النووي الإيراني الكوري وما وراءه
والمخططات الغربية
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
شيء مهم لم نستطع استيعابه ، أو لانريد أن نفهمه تحت مسميات الأفكار المؤامراتية !!! فلكي لا نوصم بالأوهام والمؤامراتية علينا باستمرار الإبتعاد عن هذا الإتجاه بالتفكير والتحليل كي لا نصل للحقائق ، من وراء هذا التضليل والتشويش والتشكيك ، فمن كان يقول مثلاً بأن أهداف الغزو الأمريكي للعراق هو التقسيم والتجزئة كان يٌتهم فكره بأنه مؤامراتي ، ومن كان يُشكك بالنوايا الأمريكية والغربية حول كذبهم في اشاعة الديمقراطية هو متخلف ، وما رأيناه من تدخلات تلك الدول جميعها لايصب في مصالح المنطقة ، فلم نرى في أفغانستان التي ادعو بغزوهم اليها وبمساعدة ايران الا أنهاراً من الدماء والمزيد من المعاناة ، ولم يفكروا بالخروج من العراق الا بعد أن كرسوا التقسيم ليُعلن عنه فيما بعد كأمر واقع ، وأما الديمقراطية فصارت لعنة ، وصار الحديث عنها في يعض المنتديات على أنها جريمة ، وكذلك حال السلاح النووي الذي سُمح لإسرائيل امتلاكه ليُطلب السلاح الغربي والأمريكي بتريلونات الدولارات العربية والاسلامية، وطبعاً مادون تمكنهم من النووي لأن اسرائيل يجب أن تبقى الوهم والعصا التي تخيف الجميع ، في نفس الوقت الذي سُمح للنووي الباكستاني والهندي المتنازعيين ليفنيا بعضهما فيما بعد مع أي خلاف ، أو ليصلوا في مرحلة الذروة الى نزع سلاحهما باشرافهم ، وذلك لإثبات عدم جدارة احد بامتلاك ذلك السلاح دونهم ، ولأهداف أخرى ليست مجال البحث في هذه العجالة ، ولكن المهم في تهاية المطاف أنه قد تم الإعتراف بنوويتهما ، وضمن مشاريعهم وليس خارجاً عن ارادتهم
والقصة نفسها تدور رحاها في منطقتنا الأوسطية أو الأسيوية اليوم ، من الإدعاء برفض النووي الكوري والإيراني المتفق عليه ، والإدعاء الكاذب من أنهما في محور الشر لنرى التقدم الملحوظ في المشاريع النووية لتلك الدولتين ، التي أعلنت احداهما مؤخرا عن التفجير النووي ونجاحه ، ليظهر قادة الغرب الذين أتقنوا من التمثيل والاخراج وليعلنوا عن مفاجأتهم لهذا الحدث واندهاشهم وانزعاجهم واستنكارهم ، وذلك لإقناع حلفائهم في المنطفة عن عدم رضاهم لما يجري ، ولتأجيج مشاعر الشعوب ، والدعوة لعقد المؤتمرات لاتخاذ القرارات الرادعة وما شابه ، ليصلوا في النهاية للإعلان عن عجزهم عن هاتين الحالتين الى درجة الإحباط من أي استطاعة لمنعهم ، وليكتفوا بالمناداة لتحجيمهم وللقبول بهما نوويتين كأمر واقع خارج عن اطار السيطرة
وللبحث في حقيقة ماوراء غض النظر عن التسليح النووي الإيراني والكوري ، وإذا كان ماجرى ويجري بالفعل ليس هو إلا للتعبيرعن عجز الإستخبارات الأمريكية ومن وراءها الغربية التي تملك من الجيوش التجسسية البشرية والإلكترونية بما يدخل في علم الخيال عن رصد التقدم التكنولوجي النووي لتلك الدولتين لمنعه، لنرى تواجدا كبيرا للممثلين الدوليين مكثفاً في هذه الأيام على المسرح السياسي بعد أن انتهوا من مشاريعهم في العراق ، يتعبيرات كاذبة عن دهشتهم وذهولهم للتفجير الكوري الذي لم يرصدوه ولم يكن يتوقعوه ، والسؤال هو هل بالفعل ماقالوه يُعبر عن حقيقة الأشياء ؟ أم القضية أبعد من ذلك ؟ وأنها مبنية على مخططات مدروسة تستهدف المزيد من الإبتزاز وتشليح الدول الواقعة في تلك المنطقة مما تبقى عندها من خيرات ، وبغرض الضغط أيضا على تلك الدول للمزيد من الإستتباع والإلحاق والإذلال تحت دعاوي الحماية والرعاية وغير ذلك من تلك المفاهيم التي أصبحت معروفة للجميع
لنصل الى نتيجة على ضوء ماذكرت عن المشروع الكوري مفادها ، وهي ابتزاز العملاق الياباني الإقتصادي لإخضاعه للمزيد من المطالب وتحميله لكثير من نفقات الحروب والإفلاس وانهيار الإقتصادات ، وكذلك لابتزاز دول النمور الأسيوية والتدخل في شؤونها الداخلية ومنعها من أي نمو يؤثر في المستقبل على صادرات الغرب كما هو حال الصين معهم قي هذا المجال ، وربما للضغط على الصين وروسيا فيما يعد ضمن ما يُعرف بالإتفاقيات السرية أو ماتحت الطاولة بين كوريا والغرب كما هي مابين ايران والغرب، وأهداف أُخرى كثيرة ممكن أن نستقرأها من وراء ماجرى ويجري وما سيجري
أما ايران الحليف الخفي لأمريكا والغرب ، والتي ساعدت تلك الدول الغازية لبلاد المسلمين ياعترافها العلني بذلك ، فقد آن الآوان لمكافأتها ، بعد أن لعبت هذه الدولة وأجادت على كل الحبال السياسية والدينية والطائفية والعرقية خدمة لمشروعها التوسعي ، لتحصد مازرعته أياديها الآثمة بمساعدة الغرب مكانة قوية في العراق ، وأكبر في أفغانستان ، وامتداداً أعمق في معظم الدول العربية تحت ستارات شتى ، كغطاء الحرية في لبنان ، والمساعدات والمشاريع والحسينيات الضخمة في سورية ، وكذلك في دول الخليج واليمن ومصر وموريتانيا وحتى المغرب بدعاوي مذهبية وحرية الإعتقاد ، بينما هي تمنع أي عرق أو مذهب من ممارسة أبسط شعائرهم ، ليُسمح لإيران نوويا لحماية انجازاتها التي تمت بحسب الإتفاقات السرية مع دول الغرب ، لإدخال منطقة الشرق الأوسطي في دوامة الصراع والحروب التي لا يستفيد من وراءها الا الغرب ومقتسمي الكعكة الجديدة، ولتعود ايران الملالي الفارسية كشرطي وحارس أمين موثوق به لدى الدول الإستعمارية ، ولا يهم حينها ان كان على رأس الحكم عربياً أو فارسياً تحت رداء الإسلام الذي هو بريء كل البراءة من دناءة التطلعات الفارسية وأفعالهم وتصرفاتهم وتجاوزاتهم على الله والإنسانية ، لنرى فيما بعد امبراطورية فارسية خمينية مللية عنصرية بغيضة على غرار الخلافة الفاطمية الأكثر قتامة وسواداً في تاريخ الشعوب ، التي أخذت الكثير من مبادئها وسياساتها وأساليبها من عمق التفكير الفارسي الإستعبادي البغيض
لنخلص في الختام الى نتيجة بعد اجهاض التطلعات الديمقراطية ، واجهاض محاولات الحفاظ على السلم العالمي يالطرق الدبلوماسية وحجة الإقناع ، والتعامل الدولي الندًي ، الى الرغبة الى تشنيج الأجواء العالمية لعودة الصقور والتشدد تكون الغلبة فيها للأقوى ، مما سيمهد من جديد لعودة المشاريع الإستعمارية بقوة ، وفرض واقع جديد لهذه البسيطة ، والتمكين لاسرائيل على فلسطين من خلال صهينة العرب داخل البقعة الخضراء عبر مشروع القانون الجديد، وطرد الرافضين له كمرحلة أولى ليتبعها فيما يعد التوسع باتجاه الفرات ، تطبيقاٍ لشعارهم المرفوع على الكنيست من النيل الى الفرات ، وليست تلك أوهام ، ومن أجل ذلك هم لا يضعون لمساحة وطنهم المزعوم أي حدود ، والمشاريع كثيرة للمنطقة ، ولكن ما نراه ونعتقده خيالا من المخططات المرسومة التي كُشفت ولم تُصدق ستكون واقعاً في الغد ، مذكراً لمن نسي كمثال على ذلك ماجاء في برتوكلات حكماء يني صهيون التي نُقذت بحذافيرها ، وكذلك برتوكلات حكماء ملالي قم ؛ التي صيغت في مؤتمرهم بقم في 2001 ، ووصلتني نسخة من حينها عنها ـ وأطلعت عليها بعض أصدقائي الذين سخروا من امكانية تنفيذها لأنها تحدثت بحينها عن مشاريعهم للسيطرة على العراق وزرع قيادة موالية لهم هناك تمهيداً للتقسيم والضم , ومشاريع توسعية تحت اطار تقديم المساعدات ، لنراه اليوم صار ورائهم في بنوده لما حققوه من انجازات تجاوزته يكثير، واليوم قد رسموا مخططاً طموحاً جديداً متلائم مع تقدمهم ، يهدف الإعلان عن الإمبراطورية الجديدة تحت مسميات دينية وإنسانية ، فهل سينجحون في تنفيذ برتوكولهم الثاني الذي عقد في منتصف عام 2006 والذي على اثره طالبوا القوات الامريكية في العراق لإعطاءهم مواقعهم لإدارة البلاد ، وتحى أتباعهم في السعودية سلطاتها يصورة فاقعة ، ومدهم العسكري والمالي للحوثيين في اليمن ، ودعمهم السياسي لأتباعهم في البحرين ، ومشاريعهم في مصر التي كُشغ النقاب عنها و....
وأخيراً : وعند عودتي الى صنعاء سأقوم على نشر برتكول حكماء قم بنصه إن وجدت من ينسخه للإطلاع عليه ولاستيعاب الخطر الكبير الذي يتهدد امتنا وأوطاننا ووجودنا من وراء مشاريع تلك الطغم المجرمة في قم ، والنفاف الأمريكي والأوربي لصالح ايران.