رسالة مفتوحة الى رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الاسد

رسالة مفتوحة الى رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الاسد

الكاتب - مواطن سوري مهجر قسريا عن بلده

طريف السيد

هي رسالة ونداء للرئيس بشار الاسد وفي نفس الوقت هي رسالة الى كل مسؤول في اجهزة الامن والمخابرات والى كل وزير والى كل من يهمه الامر
قد يعترض رسالتي هذه الرقيب الامني فلا تصل الى اصحابها ولكن ان مصلحة البلد والشعب هي فوق كل المصالح الشخصية والحزبية فمن تهمه مصلحة البلد فليوصلها الى كل هؤلاء انني مواطن سوري متغرب عن بلدي قسرا منذ اكثر من عشرين عاما وكذلك افراد عائلتي ورغم سنين الهجرة والحرمان من كل الوثائق التي تثبت شخصيتي والتي حرمتني منها الاجهزة الامنية واجهزة الدولة ومثلي عشرات الالوف ورغم ذلك فانني احب بلدي ولا يمكن لاي جهاز مخابرات او مسؤول ان ينتزع هذا الحب مني وهذا الدافع هو الذي جعلني اكتب هذه الرسالة الصريحة
هناك اسئلة اوجهها للرئيس ليجيب عليها بكل صراحة وكم اتمنى ان يكون الجواب واقعا عمليا ملموس لان منصبه وصلاحياته تمكنه من فعل ذلك
الرئيس بشار هناك خلف قضبان السجون والمعتقلات عشرات الالوف من المواطنين منذ اكثر من ربع قرن ومعظم هؤلاء لاتوجد لدى ذويهم اي معلومة اهم احياء فتخرجهم ليعودوا الى حياتهم الطبيعية ان بقي لهم امل في هذه الحياة  أم هم اموات فيترحمون عليهم,ولماذا هم في السجون الى الان وهل ذلك يخدم البلد ويمكنكم من مواجهة التحديات وهل هؤلاء كانوا عملاء لاسرائيل فيستحقون تلك العقوبة ولو كانوا كذلك لما بقوا طيلة هذه المدة لان اسرائيل سوف تدافع عنهم بما تملكه من اساليب ضغط معروفة,وهل هؤلاء ممن اختلس وارتشى فبنى بتلك الاموال القصور في ماربيا واقام قناة فضائية واشترى الفنادق في اوربا
الرئيس بشار لماذا يتم التعامل مع اللصوص والمرتشين بمبدا الكيل بمكيالين فيتم التركيز على اشخاص بعينهم في حين ان اللص الحقيقي مازال يتمتع بممارسة عمله اللصوصي وبشكل منظم دونما حسيب او رقيب بينما موظف بسيط يحال الى المحاكم المختصة,فمتى سنرى ونسمع بالشفافية الحقيقية بحيث يتم القاء القبض على اللص الاصلي وتتم مقاضاته لانه سارق ومرتشي ومستغل لمنصبه او لقربه ممن هو في موقع المسؤولية وخاصة في اجهزة الامن والمخابرات والجيش,ثم الايحق لنا كمواطنين ان نسال من اين لهؤلاء هذه الاموال الطائلة والتي لو بقوا مائة سنة في وظيفتهم لما جمعوا الا جزء يسير مما يملكونه اليوم,ثم لماذا يتم اختيار اشخاص معينين ببعض اعمال البزنس وهل هناك شفافية بطرح العطاءات والمناقصات ام هناك مافيا منظمة وراء مايحصل
الرئيس بشار منذ اربعة سنوات ومنذ خطاب القسم ونحن نسمع عن الاصلاح اليس من حقنا ان نسال اين هذا الاصلاح الموعود وماذا تحقق منه في حين ان المعنيين بالامور الاقتصادية في البلد يعترفون ان الاقتصاد قد تراجع عما كان عليه والاسعار ارتفعت اكثر واصبحت عبئا على المواطن فاين الاصلاح اذا,وهل يجهل الرئيس ان عملية الاصلاح هي عملية شاملة لايمكن تجزيئها والا كانت عملية فاشلة والدليل مانراه على ارض الواقع
الرئيس بشار لماذا هناك عشرات الالوف من المواطنين ممنوعين من السفر وقل مثلهم ممنوعين من العودة الى الوطن ولايمكن لاحدهم ان يعود او يسافر الا عبر البوابة الامنية فمتى ستكف ايدي اجهزة الامن والمخابرات والتي تتدخل في حياة المواطنين فهل نحن نتعامل مع دولتين ضمن الدولة الواحدة ,هل مقبول ان يحرم الانسان من اي وثيقة تثبت شخصيته فهؤلاء الممنوعين من العودة محرومين من جوازات السفر والبطاقة الشخصية واي وثيقة تثبت شخصيتهم وكل ذلك بامر من اجهزة الامن والمخابرات فاي عدل واي اصلاح واي شفافية طالما ان الانسان محروم من ابسط الحقوق
الرئيس بشار هل مقبول ان يتم اعتقال كل انسان ينتقد اجهزة الدولة وسياستها ثم بعد ذلك يحال الى محاكم امنية وعسكرية ,فهل جماعة ربيع دمشق كانوا يخططون لعمليات ارهابية وهل اكثم نعيسة كان يقود سيارة مفخخة ملئية بالمتفجرات فضبط بالجرم المشهود وهل المواطن عبد الرحمن الشاغوري ضبط يكتب بيانا على الانترنت يحرض فيه على الارهاب وهل الاربعة عشر مواطنا الذين حكموا بمحاكم امنية هم من الخلايا النائمة للارهابيين وهل كل مواطن ينتقد الو ضع القائم هو مشروع ارهابي لتتم احالته الى محاكم غير قانونية وهل الاطفال الذين اعتصموا امام منظمة اليونسكو كانوا يحملون حزام ناسف لذلك تم اعتقالهم في حين ان للاطفال حقوق كفلتها الشرائع السماوية والاتفاقيات الدولية
الرئيس بشار نسمع كل يوم عن ضغوطات وتهديدات لبلدنا والمتعارف عليه ان الانسان عند الازمات يحشد الطاقات ويزيل العقبات ويعمل على معالجة الجراح النازفة لانه لايمكن مواجهة هذه التحديات الا بلحمة وطنية واعادة كرامة الانسان وحريته والتعالي على جراح الماضي وابعاد كل من سيكون سببا في اعاقة عملية الاصلاح والمصالحة حتى ولو كان اقرب المقربين فمصلحة البلد مقدمة على كل الروابط والمصالح ومقدمة على مصالح المفسدين والفاسدين ولا اعتقد ان العراق عنا ببعيد
الرئيس بشار ان الوضع في سورية ماعاد يحتمل التاجيل وماعاد يحتمل المماطلة ولا يحتاج الى تنظير زائد فلقد ولى عهد الحزب الواحد وولى عهد سيطرة اجهزة الامن والمخابرات وولى عهد حكم الفرد وماعاد مقبولا ونحن قد دخلنا في الالفية الثالثة والعالم يتجه نحو العمل المؤسساتي وسورية مازالت تخضع لعقلية الماضي وكان هذا الشعب الجبار لايستحق اي نوع من الحرية والكرامة وهو صابر محتسب منذ اكثر من اربعين سنة وهو تحت حكم قانون الطوارئ والاحكام العرفية وفي كل مرة يتامل الفرج ثم يخيب ظنه ومتى كانت الحرية والكرامة هبة من الحاكم حتى يحجبها متى يشاء او يهبها متى يشاء فلقد ولد الانسان حرا ولايحق لبشر كان من كان رئيسا او مسؤولا ان يحرمه مما وهبه له الخالق عزوجل,قد يقول البعض ان هذا ترفا لكننا نقول له ان حركة التاريخ تثبت ان ماكان اليوم حلما اصبح واقعا تعيشه بعض الشعوب فهل نحن بدعا عن الاخرين
الرئيس بشار ان بلدنا يحتاج الى طبيب بارع وجراح ماهر ليستاصل كل اسباب المرض فمن كانت لديه القدرة فليتصدر ومن لايجد لديه الامكانيات فما عليه الا ان يفسح المجال لغيره فشعب سورية مازال يملك الامكانيات على القيادة ,فالمسؤولية ليست حكرا على احد او مجموعة او عائلة او على سن معينة بل هي تكليف من قبل الشعب الذي يختار المسؤول بكل حرية دونما اي اسلوب من اساليب الضغط التي نراها تمارس في بلدنا  من قبل بعض المتنفذين
الرئيس بشار ان قضية الحريات وابداء الاراء قضية لاتقبل المساومة ولا يمكن التنازل عنها ولا يمكن ان تموت بالتقادم وسنبقى نعمل من اجل الحرية فان نجحنا فلا نطلب الاجر من احد وان لم نتمكن من ذلك فان هناك اجيالا قادمة ستحمل الراية وستصرخ في وجه الظلم والظالمين صرخة قوية تقول فيها كلمة الحق وعندها لن يقف بوجه الطوفان قوة
الرئيس بشار قد يتمكن الجلاد والسجان ورجل المخابرات اليوم من كسر ظهر الشعب لكن هل سيستمر ذلك فان الانحناء لايعني الذل بل قد يكون استراحة وقتية وضعف طارئ لكن هذا الذي انحنى اليوم بسبب الظلم والقهر هو نفسه سينتفض غدا ليعيد لابناء شعبنا وبلدنا الو جه المشرق ولن نبخل في التضحية مهما بلغت لان هذا البلد وهذا الشعب يستحق هذه التضحية وسنكون في مقدمة الصفوف للدفاع عنه ضد اي اخطار تتهدده ولن نقف مكتوفي الايدي نتفرج على بلدنا وتهدمه الات الدمار فهل سيرتفع حكامنا الى هذا المستوى من المسؤولية
ونداء اخير الى الى الضمير العالمي والى دعاة الدفاع عن حقوق الانسان فنقول لهم اين انتم من حقوق الانسان في سورية ام ان ضميركم ميت ولا تدب فيه الروح الا عندما تلتقي مصالحكم مع مصالح القوى العالمية التي تتحكم في مصائر الشعوب فاين انتم من ملفات المعتقلين والمفقودين في السجون السورية واين انتم من ملف المهجرين قسريا واين انتم ممن حرم من الجنسية بسبب قوميته  ام انكم لاتتحركون الا وفق اجندة معينة تخدم مصالحكم
واين انت ياكوفي عنان فلا يتحرك ضميرك الا عندما تجد سيدك الامريكي قد تحرك فاي امم متحدة هذه وهي تدار بالريموت الامريكي  فعندما يتعلق الامر باقليم دارفور فانك تتحرك بكل قوة طبعا لان سيدك يريد ذلك لانه يخدم مصالحهم في السودان ولنا من الامثلة التي تؤكد انحيازك المرفوض لقضايا معينة في حين ان هناك قضايا كثيرة تحتاج الى تحرك لكنك تتفاعل معها تفاعل الميت
وفي الختام قد يقول البعض انك وضعت نفسك في الموقف الحرج فغدا يضعون اسمك ضمن قائمة الممنوعين من السفر فاقول لهم ان ذلك حاصل فلا يفيد التهديد وقد يقول قائل قد تمنع من العودة الى سورية فاقول ان ذلك حاصل ايضا  وقد يوق اخر انهم سيحرمنوك من جواز السفر والبطاقة الشخصية فاقول ان ذلك حاصل ايضا بل انني محروم من كافة الحقوق المدنية ولم يبقى شئ ابكي عليه سوى بلدي الذي اخاف عليه اكثر من حكامنا ومسؤولينا الذين لايهمهم الا تحقيق مصالحهم الشخصية والذاتية
فهل سيرد الرئيس بشار على كلامي بعمل جاد وبناء ضمن برنامج متدرج من الخطوات التي تعيد الامور الى نصابها ام ان الحرس القديم سيضع العصي في العجلات وبالتالي نقول اين صلاحياتك كرئيس للدولة وهل تقبل على نفسك ان يكون في دولتك دولة اخرى هي التي تحكم