صراع الحكم السوري مع شعبه
صراع عداوة أم صراع خصومة كصراعه مع عون!؟
عبد الله القحطاني
· صراع الحكم السوري ، مع الجنرال اللبناني ، ميشيل عون ، كان ، في نظر رجال الحكم السوري ، وأجهزته الإعلامية : ( صراع خصوم ، لا صراع أعداء ، وأن الخصوم قد يكونون أصدقاء ، ويتخاصمون على مسائل معيّنة ، دون أن يؤدّي الخصام ، بينهم ، إلى عداوة !) وأن عون ، الذي استمرّت خصومة النظام السوري ، معه ، خمسة عشرعاماً، وصل الصراع فيها إلى كسر العظم ، والاتّهام بكل نوع من أنواع التهم ، التي تولّدها ظروف الخصومة والشحناء .. أن عون ، هذا ، هو ( خصم شريف في خصومته ، حين كان خصماً ، وهو شريف في صداقته ، حين أصبح صديقاً للنظام الحاكم في دمشق ) ! هذا ما اكتششفه النظام الحاكم في سورية ـ حكّاماً وإعلاماً ـ في أثناء زيارة عون (التاريخية !) الأخيرة لها !
· هل سيكتشف رجال الحكم في سورية ـ انطلاقاً من المبدأ ذاته ـ في وقت قريب ، أيضاً ، أن صراعهم مع الكيان الصهيوني ، هو صراع خصومة ، لا صراع عداوة ، وأن الكيان الصهيوني ، هو خصم شريف في خصومته .. وهو ، حين يتحوّل إلى صديق ، سيكون صديقاً شريفاً في صداقته ، أيضاً !؟
· هل سيكتشف رجال النظام السوري ، في وقت قريب ، أو بعيد .. أن صراعهم مع شعبهم ، بسائر فئاته ومكوناته .. هو صراع خصومة ، لا صراع عداوة ، وأن الخصوم يمكن أن يكونوا أصدقاء ، مختلفين حول مسائل معيّنة ، يتصارعون حولها، دون أن يؤدّي هذا الصراع ، بالضرورة ، إلى عداوة ..!؟ نقول : هل سيكتشف رجال النظام السوري ، هذا الأمر، أيضاً !؟ أم أن عداوتهم مع شعبهم ، هي ، من وجهة نظرهم ، عداوة حقيقية ، ضارية شرسة ، لا هوادة فيها ، ولا صلح ، ولا مهادنة .. ولا بدّ فيها ، من كسر العظم ، لأنها ، في تصوّرهم ، الذي يحاولون فرضه على شريحة من أبناء الشعب السوري .. عداوة ( جدود !) ، لاعداوة ( مصالح أوحدود !) ؟
وإذا لم يكتشف بعض المخمورين بخمر السلطة ، هذا ، الآن .. فهل يُتوقّع أن يكتشفه بعض العقلاء ، السائرين في ركابهم !؟ أم أنهم ، كلهم ، في الانتشاء بخمر السلطة ، سواء .. مهما كان الفرق كبيراً ، بين أنواع الخمرة ، التي يرتشفها كل منهم !؟