مبادرة اوباما للشعوب النيام
د. محمد رحال /السويد
مبادرة اوباما والتي يدندن بها الاعلام العالمي , وعلى اساسها سيقوم الرئيس الامريكي الجديد الى الشرق الاوسط من اجل طرح وتسويق مشروعية الدولة الصهيونية , وهذه المبادرة والتي تبدو على انها مكافاة امريكية للكيان الصهيوني في عدوانه على قطاع غزة , والذي ثبت ان هناك دولا عربية كانت تساند هذا العدوان الاجرامي على الشعب الاعزل , ويبدو ان الرئيس الامريكي جاد في هذه المبادرة وذلك من اجل انهاء الصراع في الشرق الاوسط , وذلك بعد انهاء الشعب الفلسطيني والتخلص منه نهائيا , حيث ان الرئيس الامريكي والذي يحب الشعب الفلسطيني كثيرا ويكاد قلبه ان ينفطر عليه ولهذا فانه لم يفتح فمه بكلمة على القرار الصهيوني المتعلق بيهودية الدولة الصهيونية , وقرار الكنيست بالسجن لكل من لايعترف بيهودية الدولة , على الرغم من ان هذا القانون الصهيوني يتعارض مع قوانين الامم المتحدة ومع قوانين الدولة التي يرأسها الرئيس اوباما نفسه , والتي اقسم على ان يحافظ على دستورها وقوانينها , وبدا هذا الرئيس الامريكي لايختلف بشيء عن الزعماء العرب الذين يقسمون اغلظ الايمان واضعين كتاب الله امامهم ويحنثون به بعد ربع ساعة , ومع ان اوباما من حقه ان يطرح المبادرات التي يريدها ولكن من حق المواطن الفلسطيني ومعه المواطن العربي والاسلامي ان يتسائل عن حقه في التصويت على هذه المبادرة والتي تتلخص في تطبيع كامل مع الدولة الصهيونية , ولم اعرف حتى اليوم ماهو المقابل الذي سوف تقدمه المبادرة للعرب او المسلمين , وماهو علاقة قادة العرب بهذه الخيانات المتواصلة والبيع المجاني المستمر والتنازل المذل لهذه الانظمة , وما هي العلاقة التي تربطهم بالقضية الفلسطينية , واذا كانت هذه الدول قد ملت من القضية الفلسطينية فلترجع ابناء فلسطين الى اراضيهم وسنكون شاكرين لهم حسن صنيعهم , وليعلم اوباما وغير اوباما ان اي اتفاق لايعرض على الامة الاسلامية كلها فهو تفويض كاذب وباطل , وهذه الحكومات ليست الا صنائع اوباما , والرئيس الامريكي اصلا ليس بحاجة من هذه الانظمة الاجيرة عنده الى موافقات وانما لسان الحال يقول انهم لديه اقل من منزلة العبيد , ويكفيه ان يامر ليطاع , وقادة العرب اليوم ينتظرون رسالة رضا من الرئيس اوباما , فهم عبيده , اما موقع الكيان الصهيوني من اوباما فهو موقع الابن المدلل , وشتان مابين الابن المدلل والعبد المذلل .
واوباما حين ياتي الى الشرق الاوسط ليسوق لدولة الكيان الصهيوني مبادرته , فهو ياتي بعد فشل واضح في افغانستان والباكستان والعراق والصومال , وبعد شبه انهيار اقتصادي في امريكا وفي العالم , حيث ان الحلول الاقتصادية لم تجد نفعا مع النظام العالمي الجديد , ومازالت مطالبات الدول الكبيرة ان يكون هناك نظاما ماليا جديدا , ولهذا فان اوباما يحاول كالارنب القفز والهروب من الازمات المتتالية والتي تلاحقه , ولهذا فانه يحاول ان يسوق انتصارات خارجية على حساب التدهور المعيشي والذي يسود الولايات الامريكية اليوم , وبالنسبة له ليس له من مخرج الا ركوب ظهر القادة العرب من اجل الخروج بنصر زائف يطبّع العلاقات مع الصهاينة وبشكل مرئي بعد ان ملّ الصهاينة من علاقات حميمة سرية مع الانظمة العربية والتي لم يعد الخجل والحياء من هذه العلاقات يثيرها , ومع ان الحل الامثل لحل هذه القضية والى الابد هو في عودة كل مواطن الى داره , وان يعود الصهاينة الى بلدانهم , وهي قضية يعرفها الكبير قبل الصغير , واي اتفاق اخر فهو وبالتاكيد سيكون ضد ارادة الشعب الفلسطيني صاحب القضية الاساسي في هذه التنازلات , وضد ارادة امة اسلامية سيصبح تعدادها نصف تعداد العالم بعد ثلاثين عاما , وليذهب اوباما بمبادرته الى الجحيم , فقد اعتدنا على الكذب الامريكي وباتت اسطوانة حل الدولة الفلسطينية والتي تكرر كل اربع سنوات , باتت اسطوانة مملة وتافهة وغير ممتعة او لائقة برؤساء ليس لديهم الا الكذب .