فذلكات انتفاضية(1)

فَذلكاتٌ انتفاضيّة (1)

(من وحي انتفاضة الأقصى المبارك ، التي تدخل عامها الخامس)

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف

مدخل

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ ، سيّد المجاهدين ، وإمام المتّقين .. وعلى مَن سار على دربه ، وصبر صبره ، واتّقى تقاه ، وجاهد جهاده ، إلى يوم الدّين ..

انتفاضة الأقصى المبارك ، حرّكت العالم بأسره !.. فانتفض الشارع العربي والإسلامي ، من المحيط إلى المحيط !.. وعادت القضية الفلسطينية إلى أصلها الإسلامي .. لأول مرةٍ منذ نصف قرن !.. لماذا ؟!..

   لأنّ الأقصى ، وكلّ فلسطين .. أرضٌ إسلاميةٌ مقدّسةٌ محتلّة !..

   ولأنّ القضية الفلسطينية .. قضيةٌ إسلاميةٌ ، تهمّ كل مسلمٍ !..

   ولأنّ الشعوب الإسلامية تتوق إلى الجهاد في سبيل الله .. فهو الوسيلة الوحيدة التي تُرهِبُ العدوّ الغاصِب ، وتحرّر الأرض والعِرض !.. فلماذا تَحُول الأنظمة بين الشعوب الإسلامية وبين الجهاد في سبيل الله ، لتحرير فلسطين ، والقدس ، والأقصى الشريف ؟!..

الإهداء

 

إلى الإرهابيّ الأحمق  :  (آرئيل شارون) ..

 الصهيونيّ اليهوديّ ..  الذي أيْقَظَنا بعد سُباتٍ طويلٍ ..  من المحيط إلى المحيط !..

أيْقَظَنا بحماقته وحِقده الأعمى ..  وسيوقظ -بإذن الله- أكثرَ من مليارٍ ونصف مليار مسلمٍ ، الذين سيتحوّلون إلى شلاّلٍ جارفٍ هادِر .. يتردّد صدى هديره في آفاق الأرض !..

إليكَ أيها المجرم البغيض : (شارون) .. أقدِّمُ هديّتي المتواضعة هذه !.. عُربونَ كُرْهٍ وبُغْضٍ .. لن ينتهيَ ..  إلاّ بتحرير فلسطين المسلمة ..  من رِجسِ اليهود والصهاينة !.. كلّ فلسطين .. من النهر إلى البحر !.. وأول ذلك : الأقصى المبارك ، وقدس الأقداس !..

مع خالص كُرهي وبُغضي .. واحتقاري !..

*     *     *

(1)

بورِكتَ أيها الطفل الفلسطينيّ المسلم

انتفاضة الأقصى العظيمة ، أحْيَتْ أرواحنا ونفوسنا ، وصَعقت قلوبنا ، التي كادت تتحوّل إلى قطعٍ من جليد ، لا تهزّها جرائم المجرمين ، ولا مؤامراتهم الخسيسة !.. فبورِكْتَ أيها الأقصى المبارك ، وبورِكتَ أيها الطفل المسلم المقدام ، الذي جعل أصحاب (الشوارب) المفتولة ، يتوارَوْن خجلاً !.. وأنت تقاوم وتقتحم وتنـزف وتستشهد ، وتحرّك الدنيا كلها !.. وكلّ عدّتك وعتادك لم يكن ، إلا الإيمان بالله تعالى ، والعزيمة والتصميم ، والتحرّر من الهرطقة والتنظير ، والقليل من الحجارة !.. فكان صدرك العاري ، أقوى من دبّاباتهم المصفّحة !.. ومِحْجَرُ عينك ، أقسى من صواريخ طائرات (الأباتشي) الأميركية !.. وبؤبؤك الكريم ، أشدّ مضاءً من رصاصهم المنفجر !.. وقطرة دمك ، أسطع نوراً ، من مصابيح قاعات مؤتمراتهم .. ومؤامراتهم !..

إليك أيها الحبيب ، أهدي آهاتي وصرخاتي ، بعدد أقطارنا العربية والإسلامية ، المفضوحة بشهامتك ومروءتك وإرادتك .. ودمك !.. وبعدد الجيوش المتراكمة المكدّسة ، منذ عشرات السنين ، ولم تبلغ بعدُ (توازنها الاستراتيجيّ) المزعوم !.. وبعدد المهازل والأكاذيب ، التي سمعناها حتى الآن ، عن (السلام الأميركيّ اليهوديّ) ، الذي تنفّذه مجنـزرات الصهاينة الأميركية الصنع !.. وقُطعان اليهود القادمة إلى أرضنا المقدّسة من كلّ فجٍّ عميق ، تحمل إلينا التخلّف والدنس ، وكلَّ ما يمتّ إلى القذارة الصهيونية بِصِلَة !..

هذا ما يجود به القلم ، الذي تحرّك بفعلك منتفضاً ، كما انتفضتَ .. ولكن شتّان ما بين انتفاضتنا وانتفاضتك ، ما بين انتفاضة القلم أو الكلمة .. وجهاد الدم والنفس والرّوح ، الذي تمارسه !..

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ )   (الصف:10 - 13)

(2)

الشرارة .. فالحريق !..

لم يكن اليهوديّ المجرم ( شارون ) يعلم ، حجم الحريق الذي سيسبّبه تدنيسه الوقح ، لمركز الطهارة المقدّس في الأرض .. فدخل المسجد الأقصى محميّاً بدرعٍ بشريٍ من آلاف اليهود ، الذين جنّدهم ( باراك ) ، الذي لا يقلّ صفاقةً وقذارةً عن صِنْوِهِ ( شارون ) .. فكانت الشرارة ، فالحريق .. الذي لن تستطيع كلّ إطفائيات العالم أن تسيطر عليه ، مع ملاحظة أنّ وقود هذا الحريق الهائل المبارك ، لن يكون ( شارون ) وحده، ولا ( باراك ) وحده ، بل سيكون الوقود أعداداً كبيرةً من ( الشارونات ) و( الباراكات ) !..

أما إذا اقترن الحريق بزلزال ، أو تفجّر ( ببركاته ) بركان ، مركزه في فلسطين ، وأطرافه تمتدّ على دائرةٍ قطرها من ( طنجة ) إلى ( جاكرتا ) .. فإنّ ذلك يعني أنّ كيان ( شارون ) المصطنع ، سيصبح أثراً بعد عَيْن !.. وويلٌ عندئذٍ ، لخمسة ملايين ( شارونٍ ) مغتصِبٍ وضيع !.. لكن .. أين سيُقبَرون ؟!.. هل في باطن أرض فلسطين سيُقبَرون ؟!.. أتقبلهم أرض الأنبياء ؟!.. أم في البحر سيُغرَقون ؟!.. أم إلى رمادٍ      سيتحوّلون ؟!..

(3)

خطيئة الأحمق .. بألف !..

لو علم ( شارون ) حجم ( الخطيئة ) التي اقترفها ، بحقّ ( كيانه ) و( قُطعانه ) من اليهود ، قبل    ما اقترفه بحقّ قدس الأقداس .. لحاكَمَ نفسَه ، ثم لأصدر حكم الإعدام عليها !.. لكنّه مجرم أعمى ، وسفّاح محترف .. ولعلّ التاريخ سيسجّل باسمه مجزرةً أخرى ، في سجلّ مجازره الإجرامية .. لكنّ ضحاياها سيكونون هذه المرّة ، ( قُطعانه ) اليهودية !.. وساحاتها ستكون بعض أجزاء الأرض المغتصَبة .. وهنا تكمن حماقة اليهود على مرّ التاريخ !.. ففي اللحظة التي تركبهم فيها غطرسة القوّة ، والعنجهيّة الفارغة ، ويظنّون أنهم ملكوا كلّ الأمر ، وسيطروا على كلّ شيءٍ حولهم .. يأتيهم قَدَر الله وأمره !..فيذلّهم على أيدي المجاهدين المخلصين المؤمنين ، وتدوسهم الأقدام ، ويسقطون رهينة حقدهم وجبروتهم ، فيذِلّون ويزولون ، ويصبحون هباءً منثوراً!..

(4)

حِرصاً على سلامة البيئة !..

الانتفاضة العارمة المباركة ، كانت ستقع لا محالة ، لكن ليس بشرارة ( شارون ) الأحمق !.. إذ أنّ حاسّة ( اللصوصية ) عند اللصوص ، تكون عادةً متحفّزةً ، في مثل هذه الأحوال !.. ممّا جعل اليهود يتحسّسون خطورة الأوضاع المتردّية عليهم ، فقاسوا درجة الغليان بمقياسٍ أميركيٍ صليبيّ ، فحملهم الرعب ، الذي دبّ في أوصالهم وأوصال حلفائهم ، على ارتكاب حماقتهم !.. فكانت شرارة ( شارون ) من الذي لابدّ منه !.. لعلّهم يُجهِضون البركان القادم ، والانتفاضة الماحقة الآتية ، في أرض الإسراء والمعراج .. فإذا انتفاضات وانتفاضات تتهيأ كي تشتعل بفعلِ فِعْلَتِهم ، في كلّ بلاد العرب والإسلام !.. التي ظنوا أنها نامت ، منذ زمنٍ سحيق !.. على ( هَدْهَدة ) الأميركيين والأوروبيين !.. وإذا المارد العربيّ المسلم ، الذي خدّروه بأفيون معاهدات الصداقة والتحالف ، وأسكروه بخمر سلامهم العاهر .. يستيقظ نافضاً عن جسده كلّ مِداد المعاهدات الغادرة الكاذبة ، وكلَّ أوراق أكذوبة ( السلام ) الخادع !.. فهل ستنفجر البراكين تتوالى ، ولا تخمد -بإذن الله– إلا بعد قذف اليهود ، وحلفائهم ، ومَن والاهم ، أو أيّدهم أو شدّ أزرهم أو هادنهم .. في (مزابل) التاريخ ، والجغرافية ، والتربية الوطنية الإسلامية ؟!.. حرصاً على سلامة (البيئة) ونظافتها ، في البرّ والبحر والجوّ !.. فحرصُنا على سلامة بيئتنا ، أشدّ بكثيرٍ ، من حرص هراطقة أميركة والغرب المنافق عليها!..

يتبع إن شاء الله