أحمد موفق زيدان .. ما أريكم إلا ما أرى

أحمد موفق زيدان .. ما أريكم إلا ما أرى

أحمد موفق زيدان

عبد الله زنجير /سوريا

(عضو رابطة أدباء الشام)

[email protected]

نسعد كسوريين و إسلاميين بمكانة و دور الأستاذ أحمد موفق زيدان ، سواء في قناة الجزيرة أو غيرها ، فهو صحفي من الطراز الرفيع ، وله باع طويل في شؤون الباكستان خصوصا

إلا أن الأستاذ زيدان بالغ في الآونة الأخيرة بانتقاداته اللاذعة للإسلاميين الذين لهم رأي مختلف في النظام السوري ، توبيخا لهم و تشكيكا بقدراتهم الفكرية و رؤاهم السياسية ، وكان ذروة ذلك ما نشره الثلاثاء 19 / أيار في عدد من المواقع تحت عنوان  : تركيا والمراهنة على النظام السوري في مواجهة شعبه  !! انتقد فيها بقسوة نظام العدالة والتنمية التركي في سياسته الخارجية مع سورية

قبل ذلك لم يعجبه قرار تعليق المعارضة لإخوان سورية ، فكال لهم العديد من التهم الجاهزة ، غير المبنية على أية معلومات ، سوى إساءة الظن وتسويق الوهم

الأستاذ زيدان الآن هو قيادي هام في حزب العدالة والبناء السوري المعارض الذي يرأسه الأستاذ أنس العبدة .. والمشكلة هنا

هل الأستاذ زيدان في هذا العصف الإعلامي يمثل الحزب الناشئ ؟ وهل هذه الرغبة بالوصاية على آراء الآخرين وعقولهم تمثل سياسة الحزب المذكور ، وهو قد أعلن ولاءه لإعلان دمشق و تشغيله القريب لفضائية ( بردى ) المعارضة ؟ وما هي الحكمة المتوخاة من التهجم على أدوار الإسلاميين من فلسطين إلى الأردن إلى العراق إلى تركيا إلى مصر إلى إلى .. ؟ وهل من يريد رفع و رفعة قضيته العادلة يسعى لإسقاط أصدقائه و خسرانهم و خصوصا من الإسلاميين ؟

ما هو النموذج الذي يحبذه لنا الأستاذ أحمد .. هل هو النموذج الطالباني الذي ينتقده تارة ويمتدحه أخرى ؟ هل هو النموذج الإيراني الذي اعتبره خنجرا مسموما في ظهورنا ؟ هل هو النموذج التركي الذي يعيب عليه سياساته التي تفرزها مصالح الدولة التركية ؟ هل هو النموذج السوداني أو السعودي أو السويسري ؟

 أخشى ما أخشاه أن الأخ الكريم أحمد موفق زيدان يريد من الجميع ، طوعا أو كرها ، الانصياع لآرائه واجتهاداته في شؤون الدين والدنيا ، لأنه الأقدر والأخلص والأفهم

لقد عاب القرآن الكريم على فرعون فكرة : ما أريكم إلا ما أرى و ما أهديكم إلا سبيل الرشاد ، وهذا مالا يليق لا بشخصية لها وزنها وجدارتها كأحمد موفق زيدان ، و لا بحزب لم يجد نجاحه إلا في مزاحمة الآخرين و الدخول إلى نواياهم ومحاكمتها ميدانيا

المعارضة تتسع للجميع والكون واسع الأرجاء ، والديمقراطية - كما يقول الأستاذ أحمد - لا تتجزأ ، فهل يمكن إثبات ذلك ؟