والإنصاف والنـزاهة ومبدأ إعادة الحقوق إلى أصحابها، وأنين فلسطين ولبنان والجولان، وجراحات المواطن العربيّ من المحيط إلى الخليج، المهدور .. من كرامته .. إلى دمه !..
يتبع إن شاء الله