أدعياء الحرية وحقوق الإنسان .!!!

أدعياء الحرية وحقوق الإنسان .!!!

د.فواز القاسم

من الحقائق التي باتت معروفة للقاصي والداني ، والتي لم يعد يختلف عليها اثنان ، أن حكام أمريكا الذين طالما تبجّحوا في إعلامهم الكاذب ، بأنهم حُماة ( الحريّة) و ( الديمقراطية ) و ( حقوق الإنسان ) ، لا يمتون في الحقيقة بأية صلة إلى ما يتبجّحون به ، بل هم مجرّد قتلة مجرمين ، وعملاء مأجورين للصهيونية العالمية ، تسخّرهم لخدمة مصالحها الأنانية ، وتستخدمهم لتحقيق أهدافها الخبيثة ، حتى ولو على حساب مصالح شعوبهم أنفسهم ، فضلاً عن مصالح ( أصدقائهم ) أو ( حلفائهم ) أو بقية الشعوب الأخرى في العالم.

والأدلة على ذلك من الشواهد والحقائق لا تكاد تحصى ، ابتداءً من تدمير الأمريكان للهنود الحمر – سكان أمريكا الأصليين – وسحقهم واستئصالهم بدون أية درجة من الرحمة والإنسانية .!!!

ثم ، مروراً بمحاولة تدمير الشعب الياباني ، وحرق مدنه بالقنابل الذريّة .!!!

ثم ، محاولة تدمير الشعب الفيتنامي ، وحرق مدنه وقراه بالنابالم والقنابل العنقودية .!!!

ثم ، استداروا إلى الأمة العربية والإسلامية ، فابتدؤوا  بأفغانستان الصابرة ، البلد الأفقر في العالم ، الذي أنهكته الحروب الأهلية فأتت على كل شيء فيه ، حتى صار يموت أبناؤه من البرد والجوع في الطرقات .!! وبدلاً من يسعفه أدعياء ( الحرية وحقوق الإنسان ) بالمساعدات الإنسانية للإبقاء على حياة شعبه المنكوب ، فقد أمطروه بآلاف الأطنان من وسائل الشر والتدمير ، فأجهزوا على البقية الباقية من مرتكزات الحياة فيه، ثم تركوه نهباً لعصابات المافيا وتجار المخدرات ...!!!

ثم ثنوا بالعراق المؤمن ، قلب العروبة والإسلام ، فسلّطوا عليه أكبر حرب كونية في التاريخ ، ألقوا فيها على شعبه الصابر آلاف الأطنان من وسائل القتل والتدمير ، بما فيها أسلحة الدمار الشامل المحرّمة دولياً ، وفرضوا عليه أظلم حصار عرفته البشرية ، فأهلكوا الحرث والنسل ، حتى لفحوا بنيران حقدهم وغدرهم المزروعات في الأراضي ، وقطعان المواشي في الصحراء ...!!

ثم لم يكتفوا بكل تلك الجرائم الخسيسة حتى زحفوا إليه فاحتلوا أرضه وذبحوا شعبه ودمروا مرتكزات حضارته ، مستهترين بكل قيم الأرض وتعاليم السماء ، ومتحدّين للرأي العام العربي الإسلامي والدولي ..!

وهاهم أولاء يتآمرون مع العصابات الصهيونية ، ويقدّمون لها كل أشكل الدعم المادي والمعنوي لذبح أهلنا في فلسطين الحبيبة ، وتدمير كل مظاهر الحياة لديهم ، في واحدة من أقذر الجرائم والمؤامرات التي عرفها تاريخ البشريّة ، وآخر جرائمهم استخدام الفيتو في أروقة مجلس الأمن لمنع المجتمع الدولي حتى من مجرد الإدانة للكيان الصهيوني على جريمته النكراء التي هزت الضمير الإنساني كله ، وذلك بإقدامه على اغتيال الشيخ الجليل المقعد أحمد ياسين رحمه الله ...!!!

كل ذلك يحدث ، والأمريكان يتبجّحون في الليل والنهار ب ( الديمقراطية ) و ( حقوق الإنسان ) .!!! ويصنّفون الشعوب إلى محاور ( خير ) و محاور ( شر ) وفق أهوائهم المريضة .!!!

ويحشرون الأغبياء والمغفّلين والجبناء بعصاهم الغليظة للتآمر على الشعوب الحرّة في العالم ، التي ترفض الخضوع لإرادتهم الشريرة ، وتأبى الانصياع لمخططاتهم الخبيثة ، تحت أكذوبة ( مكافحة الإرهاب ) .!!!

ترى ، إلى متى ستستمر فصول هذه المسرحية المهزلة .!!؟ ومتى تنتفض الشعوب الحرّة – وفي مقدّمتها الشعب العربي المسلم – فتلفظ حصيات الصمت من أفواهها ، وتكسر السلاسل التي تقيّد أيديها ، وتحطم الأغلال التي تكبّل أعناقها ، وتقتلع عروش الظلم والتآمر التي تجثم على صدورها ، ثم تزحف لسحق الرؤوس الأمريكية والصهيونية العفنة وتخلص البشرية المكدودة من غدرها وشرورها .!!؟

بسم الله الرحمن الرحيم (( ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله ، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم )) الروم

صدق الله العظيم