لو اكتسب بشار الأسد إحدى الشرعيتين
ماذا يكون موقف الشعب السوري منه !؟
ماجد زاهد الشيباني
· لكل حاكم شرعيتان :
1) شرعبة الاختبار : الانتخاب الحرّ النزيه ، عبر صناديق الاقتراع ..
2) شرعبة الاستمرار: المحافظة على الشروط ، التي انتخبه الشعب على أساسها ..
· إذا انتخب الشعب حاكمَه ، بمحض حرّيته واختباره ، في اقتراع حرّ نزيه ، ظناً منه ، أنه سيحقّق له مايطمح إليه ، من عدالة واستقرار، وسياسة رشيدة ، داخلياً وخارجياً ، وتنمية شاملة ، وأمان اقتصادي واجتماعي ، ونحو ذلك .. ثم تبيّن للشعب ، أن حاكمه ليس كما ظنّ ، وخاب أمله فيه ..! نظر الشعب في إمكانية عزله ، دستورياً ! فإن لم يجد سبباً كافياً ، لعزله ، بحكم الدستور.. انتظره حتى يتمّ مدّته ، وسارع إلى انتخاب غيره ! دون أن يلوم الشعب أحداً ، غيرَ نفسِه ؛ لأنه هو الذي اختار، وعليه تحمّل المسؤولية ، عن نتيجة اختياره !
· إذا استولى الحاكم ، بالقوّة ، على الحكم ، في بلاده .. فسار سيرة حميدة ، وأقام العدل والشورى ، وحقّق إنجازات كبيرة ، لشعبه ووطنه ، على المستوى السياسي ، والعلمي ، والاقتصادي ، والعمراني ، والثقافي ، والأمني .. وحمى حدود الوطن ، من الاعتداء الخارجي ..! فقد حقّق ما يريده أيّ شعب من حاكمه ، ويطمح إليه ! وفي هذه الحال ، يكسب الحاكم شعبه ، كله ، إلى جانبه ، حباً واحتراماً وتقديراً ! كما يضمن ولاءه له ، وحمايته لحكمه ، من أيّ اعتداء داخلي أو خارجي ! وينسى الشعب في هذه الحال ، أن حاكمه استولى على الحكم بالقوة ، ويَعدّ حكمه شرعياً ، بما حقّق من إنجازات عظيمة ، لوطنه وشعبه ! وينتخبه ، فيما لو رشّح نفسه لانتخابات الرئاسة .. لمعرفته به ، وبكفاءته ونزاهته وعدله !
· أمّا إذا لم يكن للحاكم ، أيّ من الشرعيتين المذكورتين .. فهو بلاء عظيم ، بل كارثة بشعة ، تحلّ على رأس الشعب والوطن .. يستعيذ بالله ، من شرّها ، كل مبتلى بها ، وكل من يسمع بها من بعيد !
· والسؤال الأول هو : لو حقّق بشار الأسد ، إحدى الشرعيتين ، فكيف يكون موقف الشعب السوري تجاهه !؟ لهذا السؤال جوابان .. حاضر وغائب :
1) أمّا الجواب الحاضر، على هذا السؤال ، فهو : أن شعب سورية ، بأسره ، قبل من بشار الأسد ، مجرّد الوعود بالإصلاح ، في بداية حكمه ، وتناسى أنه استولى على الحكم بالقوّة ، وراثةً عن أبيه ! وأعلنت المعارضات السورية ، وفي مقدّمتها الإسلامية ، أنها مستعدّة للتعاون معه ، على أساس برنامجه الإصلاحي ، الذي أعلنه ! وذلك ، قبل أن يبدأ ، مجرّد بدء ، بإنجاز أيّ شيء !
2) وأمّا الجواب الغائب ، الذي يعَدّ تحصيل حاصل .. فهو المستنبَط من الجواب الحاضر المذكور ، وممّا ورد ، آنفاً ، عن شرعية العدل والإنجاز!
· والسؤال الثاني هو : هل يحرص الرئيس بشار الأسد ، على أيّ من الشرعيتين المذكورتين ، مادام يرى نفسه غير ملزم باكتساب أيّ منهما !؟
والجواب على هذا السؤال ، ملتبس ! لأنه حاضر غائب ، معاً ! فهو حاضر بالكلام ، غائب بالفعل ، حتّى الآن ! لكن الرجاء لا ينقطع ، برحمةِ مَن بيده مصائر البلاد والعباد ، والذي يجري أقداره على عباده ، كيف يشاء .. بأيديهم ، وبأيدي غيرهم ، وبأسباب أخرى ، لا يعلمها إلاّ هو ! وإن كان بعض العقلاء ، يستطيعون استنباطها .. ممّا هو ماثل حولهم ، من تفاعلات الحياة ، وممّا سلف من سنن الأولين !