دعوة لفك الائتلافات البالية في البرلمان العراقي
سلمان السلمان /أمريكا
هي عبارة عن دورة في مكوك هذا الكون ربما تتفجر منها براكين الحقيقة أو أن تنفرد فيها الأحقاد من جديد، ولكي نتلافى هذه الأحقاد علينا أن نبحث عن آلية جديدة للمرحلة القادمة، مرحلة جديدة من التفكير المنطقي الذي يخرج العراق من عنق الزجاجة التي وضعته الإتلافات (العرقية العنصرية الطائفية) التي دعمت اصطفافات كريهة أدت بالنتيجة إلى ضعف النظام البرلماني والحكومي وقيدت الأفكار الوطنية وعمقت الشرخ بين مكونات هذا الشعب الرائع في الانتماء للوطن.
ومن أولويات هذا التغيير هو الدعوة لفك الارتباطات السابقة التي انحرفت عن الخط الحقيقي لبناء العراق الجديد. بمعنى على كل الكتل التي قسمت البلد إلى ثلاث جهات (كردية شيعية سنية) أن تنفتح في افقها طولا وعرضا على مكونات الشعب العراقي كي نرى برلماناً حقيقيّاً يستطيع أن يّقوم الاعوجاج الذي أحدثته تلك الائتلافات النفعية المصلحية التي تهتم بمشروع التجزئة وان أظهرت العكس.
لأننا نعتقد أن المرحلة القادمة إذا تشابهت في الأسلوب والوجوه والطرح السطحي للقضية العراقية وعدم ظهور تكتلات وطنية بعيدة عن الاصطفاف القومي والطائفي فلن نشهد تطوراً ايجابياً في العملية السياسية وقد تسيء المرحلة القادمة ويبقى نفس الروتين المميت في اتخاذ القرارات.
لذا نحن نرى إن من المهم أن يفكر الإخوة الأكراد بجدية الوطن والمواطنة وليس المهم أن نبني منطقة محصنة كرديا والمواطن الكردي يعيش العوز والإهمال، كذلك ليس مهما أن نبني مقاطعات شيعية وأخرى سنية والمواطن السني والشيعي يعيش الفقر والإقصاء. لكن المهم أن نبني وطن يعيش فيه المواطن الكردي والشيعي والسني في بحبوحة من الأمل والرفاهية وان يكون هذا الوطن الممتد من الشمال حتى الجنوب مكانا آمننا لكل المكونات العراقية.
لذا دعوتنا إلى الكتل الرئيسية في البرلمان أن تفكر بشكل جدي لبناء العراق على أساس المواطنة وليس على أساس الحزبية والقومية والطائفية التي تحملها في فطرية أدبياتها أيام المعارضة في الخارج.
ثم إن الذي يحكم العراق اليوم هم أنفسهم المعارضة سابقا فلماذا هذا التخندق الذي لا يخدم أي طائفة أو قومية؟ وأيضا إذا استطاع العراق أن يحقق النمو الاقتصادي، استطاع أن يتجاوز المناطقية والحدودية التي صُنعت بفعل فاعل.
واليوم نحن نرى إن المصلحة الوطنية التي تخدم العراق هو تقوية البرلمان القادم وليس إضعافه وجعله آلة طيعة في أيدي بعض الأطراف المستفيدة من الوضع الحالي الذي يحقق لها ما تصبوا إليه من الشد والجذب لكنها لا تحقق المصلحة الأهم وهي خدمة المواطن العراقي.
فاليوم دعوتنا لكل العراقيين وخاصة الذين يتطلعون لبناء العراق الموحد بكل مكوناته أن يتلاقوا في فتح أفق التحالفات لكي تشهد الأيام القادمة قوائم تحمل في طيات أسطرها أسماء تنتمي لمكون آخر يحمل صفة المواطن وليس صفة القومية أو الطائفية.