ثمن الحرية والكرامة
ثمن الحرية والكرامة ...!!!
|
د.فواز القاسم |
يتساءل الكثيرمن المرعوبين ، والمفزوعين ، والمرهوبين ، من أمتنا ، من الذين يهولهم البطش الأمريكي ، ويرهبهم الغدر الصهيوني ، وتفزعهم فداحة التضحيات ، ويؤمنون ( بالواقعية ) و ( العقلانية ) و ( التوازن الستراتيجي ) ، ويدّعون الحرص على ( أرواح المدنيين ) و ( دماء الأبرياء ) ...!!!
يتساءلون بمنتهى الدهشة والاستغراب ، عن السر الذي يدفع حفنة من الشباب المؤمنين ، في العراق وفلسطين وأفغانستان والشيشان وغيرها من بلاد العرب والمسلمين المظلومة ، لمثل هذه المواقف الجهادية الراسخة في القضايا الوطنية والقومية ، والتي يدفعون ثمنها غالياً من أمنهم وأموالهم ودمائهم ، ولقد كان بوسعهم أن يترخصوا ويجاملوا ، كما فعل من هو أكبر حجماً ، وأكثر قوة منهم ..
وللإجابة عن تساؤل هؤلاء المرعوبين ، ولتبديد دهشة أولئك المفزوعين ، المسكونين بالرعب الأمريكي والبطش الصهيوني ، نقول : إن المؤمنين المجاهدين والمقاومين أيها السادة ، يمثلون اليوم روح الأمة المختارة ، التي شرفها الله بخلافته في الأرض ، وأناط بها قيادة البشرية ، وترشيد الحياة ، وإخراج الأمم من الظلمات إلى النور ، واقامة العدل بين الناس ..
ولقد ارتضت أمتنا المختارة لنفسها- تحقيقاً لهذه المعاني – أن تمتهن الجهاد ، وتحيا تحت ظلال السيوف ، وتعيش فوق صهوات الخيل ..
كما أيقنت منذ لحظة التكليف الأولى بهذه الرسالة الخالدة ، أن العقيدة التي تحملها ، والعزة التي تنشدها ، والقيادة التي تشرفت بها ، والواجبات الجسام المنوطة بها ، لا بد لها من ثمن .. وأي ثمن ...!!!؟
ولقد ارتضت الأمة بدورها ، واستشعرت عظمة المسؤولية الملقاة على عاتقها ، وقبلت التحدي المنوط بها ، ووافقت على دفع ضريبة العزة والكرامة والخيرية ، وهي راضية مطمئنة ، غير جزعة ولا متبرمة ولا مستكثرة . ولقد دفعت في تاريخها الطويل الحافل بالجهاد والاستشهاد ، قوافل من الشهداء ، وأنهاراً من الدماء .! ولئن كان التاريخ قد نعى للدنيا كثرة من سقط من أبنائها في دروب العزة والكرامة والمجد من المجاهدين وحملة المبادئ .! فان هذا في منظور الأمة ، هو المهر الذي لا بد منه سداداً لحياة العزة والكرامة والخيرية ... بسم الله الرحمن الرحيم (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) صدق الله العظيم .
وهي الضريبة التي لا بد منها على طريق القيادة والريادة والقدوة …
ولقد دفعتها الأمة راضية مطمئنة ، ثم خرجت جحافلها من جزيرة العرب فانساحت شرقاً حتى وطئت حوافر خيلها تربة الصين ، وغرباً حتى خاضت تلك الحوافر في مياه الأطلسي .!!!
ولقد وصل اليوم ارث النبوة الخالد في البطولة والجهاد والاستشهاد ، الى الأبناء البررة لمدرسة النبوة الشريفة ، وهم المجاهدون والمقاومون ، وارتضى هؤلاء العمالقة الأبرار ، أن يحملوا هذا العبء الثقيل ، في عصر الذلة والغثائية والانبطاح .!!
ولقد ، والله ، كانوا أمينين على هذا الإرث ، وجديرين بهذا الدور ، وقادوا الأمة بصورة مشرّفة ، ففجروا نهضتها ، ورسموا لها درب عزّتها ، وضربوا أروع الأمثلة ، في المبدئية والثبات والتضحية والقدوة .. وكانوا بحق ، مدرسة في هذا القرن ، لتعليم الصبر والشموخ والإيمان والعطاء ، وأعطوا المثل الأعلى لكل الشعوب المتطلعة الى الحرية والكرامة والاستقلال ، وأداروا بكفاءة وعبقرية _ هي مدار اعجاب كل العرب والشرفاء في العالم _ أعظم مواجهة مع الباطل والطغيان في هذا القرن .!
وهاهي اليوم تباشير جهادهم المبارك ، واشراقات تضحياتهم المتألقة ، تملأ الدنيا ، وتشغل العالم ...
وهاهو الظلم الأمريكي الصهيوني الغادر لأمتنا ، ملعون مقبوح على مستوى العالم .!!
وهاهو الوحش الأمريكي المتمرد ، محاصر في أضيق زوايا التاريخ .!!
وما اليوم الذي تتهاوى فيه الصهيونية الحاقدة ، والإمبريالية الأمريكية الفاجرة ، لتدفن في مز ابل التاريخ ، عنا ببعيدة ..!!! بسم الله الرحمن الرحيم : (( يسألونك متى هو ؟ قل عسى أن يكون قريبا )) .
صدق الله العظيم .