الأقلية عندما تفرض موقفها على الأكثرية

الأقلية عندما تفرض موقفها على الأكثرية

طريف السيد

منذ فترة بدأت تطالعنا بعض وسائل الاعلام وخاصة بعض المواقع على الأنترنت  بمقالات لبعض الشخصيات من جماعة الاخوان المسلمين في سورية وبسبب كثرة وزخم مقالاتهم بدأنا نشعر أنهم الكتاب المعتمدين لدى الجماعة ومنهم من يكتب بأسمه الصريح ومنهم بأسم مستعار وهذا لاغبار عليه لان لكل أنسان ظروفه ,كما أننا لايمكن أن نعترض على أن يكون للجماعة كتابها وفي نفس الوقت لانعترض على كل مايكتبون لان هناك كتابات واجبنا أن نشكرهم عليها لانهم يعبرون من خلالها عن هموم الشعب السوري الذي يرزخ تحت الظلم ولأستبداد والقهر.

لكن الذي نعترض عليه وبشدة ولايمكن قبوله هو بعض هذه الكتابات التي نشعر من خلالها أنهم يريدون من خلالها ايصال رسالة للنظام السوري أن مايكتبونه هو المو قف العام للجماعة أي موقف كل من ينتمي للجماعة وكل من يقف معها مو قف المؤيد والمناصر وهنا لابد أن يكون لنا مو قف واضح من هذه الكتابات حتى لايعتقد القارئ انه فعلا هذا هو المو قف لكل من ذكرنا سابقا.
وآخر هذه الكتابات مقال تحت عنوان -عودة الاخوان المسلمين الى سورية الاستحقاق والعقبات - والذي نشر على موقع مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجيةبتاريخ - 9 - 8 - 2004 - للكاتب  الطاهر ابراهيم ومقال آخر نشر في موقع أخبار الشرق منذ ايام للكاتب   عبيدة نحاس ,حيث وردت في المقالين أمور لابد من التنبيه لها والو قوف عندها حتى لايعتقد القارئ أن القواعد الاخوانية بهذه البساطة وتلك السذاجة وأن المشكلة مع النظام السوري هي أمور معينة مجرد حلها فتكون الامور قد حلت بين الشعب وبين هذا النظام.
منذ بداية الصراع مع هذا النظام كانت هناك مواقف للجماعة لايستطيع أحد انكارها وأدبيات الجماعة ومواقفها مو جودة ومسجلة وكانت تصدر عن مؤسسات الجماعة حتى لايقال أن أصحابها لايمثلون الجماعة رسميا ومن أراد فيمكن أن نذكر له تلك المصادر لكن المقام لايسمح بذلك.
لقد انخفض مستوى المطالب والمواقف حتى اصبحت قانون طوارئ والافراج عن المعتقلين وعودة المنفيين وماله علاقة بهذه الامور مما يوحي أن مشكلة الشعب السوري مع هذا النظام فقط تلك الامور ,أما شرعية النظام وتزوير الدستور وطائفية النظام وموقفه من الاسلام فهذه أمور لم نعد نسمع بها في عهد القيادة الحالية للجماعة.
ثم من قال لكم أن القواعد الاخوانية ترضى بهذا المستوى من الهبوط في المطالب هل هناك من استبيان وسبر للاراء لنرى هل فعلا هذا هو المو قف العام وكوني من هذه القواعد وأكثر احتكاكا بها أجد أن المواقف المعلنة لاتعبر عن المو قف الحقيقي للقواعد الاخوانية ,وعلى هؤلاء الكتاب أن يعلنوها أن كتاباتهم هي موقفهم الشخصي وليس مو قف القواعد الاخوانية .
نعم نحن القواعد نرفض أن يتكلم أحد باسمنا في مثل هذه الامور الا بعد حوار مطول تشارك فيه كل المستويات التنظيمية للوصول الى رؤية مشتركة بين الجميع حول المو قف العام من هذا النظام أما أن يتم حرمان القواعد من أي مشاركة ثم يأتينا من يريد اختزالنا باسم الجماعة فهذا مرفوض وخاصة أن الجماعة تدعوا للحوار مع الجميع في حين تفتقده داخل الجماعة وان وجد فهو على مستوى معين أما مادون هذا المستوى فهم مغيبون ولايسمع منهم ولا يؤخذ رايهم في حين أن هناك شخصيات لايستهان بها يتم تجاهلها وكأنه غير موجودة.
نعم نحن القواعد الاخوانية ليست مشكلتنا مع النظام هذه الامور التي يتم التركيز عليها فقط بل اننا نطالب الجماعة أن تحدد موقفها من النظام السوري وبشكل واضح لايقبل التاويل .
1- نريد أن نعرف ماهو مو قف النظام من الاسلام كتتشريع شامل
2- ماهو موقف الجماعة من شرعية النظام هل هو نظام شرعي منتخب بطريقة حرة ونزيهة
3- ثم نريد ان نعرف بكل صراحة مو قف النظام من الطائفية المقيتة التي زرعها في سورية عندما رسخها في حكم سورية وحتى لايفهم الكلام بطريقة مغلوطة هناك فرق بين ان تو صف الامور على ما هي عليه وبين تعاملك معه فنحن لاننكر وجود الطوائف والقوميات في سورية ومن حقها المشاركة في كل شؤون الحياة فهم جميعا مواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات ولكن الذي نركز عليه أن للاسلام حكم شرعي لايمكن لاحد أن ينكره مهما كان مو قعه التنظيمي او الشرعي وبالتالي لانقبل من أحد ان يجامل في هذا الامر ثم ينسب ذلك الى الاسلام أو الجماعة, ونقولها بكل صراحة لقد تأذى الشعب من القضية الطائفية وتم استغلالها بابشع صورة حتى اصبحت أغلب المناصب والمراكز حكرا على طائفة معينة ويكفي لو استعرضنا مجلس الو صاية العسكري ورؤساء أجهزة الامن والمخابرات وبعض المراكز المفصلية في الدولة للتدليل على مانقول وانني على استعداد لكي أعرض قائمة بالاسماء ومسؤولية كل منها منذ 1963 وحتى يومنا هذا ليعرف الجميع حجم الطائفية التي تم ترسيخها في سورية على يد البعث الطائفي .
4- هل تعتقد  الجماعة أن هذا النظام قابل للاصلاح وهل  فاقد الش ئ يعطيه والا لماذا هذه المماطلة والمراوغة طيلة السنوات الاربع الماضية التي يتبعها النظام مع الجماعة بشكل خاص ومع المعارضة والشعب بشكل عام.
هذه نقاط مفصلية لايمكن تجاهلها ولا نقبل من الجماعة أن تمر عليها دونما أن تبين لقواعدها الموقف بشكل واضح وجلي وبدون اي مواربة وخاصة في قضية الاسلام لان حق الله وشرعه اولى بالاهتمام من أي أمر آخر وهذا هو الذي أخرجنا من بلادنا وجعلنا نتحمل الغربة والهجرة القسرية فبعد كل هذه الهجرة الطويلة تنخفض مطالبنا تحت مبررات لم تقنعنا القيادة بها الى اليوم .
أما ماقاله الاستاذ عبيدة نحاس عن ماسماه مصالحة بين البعث والاسلاميين وهذا مختصر عن مقالته العصماء على مو قع أخبار الشرق حيث أورد بعض العبارات التي قالها البعثيون عن الاسلام فكذلك نقول له ,متى كانت هناك مصالحة بين الاسلاميين والبعث الطائفي ولو كانت تلك المصالحة مو جودة فلماذا أنت مهجر من بلدك منذ أكثر من عشرين سنة وهناك الوف مهجرين فقط لانهم قالوا ربنا الله .
ثم اذا كانت هناك مصالحة فلماذا يتم بين الحين والاخر اعتقال أشخاص لهم علاقة مع التيار الاسلامي بغض النظر عن الانتماء لاي مدرسة أو جماعة,واذا كانت هناك مصالحة فلماذا لايسمح للدعاة والعلماء المستقلين عن السلطان أن يقولوا كلمة الحق ويدعوا الى الاسلام الحقيقي وليس أسلام النظام الذي يبشر به علماء السلطان وأبواقه الذين يحرفون الكلم عن مواضعه مقابل نيل رضى الحاكم والارتقاء الى مستوى الزيف في التطبيل والتزمير للظلم والارهاب الذي يمارسه النظام فيكون دورهم هو تجميل الو جه القبيح لهذا النظام.
وهل تريد يا أستاذ عبيدة أن نسرد لك مواقف هذا النظام البعثي من الاسلام
- في سنة 1964 قاد الاخوان مظاهرات سلمية احتجاجا على نهج البعث فوقف حافظ الاسد وقال بالحرف الواحد سنصفي خصومنا جسديا
- وفي سنة 1964 قاد البعث حملته العسكرية المشهورة وهدم مسجد السلطان وعندها قال الشيخ محمد الحامد رحمه الله ان النظام يعتزم هدم مدينة حماة
- وفي المؤتمر القطري للبعث للسنوات 1965 و 1980 اقترح حافظ الاسد بشن حرب استئصالية لجماعة الاخوان المسلمين
- وفي أحد المؤتمرات الطلابية في دمشق قالحافظ الاسد مقترحا على الطلبة البعثيين ان يقوموا بتصفية الاساتذة الرجعيين لانهم يعرقلون مسيرة الحزب فمن قتل الدكتور ادهم سفاف والكتور نذير زرنجي
-وفي سنة 1967 كتب ابراهيم خلاص في مجلة جيش الشعب بالعدد رقم 794  ان الطريق الو حيد لتشييد حضارة العرب وبناء المجتمع العربي هي خلق الانسان الاشتراكي الجديد الذي يؤمن أن الله والاديان والاقطاع وراس المال والاستعمار وكل القيم التي سادت في المجتمع السابق ليست الا دمى محنطة في متاحف التاريخ
-وفي سنة 1981 قاد البعث حملة لنزع الحجاب للمسلمات في سورية
- وفي سنة 1980 كتبت مجلة الفرسان في العدد رقم 127  اريد من الحكام العرب ان يفهوا من سورية كل شئ وليجعلوا الرفيق الاسد قبلة سياسية لهم يعبدونها بدلا من الركوع امام أوثان الاسلام
- وفي سنة 1979 صدرت المراسيم 1249و1250و1256 والتي بموجبها تم ابعاد وتسريح المعلمين والمدرسين ذوي الاتجاه الاسلامي
- وفي سنة 1980 صدر القانون رقم 49 والذي بموجبه يعدم كل من ينتمي الى جماعة الاخوان المسلمين
- واليوم عنما يقف بشار الاسد ويعلن على القنوات الفضائية بانه استمرار لنهج ابيه ويعتبر تجربة ابيه هي التجربة الرائدة , فماذا نقول بعد هذا الكلام .
وهل تعتبر زيارة بعض الشخصيات الاسلامية الاخوانية من غير السوريين الى سورية هي هذه المصالحة ونحن نعرف أن انظمة أخرى فعلت ذلك وفي نفس الو قت كانت تحارب الاسلام ولا نريد هنا ان نسرد ذلك فهي معروفة للقاصي والداني .
لذلك نرجوا من كل من يريد أن يكتب أن لايدعي من خلال كتاباته أنه يتكلم باسم الاخوان فكفانا تغييب للقواعد الاخوانية وأهل مكة أدرى بشعابها ونعرف البير وغطا .
كما أنني لا أدعي أن كل كاكتبته هو مقبول من القواعد الاخوانية لان هناك من يقبل بطروحاتكم بل يقبل باقل منها ولكن ازعم أن اغلب القواعد الاخوانية ترفض بعض مو قفكم وبعض طروحاتكم التي ماعادت تلبي طموحات الاخوان ولا حتى الحد الادنى منها .
كما أننا لايمكن أن نحرمكم من التعبير عن وجهة نظركم فهذا حق لكم ولكن لا تتكلموا باسم الاخوان ولاتجعلوا طريقة كلامكم وكانها مو قف الاخوان .
وعليكم أن تفسحوا المجال ليعبر الاخرين عن وجهة نظرهم ليقف القارئ على حقيقة المو قف الاخواني أما أن تكون هذه المواقع حكرا على مجموعة معينة فهذا كيل بمكيالين وخاصة انكم تدعون للحوار والمشاركة فعليكم أن تسمحوا لو جهة النظر الاخرى التي تخالفكم أن كنتم فعلا تؤمنون بالحوار حلا .