طبيب الشيخ ياسين: مؤسس "حماس" غادر المشفى قبل اغتياله بيوم واحد

طبيب الشيخ ياسين: مؤسس "حماس" غادر المشفى قبل اغتياله بيوم واحد

 القدس برس

 كانت صواريخ طائرات الأباتشي أمريكية الصنع أسرع في القضاء على الشيخ أحمد ياسين، من تمدد الشُعب الهوائية في رئتيه، لتمنحه الشهادة على يد الاحتلال الإسرائيلي بدلا من الموت على فراش مرضه المزمن.

ثلاث طائرات استطلاع بدون طيار، وثلاثة أقمار اصطناعية، كانت في المنطقة التي يقطنها الشيخ ياسين، وعدد من الجواسيس على الأرض، كانت كذلك أسرع من صور الأشعة في تشخيص الأمراض التي كان يعاني منها جسم الشيخ القعيد؛ لإعطائه جرعة العلاج المناسبة.

وكان الشيخ ياسين زعيم ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الذي اغتاله الدولة العبرية في الثاني والعشرين من آذار (مارس) الماضي، ضيفا دائما لدى قسم الأمراض الصدرية في مشفى الشفاء بغزة، إلى جانب ذلك فإنه كان عيادة متنقلة من كثرة الأمراض التي كانت تلم به، بالإضافة إلى الشلل الكامل.

ولم يكن الزعيم الروحي لحركة "حماس" قد أتم علاجه الذي أعطاه إياه طبيبه الخاص جراء الالتهابات المزمنة في صدره، وذلك بعد أن مكث في المشفى عدة أيام، حيث غادرها قبل اغتياله بيوم واحد.

وقال الدكتور ناصر السويركي الطبيب الخاص للشيخ ياسين إنه في الثامن عشر من آذار (مارس) الماضي اشتكى الشيخ ياسين من ضيق في التنفس وآلام حادة في الصدر، وبعد أن عاينتُ حالته كان من الضروري نقله إلى مشفى الشفاء بغزة، حيث تم نقله إلى المشفى ومكث فيه حتى الحادي والعشرين من نفس الشهر، أي اليوم الذي سبق اغتياله، وقد تقرر مغادرته المشفى على أن يستمر في أخذ جرعة العلاج التي كتبت له".

وأضاف السويركي لوكالة "قدس برس" "أن الشيخ ياسين كان يعطى العلاج عن طريق إبرة في يده حيث ظلت معه حتى استشهاده، وكان من المقرر أن يكون للشيخ مراجعة أخرى بعد استكماله للعلاج لمعرفة إلى أين وصلت حالته إلا أنه استشهد قبل أن يستنفذ علاجه خلال عملية الاغتيال التي تعرض لها بعد يوم من خروجه من المشفى، أمام مسجد المجمع الإسلامي بغزة بعد خروجه من صلاة الفجر".

وعن طبيعة حالة الشيخ ياسين قال السويركي "إن الشيخ ياسين كانت تأتيه نوبات التهابات في الشُعب الهواية نتيجة تمدد هذه الشُعب المزمن في الرئتين خاصة في الرئة اليسرى، وعندما كانت تحصل معه هذه النوبات كنا نعطيه علاج من خلال الإبر أو بخاخات خاصة للتنفس، لها أيام ثم بعد ذلك يتشافى".
وكان الشيخ ياسين يعاني من الكثير من الأمراض التي كان أخطرها تمدد الشُعب الهوائية في رئتيه؛ مثل ضعف السمع والبصر والبواسير والمضاعفات التي كانت تحدث له جراء عدم الحركة نتيجة شلله الكامل.

ويقول الدكتور عبد العزيز الرنتيسي زعيم حركة "حماس" في غزة "لقد كنت أرى كطبيب أن صحة الشيخ في الأيام الأخيرة كانت في تدهور مستمر، لدرجة أنني كنت أشعر في قرارة نفسي بقلق شديد على حياة الشيخ، وقد أسررت إلى بعض الأخوة بقلقي هذا".

وأضاف الرنتيسي في مقاله الأخير "أن هذا الشعور بالقلق كان قد انتاب العديد من الأخوة القريبين من الشيخ أيضا، وشاركني في ذلك الدكتور محمود الزهار الذي راعه ما رأى من ضيق في التنفس كان يعاني منها الشيخ، بينما لم تكن صحة الشيخ في أي وقت سابق على هذه الدرجة من الخطورة وإن كان المرض دوما ملازما له".