ملخص البيان الصادر عن مجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين في سورية

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

    المكتب الإعلامي - لندن

ملخص البيان الصادر عن مجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين في سورية

في دورته العادية الثانية

أصدر مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في سورية، بياناً في ختام دورته العادية الثانية، أكّد فيه أنّ الاستبداد ما يزال الصفةَ الملازمة للنظام السوري، رغم التحوّلات الديمقراطية التي شهدها العالم.

واستعرض المجلس الأوضاع الداخلية، والأحداث التي وقعت في بعض المدن السورية، نتيجة الاحتقان الداخليّ، والظلم الواقع على إخوتنا الأكراد، والأساليب القمعية العنيفة التي ما تزال السلطة تواجه بها أيّ تحرّكٍ سياسيّ.

وحيّى المجلس مواقفَ المعارضة الوطنية بكلّ أطيافها، وأكّد أنّ الجماعةَ تمدّ يدها إلى كلّ المواطنين الشرفاء، للعمل على توسيع دائرة العمل الوطني المشترك، لمواجهة الاستبداد والتسلّط، ومكافحة ركام الفساد المستشري على كافة الأصعدة.

وأشار المجلس إلى أنه ينظر بقلقٍ بالغ، إلى الأوضاع السورية المتردّية، في ظلّ ما يحيط بالأمة والوطن من أخطارٍ وتحدّيات، مؤكّداً المنهجَ الوسطيّ المعتدل لجماعة الإخوان المسلمين، وارتفاعَها إلى قمة المسئولية برفضها الاستقواء على الوطن، ودعوتَها إلى المصالحة الوطنية، وتعزيزِ الجبهة الداخلية، لمواجهة هذه الأخطار.. لكنّ السلطة ما تزال تُديرُ ظهرَها لهذا الخطاب الوطنيّ، وتبحثُ عن مخرجٍ لأزمتها، في التخويفِ من البديل الإسلاميّ، والتحريضِ على أبناء الوطن المعارضين، والتعاونِ الأمنيّ مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وحذّر المجلس من العواقب الوخيمة لاستمرار هذه السياسات، داعياً إلى الاستفادة من درس العراق القريب، مؤكّداً أن القوة الحقيقية لأيّ نظام، إنما تكمن في الانفتاح على قوى الشعب، وأنّ سياسات التسلّط والقمع، لا تُنتِجُ إلاّ المزيدَ من الاحتقان والعنف والتشرذم، والخضوع للأجنبيّ والاستسلام.. 

وأشار مجلس الشورى إلى أنّ الإفراجَ عن بعض المعتقلين السياسيين، وإشادة بعض المسئولين بإيجابية مواقف الجماعة، والاعتراف بالظلم الواقع على أبنائها.. وإن كان يُعَدّ مؤشّراً إيجابياً، إلاّ أنه لا بدّ أن يقترنَ بخطواتٍ عملية، لإزالة الظلم، وردّ المظالم.

كما أشار إلى أنّ تسريب أنباءٍ غير صحيحة، عن اتصالاتٍ مزعومةٍ مع قيادة الجماعة، للمشاركة في الحياة السياسية، لا يمكن أن يخفيَ حالةَ الاحتقان السياسي في البلاد، وحقيقةَ الأوضاع الإنسانية المأساوية، نتيجةَ استمرار الاعتقالات التعسفية، في ظلّ قانون الطوارئ والأحكام العرفية، والقوانين والمحاكم الاستثنائية، إذ لا بدّ من المبادرة إلى إطلاق سراح كلّ السجناء السياسيين، والكشف عن مصير المفقودين، ومعالجة مشكلة المهجّرين، وإلغاء القانون رقم (49) لعام 1980 الذي يحكم بالإعدام لمجرّد الانتماء للجماعة، والسير بعد ذلك في طريق الإصلاح العمليّ، وفق برنامجٍ واضحٍ مُعلَن.

وأعلن المجلس إصداره (المشروعَ السياسيّ لسورية المستقبل) الذي يمثّل رؤية جماعة الإخوان المسلمين لسورية، بلداً لكلّ أبنائه، تسودُ فيه كلمةُ الحق والعدل، وتُصانُ فيه حريةُ المواطن وكرامتُه، وتتحقّقُ فيه الوحدةُ الوطنية، بعيداً عن استبداد السلطة، وتغوّلها على الدولة والمجتمع، ويأخذ فيه التيار الإسلاميّ إلى جانب التيارات الوطنية الأخرى، دورَه في بناء الوطن والدفاع عنه والمشاركة في صنع قراراته..

وحيّى المجلس المقاومةَ الفلسطينيةَ، وأعلن تضامنَه مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وخصّ بالتحية الأمهاتِ الفلسطينيات، وأدان الخلط بين المقاومة المشروعة للاحتلال، والإرهاب الذي يستهدف الأبرياء، واستنكر استهداف الأبرياء في الغرب وفي بلاد العرب والمسلمين، خاصةً في أرض الحرمين الشريفين، كما استنكر محاولاتِ تشويه صورة الإسلام، وجرائم القصف والتدمير التي يرتكبها المحتلّ في مدن العراق، وأبدى قلقه من محاولات التدخّل الأجنبيّ في السودان الذي يتعرّض أمنه القوميّ ووحدةُ أراضيه، إلى مؤامرةٍ دولية، تضع وادي النيل بمصره وسودانه، تحت رحمة المشروع الأمريكي الصهيوني.

ورأى المجلس في مشروع الشرق الأوسط الكبير، محاولةً لاستلاب هوية الأمة وخصوصيتها، بدعوى الديمقراطية، مستغلاً حالةَ الظلم والاستبداد والفساد التي تعاني منها شعوبُ الأمة.

ووجّه المجلس التحية، إلى وسائل الإعلام العربية التي كان لها دورٌ هامّ في فضح جرائم الاحتلال والاستبداد، مما عرّض بعضَها إلى الحجب أو الإغلاق أو التضييق.

وأهاب مجلس الشورى في ختام بيانه بأبناء الأمة جميعاً – حكاماً محكومين – لاستشعار مسئولياتهم التاريخية، وتجاوز كلّ الخلافات الداخلية والبينية، والوقوف صفاً واحداً مرصوصاً، في مواجهة الأخطار والتحدّيات.

لندن في 25 من آب 2004                                      المكتب الإعلامي

             لجماعة الإخوان المسلمين في سورية