في مثل هذا اليوم هلك الطاغية

د. جميل قدري

[email protected]

ونحن اليوم نوافق العاشر من حزيران , تمر علينا ذكرى رقصت قلوبنا فرحا لها , ذكرى هلاك الطاغية حافظ أسد

والذي يستحق أن يدخل كتاب جينيس بجدارة لما سجله من أرقام تاريخية  ولم يسجلها  غيره

ففي عهده اصطفت الناس طوابيرا طويلة لشراء الخبز  , وللصراع من أجل كيلو من البندورة , أما الحصول على علبة محارم فهذه بدها واسطة ثقيلة شوي , ولا ننسى بطاريات البرق التي تحتاج لتسجيل دور عليها ...

هل سمعتم عن  بلد يصبح فيه دفتر العائلة مثل دفتر اللحام , فهذا الدفتر الذي يحتوي على أسماء زوجاتك وأولادك تحتاجه للتسجيل على خط هاتفي !! وليس هذا فقط وتحتاجه أيضا لتسجيل دور لتحصل على مغسلة من البورسلان .. و 3 شوالات من الاسمنت .

وفي عهده يجب أن تلغي بعض محاضراتك في الجامعة لتصطف رتلا أحاديا يتلوى في الحارات وبيدك البونات ( قسائم) للحصول على السكر والرز وواحد لتر من الزيت النباتي فقط ( لا يصلح حتى كزيت فرين) وقليلا من الشاي

ويا لسوء حظك إذا قالت لك أمك " جرة الغاز فضت" فلازم تسحب نفس عميق لتغوص بين الناس ولتملأ رئتيك  بروائح الغاز والعرق ولتنظر إلى جرات الغاز وهي تطير في الهواء من الشاحنة لتستقر على الأرض وبعدها تأخذ جرتك مدحرجا لها ولتنضم لسفونية صوت جرات الغاز التي تصم الأذان , وطبعا لابأس من استعراض بعض بهلوناياتك للرقص على الجرة مزهوا كالمهرج وهي تتدحرج , فهذا بعض من حال المنتصرين

وفي عهده أصبحت الجامعات مسخرة , حيث تكون في عز المحاضرة والدكتور يشرح منسجما ليفتح الباب فجاءة ويدخل الرفيق الحزبي معلنا عن إجتماع للرفاق ويسحب مجموعة من الطلاب من المحاضرة وحاجبي الدكتور المحاضر معكوفان من الدهشة , طبعا ولا ننسى أن كلية الطب التي كانت بدها هز كتاف أصبحت سهلة المنال لا تحتاج أكثر من شمسية - بس من الحجم الكبير -  لتقفز بها في الهواء للرفاق , أما الرفيقات أسهل شوي فالقفز في أحضان القائد تفي بالغرض

وفي عهده أصبحت جنسيتك السورية شبهة في أكثر دول العالم , فإما أنك مصنف كمهرب مخدرات دولي , وإما أن يحتاطوا منك خوفا من تفجير هنا أو هناك ,هذا إذا تم إعطاؤك تأشيرة دخول للبلد الذي تريد زيارته

وللأمانة .. أقول وللأمانة حاولت أن أجد عملا طيبا واحدا فقط أسجله للمقبور فلم أجد فأرجو ممن يستحضره مثل هذا العمل أن يرسل لي على بريدي الإلكتروني  حتى أقنع نفسي أن عهده لم يكون حالك السواد

شريط الذاكرة مليء بأرقام القائد الفذ القياسية ولكن  أتوقف هنا ولا حول ولا قوة إلا بالله