مابين الحاجة والسذاجة في عقدتي النقص والخواجة
مابين الحاجة والسذاجة في عقدتي النقص والخواجة
د.مراد آغا *
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أذكر أن أحد الأخوة المهندسين العرب وصل بمعية وفد هندسي انكليزي الى احدى دول الخليج البهيج للاشراف على مشروع هندسي من فئة الخمس نجوم حيث لاتتم مثل تلك المشاريع وخير اللهم اجعلو خير بدون لمسات سحرية أمريكية أو انكليزية أو اوربية بينما يناط بالأعراب التهليل والتأهيل والتسهيل ونقر الأنوف والدفوف حتى ولو كانوا من حملة أرقى وأثمن وأتخن الشهادات العلمية والفنية حيث تتحول شهاداتهم وخبراتهم في بلاد العربان مقارنة بأقرانهم من الانكليز والأمريكان الى مجرد سيخ كباب مع كاسة عيران وكان ياماكان
المهم والحاصل أن المهندس المذكورتم تقديمه كرئيس للوفد المذكور نتيجة لمكانته العليا في شركته الانكليزية وبالمعية
المهم وبعد فلفلة وفصفصة أصل وفصل المهندس الهمام من قبل أزلام المسؤول العليم العلام واكتشاف أن المهندس المذكور وان كان من حملة الجنسية الانكليزية هو من أصل عربي بالصلاة على النبي تغيرت المعالم تحول المرتكي والمنجعي الى قائم وتطايرت النظرات والغمزات وتم قصف المهندس الهمام بنظرات من الاستعلام والاستبهام مخلوطة بعبرات الاندهاش والاستحشاش
بعد فترة الحبكة والحشكة واللبكة عرض على المهندس المذكور راتب شهري لايكفي الطيور يعني بالمشرمحي أقل من ربع ماسيتقاضاه أقرانه الانكليز في بلد الخليج البهيج
طبعا أبى الرجل من باب الكرامة والكبرياء أن يعامل معاملة مهينة فلعن الطينة والعجينة وتنحى عن منصبه المسنود في بلاد الحاسد والمحسود مع شوية بخور وطيب وعود
احتجت الشركة الانكليزية على الاهانة ودخلت في مرحلة مفاوضات وجولات ولكمات من فئة ذات الصواري في ترويض النشامى والضواري انتهت برضوخ العربان لشروط البريطان وكان ياماكان
عندها لم يكن من صاحبنا المهندس الهمام الا أن يضع ويبصم شروطه بالعشرة ومنها تعيين مترجم له من العربية الى الانكليزية وبالعكس لأن كونه عربي بل حتى مجرد الكلام بالعربية قد جلب له المصائب عالمايل والصائب وأبعد عنه الحبيب والصاحب
وذكرني الحال المذكور بموعد رجوعي الى بلاد الفرنجة بعد شوية سياحة وفرجة في أحد بلداننا العربية من مستعمرات الانكليز السابقة حيث كنت في الطابور انتظارا للعبور الى صالة المسافرين
كان هناك أحد الأمريكان يتكلم مع مسافرتين عربيتين من المقيمات في بلاده لأجل الدراسة من حملة الغرين كارد مع كراسة
لاأعرف كيف دخل الفقير الى ربه على خط الحديث وتبادل أطرافا منه مع الصنديد الأمريكي والطالبتان المتحلقتان
طبعا لحد اللحظة كان ظنهما أن الداعي يعني العبد لله هو من بلاد العم سام مكيع الأنام والنعام لكن عندما تم سؤالي والسؤال لغير الله مذلة من أي ولاية أجبتهم بأنني عربي بالصلاة على النبي
الأمريكي لم يتأثر ولم يتغير لأن كل البشر لديه سواسية حتى ولو كان بشكل الدجاجة الحافية بلا قافية
أما الحرمتان-الطالبتان- فعينكم ماتشوف الا النور والبنور حيث انتفضتا واهتزتا بعد كشف المستور ورميتاني وقصفتاني بنظرات تقدح شرر وعبرات جلها ضرر وتحولت البسمات الى نظرات هي أقرب الى الطعنات واللكمات من فئة رية وسكينة والله يصبر كل حزينة
طبعا ماكان مني الا أن تسمرت واندهشت من منظر ولاويل الولايا بعد كشف المستور والخبايا
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
كنت أتصور أن معاملة الانسان العربي حسب أصوله وفصوله كان مقتصرا على مطارات وحدود العربان حيث يتم عزله وفصله ومعاملته -طبعا بعد كشفه- معاملة الصيصان مهما حمل من جوازات وجنسيات ويخضع للتنبيش والتفتيش والتطنيش والتطبيش ويعامل معاملة المصابين بالجذام والبرص حتى ولو غنى ورقص
لكن الحادثتين السابقتين ان دلتا على شيء فهما تدلان على أن معاملة البشر أنفسهم لأبناء جلدتهم لاتقل حدة وشدة عن معاملات أنظمتهم معهم في مختلف نواحي الحياة
يعني أنه لاقيمة لك ولاراي ولا حيلة ولافتيلة مهما كانت منزلتك ومكانتك ان كنت عربيا أو من أصل عربي عند التعامل مع أبناء جلدتك من العرب لأنك ستعامل-الا ماندر- كالمصاب بالجرب ضرب من ضرب وهرب من هرب
طبعا المعاملة لن تخلو من تمسيح الجوخ والنفاق من باب تقليب الأرزاق خاصة ان كان العربي المهاجر من حملة الدولارات والدراهم والفلوس حيث ترق النفوس حتى يتم تحويله لاحقا الى منحوس وموكوس مع أو بدون فانوس
لن أدخل في مجلدات وروايات استعراضات كيف تركنا بلادنا بل وكيف زمطنا وفركناها وشمعنا الخيط لكن مايهم اليوم أنه بعد وصول العربي الى أعلى المراتب والدرجات فان اول مايفكر به هو- لو- وأعوذ بالله من كلمة لو سنحت له الفرصة للرجوع الى بلده على مبدأ فيد واستفيد ياعبد المفيد لكن أرض الواقع كالبلاء ماله من دافع تثنيه عن الحلم المذكور لأنه ان نفد وتخطى عائق التطفيش والتطنيش والتطبيش الحكومي في بلاده على مبدأ موناقصنا مصايب
فان وصوله الميمون الى أحضان الجموع وتخبطه بين المسموح والممنوع وتناثر الأحضان والدموع وقصفه بروايات عن الفاقة والجوع ومن ثم تبدأ معارك من فئة كتاب الضارب والمضروب في تحرير العقول والجيوب يعني يتحول الى فريسة تتقاذفها الأيادي وخمسة وخميسة بعيون الاعادي بحيث لايستغرق طويلا ثنيه عن فكرته بالبقاء والطفشان مجددا من بلاد الأجداد والآباء لأن البلاد والعباد درجت على عقد نقص من فئة الخواجة يعني يتم فعس ودعس العربي مقابل الاحتفال والاحتفاء بالفرنجي وخاصة حملة جنسيات الخمس نجوم حيث تنصب له المناسف والمعالف عالنايم والواقف ويتحول من جاهل الى عالم وعارف في عقد نقص لايعرف ضراوتها الا من جربوها على مبدا جربوني مرة لن تنسوني بالمرة بينما يعامل العربي بتجاهل ينطبق عليه وحوله وحواليه مبدأ باب وكتاب زوروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة
ان مايتم هدره من طاقات وخبرات وعقول عربية تم الاستخفاف بها في أوطانها فوجد بعضها في الغرب ملاذا آمنا وطريقا للابداع بينما يعاني من بقي الأمرين على مبدا الشقى لمن بقى في أمة تتفنن في تطفيش أبنائها بينما تتفنن احتفاءا بأعاجم يتم تأليههم من باب دعس القريب وتأليه الغريب في منظر أدهش الخواجة والديك والدجاجة وأوجد الحاجة الى مراجعة شاملة وكاملة لعقد نقص العربان قبل دخول ماتبقى من الربوع والمضارب غينيس في طي النسيان وكان ياماكان
*حركه كفى