البديل عن دُمية الانتخابات
البديل عن دُمية الانتخابات؟
حسن قاطرجي
إذا كانت الانتخابات للمجلس النيابي (دُمية) كما بيَّنتُ في مقالة سابقة وأنّ منطق الاحترام لذواتنا وعقولنا وكرامتنا أنْ لا نلهُوَ بها... بل هو المنطق الذي تستلزمه طاعةُ الله عز وجل واليقينُ بكلامه والتسليمُ لأحكامه كونَنا مسلمين نعتزّ بعبوديتنا لله ونستسلم لأحكامه )وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى اللهُ ورسولهُ أمراً أن يكون لهم الخِيَرَةُ مِنْ أمرهم( والله تعالى قضى أنّ هذه (الدُمية) طاغوت، وأمرنا أن نكفُرَ به )ومن يكفُرْ بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسَكَ بالعُروة الوثقى( وأن لا نتحاكم إليه )يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أُمروا أن يكْفُروا به( وأن نجتنِبَه )واجتنبوا الطاغوت(... إذن إذا كان الأمر كذلك فدائماً يسأل الناس: ما البديل؟ البديل هو منهج النبوة المتمثل بما يلي:
1. الاهتمام بالتوعية بحقيقة الإسلام وتبليغ الدعوة في أوساط المسلمين ثم أوساط غير المسلمين، لأن الإسلام رحمة أنزلها الله لكل الناس ليُنقذهم بها من الظلمات إلى النور وليس ديناً لطائفة فحسب.
2. التربية ـ بمعناها الشامل ـ والارتقاء بالإنسان بالتزكية: هما الأداة الوحيدة لنجاح التغيير.
3. تعميق الوعي بالواقع وفهم السياسة وربط ذلك بمطلوبات القرآن: جزء هامّ من التربية.
4. إدارة الصـراع ـ الفكري والدعوي والثقافي والسيـاسي ـ مع الجـاهلية بحِكْمة وقوة مع الصبر والتدرُّج والثبات: مهمة ضخمة.
5. لبنان: جزء من بلاد الشام المباركة وليس صيغة نهائية للمسلمين على أرضه، فهذه أكذوبة يجب رفضُها وبيان تناقُضها مع كون المسلمين أمة واحدة.
6. الوضع الطارئ الحالي للبنان ولسائر بلاد المسلمين على الصعيد السياسي وعلى صعيد (التجزئة) التي أنتجَتْها اتفاقية سايكس ـ بيكو ليس هو نهاية التاريخ الإسلامي وإنما هو الحصاد الذي جناه المسلمون مما كسبتْ أيديهم، وبالتالي هو قابل للتغيير إذا سلك الدعاة طريقَه.
7. وعيُ سنن التاريخ والاجتماع والثقة بالوعود الربانية والنبوية التي تتعلق بمستقبل الإسلام وبشروط النصر مع الأخذ بالأسباب بجِدّ وصدق: مداخل الطريق الرحب للتغيير.
فهل مع كل هذا الجُهد الضخم المطلوب يصح أن يَتوهّم (ساذَج) بأنّ المجانبة للطاغوت المأمور بها المسلمون في (القرآن) تهمِّش طاقاتِهم وتعزلُهم عن المجتمع؟!! أم أنها تضعهم أمام المسؤولية وجهاً لوجه دون تكاذب أو تكاسل؟!
وصدق الله )وأن هذا صراطي مستقيماً فاتَّبعوه ولا تتبعوا السُّبل(