حركة المقاومه حماس وحزب الله وازدواجية الرؤى والتعامل عند العرب والمسلمين
حركة المقاومة حماس وحزب الله وازدواجية الرؤى
والتعامل عند العرب والمسلمين
د.عبد االغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
كثرت الآراء حول المقاومه الموجوده على الساحه العربيه,والمثيره للجدل بحيث اصبح واقعا ملموسا ,ازدواجية في المعايير والمقاييس ,وتظهر هذه الازدواجيه في تأييد المقاومه الاسلاميه حماس ورفض تلك المقاومه لحزب الله مع ان الفئتين يحاربان نفس العدو. والسبب ان الاولى سنيه والثانيه شيعيه مع انهما على تنسيق وتعاون بينهما على اعلى درجه.
لعله من الواجب هنا طرح الموضوع بشكله الدقيق لماذا نؤيد حماس ولا نؤيد حزب الله؟
فليس من السهل الاجابة عليه بهذه السهوله ولا بد لنا ان نبين من هي حركة حماس واهدافها وما هية حزب الله واهدافه.
فحركة حماس معروفه لدى الناس ولا يوجد حولها شكوك نشات في ظل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لمقاومة المحتل وتقاتل من اجل عودة حقوق الشعب الفلسطيني.فليس هناك زياده ولا نقصان ولا اي شكوك حول اهدافها الا هذه.
اما حزب الله فيثير جدلا كبيرا من حوله ولكي نصل الى حقائق ملموسه لابد من الخوض في مسيرة هذا الحزب ومبررات وجوده وتشكيله والهدف من وجوده بالاصل.
منذ مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيد أبو لؤلؤة المجوسي لعنه الله,والفرس هم الحربه الباقيه في خاصرة الدوله والخلافه الاسلاميه على مر العصور,إما عن طريق حبك الؤامرات والدسائس وتشكيل الفرق الباطنه وإقامة الويلات التي تمزق الامه ومزقتها الى الحروب الطائفيه والذين هم نار اشعالها كالحاصل في العراق الآن وتعاون العلقمي الفارسي في تدمير بغدادعلى يد المغول.
عندما انتقل موسى الصدر من ايران الى لبنان وحصوله على الجنسيه اللبنانيه ,والصراع القائم في ذلك الحين بين الملالي والشاه في إيران اسس موسى الصدر (حركة امل ),والتي ضمت في ثناياها(الجماعه الاسلاميه او الخمينيه الايرانيه لاحقا) ,ومن اهداف الصدر في ذلك هو تشكيل جيل حربي شيعي عن طريق تحويل المجتمع الشيعي في لبنان(على حد قول فضل الله) ليمهد للثوره,وتحويل لبنان الى دوله شيعيه,وان نخطط للحاضر والمستقبل لتكوين مجتمع الحرب هذا.
الهدف الاول لايجاد امل كان اخراج الفلسطينيين من الجنوب وحماية الشيعه منهم لانهم سنه ,وفي نفس الوقت اخرجت اسرائيل فصائل المقاومه من بيروت بالمذابح الرهيبه وكان لامل دور كبير فيها كالدور الذي لعبه حافظ سابقا في تل الزعتر مثلا.
اعلن حسين الموسوي انشقاقه عن امل نائب رئيسها وقتها وشكل حزب الله وبهذا الانشقاق تم تفريغ امل من العناصر الخمينيه.والذي يمثل الاتجاه الايراني المطلق والموالي للخمينيه والتصور الخميني ويؤكد على هذ القول ماصرح به الناطق باسم حزب الله ابراهيم الامينLنحن لانقول اننا جزؤ من ايران وانما نقول لبنان ايران في لبنان ولبنان في ايران.
في السبعينات من القرن الماضي تشكل المثلث الشيعي الدعوي :
1-الخميني في ايران .2-باقر الصدر في العراق 3-في لبنان(موسى الصدر,مهدي شمس الدين,حسين فضل الله) المهام تجميع الملالي وتوحيد الافكار الثوريه ,لتكوين الدوله الشيعيه الكبرى ايران العراق لبنان.وعطل قيام هذه الدوله بعد استلام الخميني السلطه هو العراق ونشات الحرب لازاحة العائق هذا ,وفشلهم في الحرب مع العراق وجههم الى التعاون مع الغرب لاسقاط العراق ,ليصبح الطريق ممهدا امام هدفهم بالتعاون النظام السوري الداعم لهذا المخطط.من خلال ايجاد الارضيه الحره لنشاط السفير الايراني السابق في دمشق علي اكبر محتشمي بالتعاون مع الحرس الثوري الايراني والعمل على تقوية وتسليح حزب الله في لبنان.
هذا التعاون اكد عليه كمال خرازي وزير الخارجيه الايرانيه السابق بقوله(ان مصير ايران وسوريه ولبنان مرتبط ترابطا عضويا مع بعض).
ولتحقيق الحلم الفارسي في قيام الدوله الشيعيه هذه شُكلت مجمعات حرب سميت بالخلايا النائمه والمرتبطه مباشرة بحزب الله ,واقر بذلك السفير الايراني عادل الاسدي بالنروج,ومن هذه الحركات حركة التحرر التي كان يتزعمها مهدي هاشمي صاحب فضيحة (ايران-كونترا).ومهمة مكتب التحرير هذا يقوم بتجنيد المواطنين المتطرفين والغارقين بعشق الفرس,على حساب الولاء لاوطانهم عبر ارسالهم عن طريق دوله ثالثه لايران ,لتلويث ادمغتهم وزجهم في دورات مخابراتيه وتدريبهم على اعمال الارهاب. ويستطرد الاسدي بعد عودتهم لاوطانهمك يتم تنظيمهم بحيث كل عنصر منهم في خدمة المخابرات الايرانيه في هذه الدول.
وصرح الجنرال على فدوي (لدينا خطط لتعزيز قدرات البسيج تظهر فاعليتها عند اللزوم منوها الى الخليج العربي بذلك.مما حدى بقائد شرطة دبي (ضاحي خلفان) يحذر ايران من استخدامها الخلاايا النائمه وسوف نرد عليها بخلايا نا في ايران,حيث ان عدد السكان من الاصول العربيه في ايران عشرين مليون نسمه.
يقول شريعة مداري 2006(ان حزب الله في لبنان لايقاتل من اجل السجناء ولا من اجل مزارع شبعا وحتى القضايا العربيه الاخرى ,وانما يقاتل من اجل ايران في صراعها مع امريكا).
وتنشط اجهزة الاستخبارات الايرانيه في اوروبا داعية الى ان الايرانيين هم من العرق الآري ويتحمل مسؤولية هذه الدعوه المسؤولان الايرانيان في الخارجيه الايرانيه (النروج) محمد رضائي ومهدي سفاري.
واظهرا ان الدعم الايراني للفصائل العربيه المقصود منه هونشر الثوره الخمينيه في العالم العربي والاسلامي والسيطره عليه.
وما التصريحات المناوئة التي يصدرها الرئيس احمدي نجاد هي تصريحات ليست تعبر عن مضمونها وانما هي لكسب ثقة الشارع اللعربي والاسلامي.
وان ايران تحترم الغرب واليهود ,بعكس العرب الذين يكرهون اليهود منذ زمن بعيد ,وياتي تاكيد هذا الراي من تصريح صهر احمدي نجا د عن العلاقه الحميمه بين الفرس واليهود.
مما سبق واعتمادنا على تلك الحقائق الدامغه نجد انفسنا اننا لن نكون في ازدواجية الراي والمعايير لان حزب الله كيان ايراني معاد للامه العربيه والاسلاميه ,ويمثل موطيء القدم الايرانيه في المنطقه والتي تذكرنا بعصابت اليهود في العشرينات من القرن الماضي .للسيطره على المنطقه وتجقيق الحلم الفارسي في اقامة الدوله الفارسيه والانتقام من العرب والمسلمين.