الصهيونية تستغل مزاعم الاضطهاد النازي
الصهيونية تستغل مزاعم الاضطهاد النازي
عبد الله بن خليل شبيب
يقال إنّ ألمانيا النازية اضطهدت اليهود، ولكن ذلك الاضطهاد لم يكن مقصوداً به اليهود وحدهم، ولكنه حصل لبعضهم عَرَضاً، لأنّه كان موجهاً إلى الأجناس غير الألمانية عموماً وغير الآرِية خصوصاً، فقد أصاب أجناساً أخرى كثيرة مثل السّلاف والغجر وغيرهم.
وكان ذلك الاضطهاد قد أصاب بعض الجواسيس اليهود والخونة الذين يحملون الجنسية الألمانية ويعملون لصالح أعدائها (الحلفاء) ضد وطنهم (المفترض) ألمانيا وضد هتلر ونظامه.
التواطؤ الصيوني النازي:
وقد أوحى هذا الاضطهاد إلى دهاقنة اليهود بفكرة شيطانية تتوافق مع طبائع اليهود المبنية على التآمر والكذب والخداع والابتزاز، فأنشأوا مكتباً خاصاً للصهيونية في المنزل رقم (10) بشارع (مين كستراس)maine chestrasse بـ (برلين) وكان يشرف على إدارته اثنان من الشخصيات اليهودية المعتبرة عندهم ومن زعمائهم البارزين في القارة الأوروبية والنشيطين للقضية اليهودية والصهيونية أحدهما اسمه "بينو"والآخر "بار جلعاد".
وقد أثنى عليهما كثيراً وثمّن خدماتهما لليهودية وهو "كمشي" في كتابه "الطرق الخفيّة".
ومما يجدر ذكره أنّ المكتب الصهيوني المذكور قد تأسس وافتُتح بالاتفاق مع سلطات "الجستابو" الألمانية النازية... وكانت مهمته تنسيق اضطهاد اليهود في ألمانيا مع "الجستابو" حيث كانوا يحددون اليهود الذين يجب أن يسلط عليهم بعض الأذى، وخصوصاً أولئك المستقرين في ألمانيا والمنتعشين اقتصادياً ممن لايهمهم الهجرة إلى فلسطين ولا غيرها، ولا يفكرون بوطن بديل؛ فيسلط عليهم "الجستابو الألماني" بعض الأذى بالتنسيق مع المكتب الصهيوني ليحسّوا (بعدم الأمان) ويُوافقوا على الهجرة إلى فلسطين وتأييد فكرة الوطن القومي والدولة الصهيونية.
إستغلال صهيوني مبرمج:
وكعادة اليهود؛ فقد بالغوا في هذا الاضطهاد، وزعموا أنّه تمّ القضاء على نحو ستة ملايين يهودي في ألمانيا بأفران الغاز وغير ذلك من الأساليب البشعة التي اخترع أكثرها الخيال الصهيوني الذي يعيش نفسية الاضطهاد والشتات والمسكنة والحقد، وقد كشف كثير من المؤرخين المُحدَثين بالبراهين زيف تلك الادّعاءات اليهودية وكذبها ومبالغتها، ومنهم خمسة من المؤرخين الأمريكان كانوا سيعقدون لذلك مؤتمراً صحفياً منذ سنوات يكشفون فيه هذه الحقيقة، فَمُنعوا من ذلك بوسائل الصهيونية وقواها الخفية.
اللاساميّة:
وهذا الاضطهاد المزعوم والمبالغ فيه وظّفته الصهيونية ـ كعادتها ـ لأغراض متعددة: فقد ابتكرت تهمة "اللاسامية" يعني: عداء الجنس السامي المنسوب لسام بن نوح، ومنهم اليهود ـ والعرب كذلك ـ وغيرهم، ولكنهم قصروه ـ عملياً ـ على( اليهود).
وقد تاجر اليهود بهذه "التهمة" على نطاق واسع، وسلطوها كسيف مُصْلَت على رأس كل من يحاول انتقادهم أو فضح بعض ألاعيبهم الدنيئة، وخصوصاً في أوروبا وأمريكا... وحقق اليهود بذلك أغراضاً كثيرة، ومرروا كثيراً من تدابيرهم ومؤامراتهم وتغلغلهم في المجتمعات الأوروبية والأمريكية، وأسكتوا كل صوت ينتقدهم...
وعلى سبيل المثال: فقد نشرت الصحف مؤخراً خبراً بإقالة أحد أعضاء المجالس البلدية في إحدى البلدات الألمانية، لأنّه تجرأ وسأل زميلاً له ـ يهودياً ـ من أعضاء المجلس كان يحاول استغلال المجلس لصالح دولة اليهود، فسأله الألماني إن كان ولاؤه لألمانيا التي منحته الجنسية والوطن أم للدولة اليهودية في فلسطين لأنّه يهودي؟ فأثار المجلس عليه، واتهمه بـ (اللاسامية) حتى تمّ طرده من عضوية المجلس البلدي.
الإسفين الصهيوني...ووعد الله:
وقد بالغ اليهود كثيراً في قضية الاضطهاد النّازي.. حتى تجلّت فيهم كلمة الله ووعيده:
)وإذ تأذّن ربّك ليبعثنّ عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب(
وقوله سبحانه
)وضُرِبت عليهم الذلّة والمسكنة(
فقد ضخّموا دعاية الاضطهاد، ووظّفوها بالمسكنة، ليجتلبوا تأييد العالم الغربي وتعاطفه معهم في إقامة وطن لهم على أشلاء شعب فلسطين المسلم وأرضه...
والحق أنّ الصليبيين قد ضربوا بذلك أكثر من عصفور، وحقّقوا أكثر من هدف ـ أو هكذا ظنّوا وخططوا ـ حيث أرادوا أن يتخلّصوا من اليهود عندهم، وهم يعتبرونهم كالنفايات ـ مهما أبدوا العكس ـ كما أرادوا أن يدقّوا إسفيناً قاتلاً في قلب العالم الإسلامي ليشطره إلى نصفين... ويحافظ على تخلّفه وتمزقّه.
إبتزاز اليهود لألمانيا:
وقد استغلّ اليهود ودولتهم قضية الاضطهاد النازي استغلالاً كثيراً؛ففرضوا على الألمان دفع مبالغ هائلة كتعويضات لمن أسموهم ضحايا النّازية، جزاءً لما فعله بهم الزعيم النازي السابق "هتلر" الذي يبدو أنه أدرك فعلاً خطر اليهود...واطلع على شواهد تدل على حقارتهم وخيانتهم وغدرهم؛ فقد تعوّدوا عض اليد التي تمتد إليهم بالإحسان...
ومن شواهد ذلك ما فعلوه بمسلمي فلسطين حيث يقتلون شعبها، ويطردون أبناءها من ديارهم، وينَكّلون بهم دون سابق إساءة في حقّهم...
بل لقد أثبت التاريخ أن اليهود اضطهدوا في جميع أنحاء العالم فلم يبق بلد في أوروبا إلاّ وفعل بهم الأفاعيل إلاّ العالم الإسلامي... ومن ذلك بريطانيا التي ساهمت في إقامة دولتهم...
فقد طردتهم مرتين... فقد كانوا أساطين الربا يمتصّون بها دماء الشعوب... وكانوا يقتلون بعض الأفراد ليخلطوا دماءهم بالفطير المقدس كما تقتضي بذلك تعاليم دينهم كما حصل في مقتل الأب توما في دمشق سوريا، وبعده مقتل خادمه المسلم إبراهيم عمّار في شهر ذي الحجة 1355هـ شباط فبراير1840م حيث كانت سوريا من ضمن الدولة العثمانية، ولكن اليهود لم يُذبحوا ـ ولم يُؤخذوا بجريرة بعضهم ـ كما يحصل في أوروبا، وحُوكم الجناة فقط واعترفوا وأُدينوا ولم يعدم واحد منهم (!).ومن ذلك حمايتهم في إسبانيا حين فتح المسلمون الأندلس؛ فلما أُخرج المسلمون من الأندلس وذُبحوا... فُعل باليهود هناك ـ كبعض ما فعل بالمسلمين ـ فهل سماحة المسلمين وحسن معاملتهم لليهود تقابَل بكل هذا الحقد وهذا القتل والتنكيل، وباقتطاع أرض إسلامية مقدسة بمعونة جبهة الكفر الدولي؛ لإقامة دولة لليهود؛ لتكون سرطاناً في المنطقة وعنصر فساد ودمار وتخريب؟!
الإجرام الصهيوني ضد مسلمي فلسطين أسوأ من الاضطهاد النازي وأجدر بالعقاب:
وها نحن نرى يومياً كيف يرد اليهود لنا( الجميل ) في فلسطين... قتل الأطفال، وتشريد أهل العلم والدعاة من ديارهم، وهدم البيوت على رؤوس أصحابها، وقلع الأشجار المثمرة والاعتقالات والتعذيب البشع.
هل هذه هي الحضارة التي تحبها أمريكا؟ وأين حقوق الإنسان التي تدّعي حمايتها؟
إنّ الصهيونية وباء خطر على الإنسانية كلها... فلابد من التكاتف الإسلامي الحقيقي للقضاء على هذا الوباء قضاءً مبرماً.
الصهاينة يستحقّون أكثر من أفران الغاز(!)
أما مجرمو الصهيونية وأئمة المكر اليهودي كرابين وشامير وبيريز وأسلافهم وأخلافهم الذين قلبوا الحقائق، وزوروا التاريخ، وارتكبوا كل الجرائم البشعة في حق الشعوب المسالمة، فأقل ما يجب في حقهم "أفران الغاز" التي ابتكرها المكر الصهيوني والافتراء اليهودي.