ضيعة تشرين
ضيعة تشرين
د.عبد االغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
ضيعه صغيره جدا حلوه وجميله جدا فيها ناسها الطيبين فيها الام والاخت والاب والعم والخال احباب واقرباء.
احبوا الحياة واحبتهم اعطوها كل ماعندهم من خير,ومن حب وود فاعطتهم الخير والحب والزرع.
وفي يوم من الايام اتسلل اليها بعض الاشرار في عباآت مخفيه اتوددوا واستلطفوا وقالوا نحنا مظلومين اكسونا وطعمونا وآوونا ونحن لكم منكون شاكرين.
من طيبة اهل الضيعه وطيبة عشرتهم وحياتهم صدقوهم وساندوهم وياريت كانوا قتلوهم.
بعد اسنين استولى الاشرار عالضيعه وقاموا فيهم تقتيل تعذيب ونفي والمطارده لهم في وقت وحين.
كان لابد من الباقين الا ان يخرجوا بارواحهم سالمين وراحوا للقرى المجاوره ومنها الى اطراف الارض العامره وغير العامره.
واجتمعوا مع بعض والفوا كتله وتحالفات وقالوا علينا ارجاع مافات انرجع الضيعه ونعيد فيها الطيبه ونغرسها ونزرعها من اجديد.
وفعلا ادربوا على القتال ورسموا الخطط العظام وحده ورى وحده وكل وحده احسن من اختها.
وحفروا الخنادق والمتاريس واصطفوا صفوف مع اصفوف ايد وحده وهدفهم واحد.
اسقطوا الاشرار والظلمه واقتلعوهم من الديار.
كنا منتظرين وكنا نترقب ساعه بساعه متى يتم اللقاء وتكون المعركه الفاصله وانتظرنا انتظرنا وصبرنا حتى مللنا ومل الصبر منا.
قلنا لما التاخير وذهبنا في قلوبنا نسير نستكشف المجهول الى ان وصلنا الى اول الخطوط وعندها علمنا سبب التاخير.
كانوا وراء الصخور المقاتلين متمترسين وجدنا انه لاتوجد خنادق ولا متاريس باتجاه الاشرار.
وجدنا ان اتجاه السلاح موجها لصدور الطيبين المنفيين وعلى بعضهم متعاونين.
فلا ابوعبدو ولا ابو اسماعيل متفاهمين ولا هذا ولا ذاك وكلهم متناحرين.
والاشرار يقفون قريبين وبعيدين يضحكون ويمرحون ويلعبون وينظرون الينا باحتقار عجيب
ومن ورائهم وبين ايديهم ضيعة تشرين تستصرخ الجمع الطيبين وتقول :
كفوا عن القتال ياأبنائي وخلصوني من هؤلاء الغادرين ولكن:
هل لهؤلاء آذان وهم بها سامعين؟
2
بعد ان اطمأن الأشرار ان الطيبين من الضيعه قد غفلوا عنهم والتهوا ببعضهم عشنا مع الناس الطيبين هدانا النفوس واتعوذنا من الشيطان الرجيم والتقطنا الانفاس وعادوا عن الحدود الى كل واحد لبيتو وارضو المستعاره في الغربه وهناك :
اسلامي وقومي ولبرالي ماركسي وشيوعي واشتراكي وراسمالي
ابو احمد وابو عبدو وابو نزار وابو جهاد وابو غيفارا وابو لينين وابو عباس وابو اسحق
الكل بالكل والكل مظلوم ومقهور وعبلادو ممنوع يفوت
الكل اتعذبوا وانهانو بالسجون والكل فقد من الاحباب والخلان اكتير ليه لانو اراد الحريه لشعبو وناسو ولبلدو وطنو
كل واحد فيهم فكر بنفس المعنى انا مظلوم والظالم واحد ووطني مسلوب والسالب واحد
تركت الظالم والسالب والقاهر واقاتل واصارع المظلوم والمسلوب والمقهور
حتى يصير الظالم اقوى والمظلومين يضعفوا اكتر واكتر
فكر ابو عبدو وابو احمد وابو اسحق والبقيه بنفس الموضوع
كيف نتخلص من الكابوس لاكلام ينفع ولا تهديد ولا وعيد
علينا ان نتوحد وان نكون يد وحده وقلب واحد ونسقط الظالم ونفك نفسنا من الظلم والقهر ونرجع للوطن الام ايد وحده ومتكاتفين وهمنا انفسنا وشعبنا وامتنا نبني ونعمر ونرفع الظلم ونعيد الحقوق لاصحابها وانعيد الضيعه الضايعه وانسميها ضيعة الربيع وبالفعل اجتمعوا واتعاهدوا وكونوا جبهه عريضه فيها كل الاشراف المقهوره من الضيعه الضايعه وانضم الها كل الناس المقهورين من ضيعة تشرين في كل الارض المعموره
ايد بيد وايد وحده وخد على خد والهدف واحد
شيء جميل بياخد العقل والامل عند الاشراف كبر اكتير وفي اقرب وقت يكونون متربعين في ارضهم المسلوبه
ومضت ايام واسنين
دخل بينهم بعض المنافقين وفرق آراءهم وكانوا لهؤلاء مستجيبين
ابو فلان خاين وعميل والآلأخر ايضا خاين وعميل مع انهم كلهم بنفس الطين واقعين
وما زالت الضيعه تنادي ياابنائي
مللت من شهر تشرين وتعبت من الانتظار حتى ياتي الربيع عودوا ياأبنائي قبل ان اموت ولا تنسوا حليب اثدائي ودعائي وسهري وشقائي وتمضية عمري وانا اضحي لكي تكونوا سالمين
نسيت لون زهر الربيع من طول شهر تشرين نسيت بسمة اطفالي من طول الغياب الطويل
آه آه آه
كونوا ايد وحده حتى ارضى عليكم كونوا يد وحده حتى اتفكوا العذاب عن امكم عودا وتعالوا وقابلوني وافرحوا لفرحي وشبكوا ايادك بايادي بعض وغنوا وادبكوا(الدبكه الشعبيه)
على دلعونا وعلى دلعونا
نحنا جينا منتصرين ياأمي الحنونه