حركة جند الله البلوشية في إيران

بين التعتيم الإعلامي والحق المسلوب

مصطفي زهران

جاء الأعلان عن مسئوليه جماعه جند الله الاسلاميه البلوشيه عن الهجوم الذي يوصف بالانتحاري علي حسينيه علي بن ابي طالب في منطقه زاهدان جنوب شرق ايران يوم ال21من مايو 2009م والذي اسفر عن مقتل 25شخصاوذلك في بيان رصدته مؤسسه سايت المتخصصه في المواقع الاسلاميه ليضع الحكومه الحاليه بقياده الرئيس احمدي نجادي في وضع حرج يعكس الصوره الحقيقيه لما تعانيه الاقليات في ايران وخاصه السنيه منها من تضييق وقمع ادي بهم الي فعل ماتحذر منه الحكومه الايرانيه وخاصه بعد خطاب احمدي نجاد الاخير ابان جولاته الانتخابيه عن ضروره وئد الفتنه المذهبيه في ايران بين الشيعه والسنه,ويجعل من اولي اولويات الحكومه القادمه تهدئه التوتر والأجواء بين الشيعه والسنه خاصه في المناطق التي تشهدتوتر بين الفينه والاخري.

حري بنا ان نتوغل في داخل هذه الاسوار الشائكه لنتعرف بقرب عن هذه الجماعه وعلاقتها المتوتره بينها وبين الحكومات الايرانيه المتعاقبه ومحاولاتها الدؤوبه نحو الحصول علي حرياتها ولو بالنذر اليسيرز

الإرهاصات الأولي للحركة:

يحفل تاريخ الشعب البلوشي بالكثير من المفردات التي تحمل رجال الثورة الايرانية  مسئوليه تهميشها ومعاناتها في حق تقرير مصيرها, ويصفون الحكومات الايرانيه المتعاقبه في تعاملهم معهم  بتكتيم الافواه منذ انطلاق الشرارة الاولي للثورة في 1997م .

 تصدر العلماء والمشايخ من البلوش حركة المطالبة بحقوق هذا الشعب, فمنذ قرابة خمسة وعشرون عاما,ولم يكن في اقليم بلوشستان حركة سياسية قادرة علي قيادة الشعب البلوشي وبث روح النضال بين جنباته وبث الهمم في نفوس الشباب حتي يهبوا لنصرة عقيدتهم وعرقهم الذي تعرض لهجمات يصفونها دوما بالشرسة من قبل رجال الحرس الثوري الايراني لطمس هويتهم ومحو عقيدتهم السنية التي عرفوها وعرفتهم منذ دخول الاسلام في هذه المناطق البعيدة والنائية منذ مئات السنين.

كان من الضروري ان تتمخض من رحم هذه المعاناه التي عاشتها البلوش وان تخرج حركة مناضلة بسواعد فتية تحت قيادات العلماء البلوش المخلصين من وجهة نظرهم, والشيوخ المؤمنين محاولة منهم لرأب الصدع الذي أحدثته الثورة الاسلامية والتي قضت فيها علي الأخضر واليابس ولم تبقي عرفا ولا شرعا غير الإنتماء لولاية الفقية علما وعملآ.

واشتدت سواعد حركة "جند الله "لتعبر عن ذاتها وسط الركام واستطاعت خلال فترة قصيرة ان تتحول الي حركة مقاومة شعبية كبيرة كان لها اكبر الاثر في ارتدادا رجال الحرس الثوري الايرني للوراء وان تقذف في قلوبهم الهلع للميلاد الجديد لهذاه الحركة التي مالبثت وان قامت بخطف والتنكيل بزعامات وقامات كبري داخل الحرس الثوري فعمليات الاسر والقتل والكر والفر بأيدويلوجية حرب العصابات التي انتهجتها الحركة علي غرار الحركات الراديكالية في العالمين العربي والاسلامي وتحصنها في الجبال جعل من الصعوبة بمكان ملاحقتها والنيل منها والقضاء عليها حتي اصبحت تؤرق احلام ومخادع رجال الحرس الثور ي الايراني وتهدد و تزلزل حكمهم وملكهم .

لم تجد الحكومة الايرانية رجالاتها في نهاية المطاف الا المحاولات الجاده نحو ابرام الصفقات وعقد الجلسات لوقف نزيف الدم ومحاولة فك قيود الاسري من رجال الحرس الثوري الايراني التي اعتقلتهم الحركة ولكنها ماتلبث الا ان تفشل في نهاية المطاف ويلجا الجانب الايراني الي التنكيل بالعلماء والمشايخ والشباب الحدث الذين تتتراوح اعمارهم بين الثالث عشر والثامن عشر حتي تقطع شئفتهم وترضخهم لمطالبها الان الحركة لا تعبئ بكل هذه الحيل الايرانية وتيتمر في جهادها ونضالها العميق محاولة منها نيل حقوقها المسلوبة علي مر السنين منذ قيام الثورة وبعدها.

حركة جند الله الإسلامية الوطنية:

تنتمي حركة جند الله الي حركة الفرقان بقيادة عبد المللك ريقي وهي حركة سنية تسعي منذ سنوات الي رفع الاضطهاد الطائفي والقومي الواقع علي الشعب البلوشي السني من قبل الاحتلال الايراني الفارسي من وجهه نظرهم .

وأصبحت حركة جند الله تدريجيا من خلال الدعم المادي حتي وان كان زهيدا و الدعم المعنوي الذي يقدمه الشعب البلوشي لها بكل طوائفه من اقوي الحركات البلوشية المسلحة .

اهداف الحركة:

تعمل هذه الحركة علي تحقيق حقوق الملايين من البلوش وخاصة اهل السنه في ايران فالشعب البلوشي من اعرق الشعوب الاسلامية في المنطقة وله تاريخ حضاري وثقافي حافل بالكفاح ضد المستعمر الانجليزي وضد الانظمة الديكتاتورية في ايران وباكستان وافغانستان .

فالشعب البلوشي قد تم تهجير الي هذه المناطق الثلاث محاولة من المستعمر ان يذوب وسط هذا الركام من الاقليات والاعراق وااجناس وضاع حقة في اقامة دولة مستقلة يمارس فيها سيادته علي نفسة شانه شان الشعوب الاخري ,تحت راية الإسلام وعقيدة التوحيد كما يدعون.

الا ان وضع البلوش في ايران كان اسواء حالامن غيره لذلك اشتد نشاط حركه جند الله ومن ورائها البلوش امام السياط الموجهة اليهم من السطات الايرانية المتعاقبة عليهم وتعاظمت قوتهم وهو ماتمثل في محاولة اغتيال الرئيس الايراني محمد احمدي نجادي اثناء سفرة للاقليم بالإضافة إلي اختطاف تسعه من جنود ايرانيين علي الحدود المتاخمة لباكستان.

وفي حوار اجراه المكتب الاعلامي لحزب النهضة العربي الاحوازي مع المتحدث الرسمي لحركة جند الله البلوشيةقال :نحن "حركة جند الله"نعتبر ان العمليات العسكرية المناهضة للاحتلال الايراني وسيله ردع كبيرة ومهمة في وجة هؤلاء الذين يقومون باعمال غير انسانية ومخالفة لشرع الله عز وجل وبالتالي نجعلهم يفكرون الف مرة قبل قيامهم بهذه الاعمال التي تجردت من الادمية ضد المسلمين من اهل السنة عامة والبلوش خاصة"

واضاف"ان سياسة الحكومة الايرانية المستمرة نحو الاضطهاد والتهجير والقمع والقتل ضد البلوش الاحرار من اهل السنة سوف نجابهها ولن نقف مكتوفي الايدي ازاء مايحدث وسوف نقف امامها بكل مااوتينا من قوة";

الاتهامات الإيرانية الموجهة ضد جند الله :

تعتبر ايران تنظيم جند الله الذي سبق وان غير اسمه الي حركه المقاومه الوطنية الايرانية تنظيما ارهابيا يقوم بتهريب المخدرات وقتل المدنيين العزل في اقليم سيستان وبلوشستان الايراني الذي تقطنه اغلبية سنية بلوشية في جنوب شرق ايران في حين يتفي هذا التنظيم الذي نفذ عدة عمليات مسلحة في كل من بلوشستان وكرمان هذه التهم ويقول انه يدافع عن الحقوق القومية والمذهبية للبلوش في ايران

· المخدرات:

تتهم الحكومة الايرانية حركة جند الله بانها تتلقي دعمها المباشر من تجارة المخدرات الان اعضاء الحركة يقولون ان الحكومة الايرانية تحاول تزييف الحقائق وهي تعمل ذلك للتغطية علي جرائمها بحق الشعب البلوشي وظلمها لاهل السنة في ايران ويعلق قادة الحركة بأن من يتبع تصريحات المسئولين الايرانيين يجد تضاربا جليا في اقوالهم فهم في الوقت الذي يتهموننا فيه بتهريب المخدرات فإنهم في مكان اخر يعلنون ان حركتنا "حركة جند الله"اسرت ثلاثة عددا من اعضاء شبكة دولية لتهريب المخدرات كانوا قادمين من افغانستان "ومما لاشك فيه ان العصابات التي تتاجر في المخدرات تعيث في الارض فسادا تحت غطاء حكومي ومباركة من رجال الحرس الثوري الايراني لذلك فنحن نعمل علي تصفيتها والقضاء عليها .

· صلة الحركة بتنظيم القاعده وطالبان:

تتتهم السلطات الايرانية حركة جند الله بارتباطها الوثيق بتنظيم القاعده وحركة طالبان في افغانستان وتلقي الاموال والدعم من خلالهما وتدريب افرادها هناك علي ايدي امتخصصين من الجانبين القاعدي والطالباني الامر الذي ينفية بشده رجالات الحركة ويقولون اننا حركة وطنية في المقام الاول وليس لنا اي صلة بالتنظيمين المذكورين بل ان الحكومة الايرانية لطالما تفتؤ تذكر اننا نتلقي اموالاطائلة من الولايات المتحده الامريكية حتي تجيش الرأي العمضد الحركة وتفرض عليها طوقا وسياجا من التعتيم الاعلامي حتي لا يتعاطف معها احد لامن الشررق ولا من الغرب علي حد قول قادة الحركة.

الاعمال المسلحة التي قامت بها حركة جند الله:

من اهم الاعمال التي قامت بها الحركة خلال تاريخها النضالي خطف ممثل مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي الشيخ جواد طاهري في مدينة فهرج بمحافظة كرمان المحاذية لإقليم بلوشستان.

وفي اوائل عا م 2006نشرت جماعه جند الله شريط مصورا لتنفيذ حكم الاعدام ضد شهاب منصوري ضابط مخابرات ايراني بالاضافة الي مقتل 26واصابة 12من الحرس الثوري الايراني في اذار 2006في عملية لنفس المجموعةوفي تيسان 2006 اعلنت الحركة مقتل 12 من الحرس الثوري الايراني عند طريق "كرمان_بام".

وجاء أسر فريق من رجال المخابرات الايرانية كانوا مسافرين ضمن قافلة عسكرية أحد ضباط قوات الباسيج وأسر ضابط شرطة ليحدث جلجلة في وسط رجال الحرس الثوري الايراني تفجير حافلة عسكرية في زاهدان أسفر عنه ان لقي 11 من الحرس الثوري الايراني مصرعهم واصيب 31اخرون بجراح.

ثم جاء اعلانها عن مسئوليتها عن هذا الهجوم الذي يوصف بالانتحاري مستهدفين فيه مسجدا شيعيا الخميس الموافق 21من مايو2009م في منطقه زاهدان "جنوب شرق ايران"واسفر عن مقتل 25شخصا وذلك في بيان رصدته مؤسسه سايت المتخصصه في المواقع الاسلاميه.

وقالت المجموعة في البيان الذي يحمل تاريخ 29 ايار/مايو ان "جند الله تعلن مسؤوليتها عن العملية الاستشهادية التي نفذها احد رجالها الشجعان من منطقة سرباز في بلوشستان، وهو حافظ عبد الخالق ملاذي (...) على حسينية علي بن ابي طالب في زاهدان".وذكرت المجموعة انها ارادت الرد على اعتقال عدة اشخاص من الاقلية السنية في بلوشستان والثار لمن اعدمهم النظام.

وهددت الجماعة باستهداف "عملاء النظام" اذا لم يغادورا بلوشستان مؤكدة ان لا علاقة لثلاثة اشخاص اعدموا في ايران السبت بهذه العملية.وكانت هيئة التلفزيون والاذاعة العامة الايرانية افادت ان مجموعة جند الله المتمردة السنية الناشطة في صفوف الاقلية البلوشية الايرانية تبنت الاعتداء في اتصال بمكتب قناة العربية في باكستان.وتطالب المجموعة باستقلال اكبر للاقلية السنية في الولاية.